يلتقط الزمن انفاسه احيانا، للالتفات الى شواهد انجازات تراكمت بفعل جهود مباركة، تمتد في عمق التاريخ.
وفي عينه التي لا تخطئ، حقائق كويتية على قدر من الثبات، لم تنل منها التحولات والتبدلات، التي مرت بها المنطقة والعالم، نحتفل بها منذ 52 عاما، وستبقى بإذن الله منارات نهتدي بها على طريق النهوض والبناء التي لا تنتهي.
كانت الكويت وستبقى بإذن الله دار امان وسلام رغم الرياح العاتية التي تهب على المنطقة وتكدر حياة ابنائها وتضع مصائرهم على حواف المجهول.
وبين الحاكم والمحكوم فيها علاقة تواد وتسامح تحولت على مر التاريخ الى واحدة من تجارب الحكم التي تؤخذ بعين الاعتبار.
سجلت عين الزمن وتحولاته حيوية الكويتيين قيادة وشعبا ومراعاتهم لسنن التجديد ورفضهم لآفات الجمود التي تحول البشر الى كائنات متخفية تنتمي لعصور مضت.
كما آمن ابناء هذا البلد بالتعددية الفكرية والمذهبية وقبول الآخر ليكونوا اكثر قوة ومنعة واستعصاء على عوامل الفرقة التي تحيل حياة البلاد والعباد الى جحيم.
انعكست هذه الروح الكويتية على مراحل مسيرة البناء والتجديد التي شملت مختلف الاصعدة والميادين، ولم تتوقف في يوم من الايام، وإلى مزيد من التقدم والنجاح بإذن الله.
وتكشف عن ارضية صلبة نقف عليها وعيوننا مفتوحة على مدى يتجاوز المنغصات العابرة.
تظهر الروح المتجددة الطاقات الخلاقة لابناء الصحراء والبحر الذين تغلبت ارادة الحياة لدى آبائهم على شظف العيش وأثبتوا انهم خير خلف لخير سلف.
تسجل عين الزمن في يومي الاستقلال المجيد والتحرير الاغر اننا بنينا وطنا عصريا بكل ما تعنيه الكلمة، وان لدينا ما يكفي من قدرة وإرادة على المضي الى الامام دون توقف، فنحن شعب قوي ومقدام ونتفاخر بكويتنا الحبيبة.
وبهاتين المناسبتين الوطنيتين العزيزتين على قلوب اهل الكويت جميعا، لا يسعني الا ان اتقدم الى مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الامين، حفظهما الله ورعاهما، والقيادة السياسية واهلنا اهل الكويت الاوفياء الكرام بأسمى آيات التهاني والتبريكات، داعيا الله العلي القدير ان يديم على بلدنا الحبيب الامن والامان، ودوام التقدم والازدهار والرقي.
abumalekkwt@yahoo.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق