رولا دشتي: نتطلع لأن تكون الصين شريكا استراتيجيا في مشاريع الدولة

أعربت وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية الادارية ووزيرة الدولة لشؤون مجلس الامة د. رولا دشتي هنا اليوم عن تطلع الحكومة الكويتية الى مساهمة الحكومة الصينية وشركاتها التابعة لتكون شريكا استراتيجيا في تنفيذ مشاريع خطة التنمية للبلاد.

وقالت دشتي خلال اجتماعها بكبار مسؤولي شركة المواصلات الصينية المساهمة المحدودة للبناء “ان دولة الكويت لا تنظر الى الشركة لتنفيذ مشروع ميناء (بوبيان) الذي بدأ العمل به فعليا فحسب بل نريدها شريكا استشاريا في مشاريع التنمية” مشددة على حاجة الدولة كذلك الى تشغيل ميناء (مبارك) بالاضافة الى تطوير الموانئ الحالية من قبل القطاع الخاص.

واوضحت دشتي للجانب الصيني خطة الحكومة الكويتية المستقبلية في بناء ثلاث مدن اسكانية بدءا بالتصميم والانشاء والتنفيذ مشيرة الى ان قيمة الاستثمارات المقدرة لتنفيذ تلك المدن تبلغ نحو 40 مليار دولار امريكي معربة عن أملها ان تساهم الشركة الصينية مع القطاع الخاص في تنفيذ هذه المشاريع التي يتوقع طرحها على القطاع الخاص في شهر اكتوبر المقبل.

وكشفت عن بدء دول مجلس التعاون الخليجي بناء السكك الحديدية المشتركة لربط دولها حيث سيعطى المشروع المتعلق بدولة الكويت للقطاع الخاص لتنفيذه وادارته” داعية الحكومة الصينية وشركاتها الى تنفيذ وادارة هذا المشروع ايضا”.

وقالت دشتي ان لدى دولة الكويت الكثير من الفرص الاستثمارية الراغبة في توسيع قاعدة الاستثمارات المباشرة وفي الوقت ذاته نتطلع فيها لفتح آفاق التعاون والاستفادة من الخبرة الصينية وسرعة الشركات الصينية في الانجاز المشاريع كويتية بما يعود بالنفع على الطرفين الكويتي والصيني.

وذكرت ان الحكومة بالتعاون مع البرلمان الكويتي بصدد اعادة صياغة القوانين الاستثمارية لتكون اكثر انفتاحا وشفافية وجاذبية ولتسهل الاستثمار الاجنبي المباشر والتعاون مع القطاع الخاص الكويتي مشيرة الى انه تم الانتهاء قبل ايام من اقرار قانون الشركات التجارية ما سيساعد في تحسين البيئة التجارية.

من جانبه رحب رئيس مجلس ادارة شركة المواصلات الصينية المساهمة المحدودة للبناء تشو جي تشانغ بزيارة الوزيرة رولا دشتي لبلاده مبينا ان تلك الزيارة من شأنها التمهيد لمزيد من العلاقات مع الحكومة الكويتية لاسيما ان علاقة الشركة مع دولة الكويت بدأت منذ الستينيات من القرن الماضي اي ما يزيد على 50 عاما.

واستعرض ما تقدمه الشركة من خدمات في مجال الطرق والبناء في الكثير من بلدان العالم معربا عن الامل في ان تعمل الحكومة الكويتية على حل المعوقات التي تعترض عمل الشركات الصينية في الكويت ومنها القوانين الاقتصادية والمناقصات وتعقيد الاجراءات والبطء في اتخاذ القرارات.

وقال ان اتباع الحكومة الكويتية سياسة الانفتاح على الآخرين وتذليل العقبات من شأنها جذب الاستثمارات الاجنبية الى الكويت في اشارة الى ما تواجهه الشركات الاجنبية من معوقات.

واعرب عن خالص تقديره لما ابدته الوزيرة من تجاوب لحل المشكلات التي تعترض الشركات الأجنبية العاملة في الكويت مؤكدا سعي الشركة الى تطوير خدماتها بما يمكنها من تعزيز تواجدها في السوق الكويتية بقوة ” معربا عن أمله في “زيارة الدكتورة مرة أخرى لنريكم بعض مشاريعنا”.

وعلى صعيد متصل بحثت الوزيرة الدكتورة رولا دشتي في اجتماعها مع كبار مسؤولي شركة سور الصين الصناعية مختلف مجالات التعاون بين الشركة ودولة الكويت لاسيما ما يتعلق منها بتقنية وصناعة الاقمار الاصطناعية.

وقالت الوزيرة خلال الاجتماع ان دولة الكويت تدرس جدوى امتلاك قمر صناعي خاص بها “وهي في مراحلها الاولى لدراسة هذه الفكرة ومن المفيد لنا ان يكون للقطاع الخاص الكويتي تعاون مع الشركات الصينية المتخصصة في هذا المجال للاسهام بتقديم الدراسات الفنية والاقتصادية في هذا الاتجاه.
ودعت الوزيرة الجانب الصيني الى التنسيق مع القطاع الخاص الكويتي والقيام بزيارة الكويت ولقاء وزيري الاعلام والمواصلات المعنيين بهذا الأمر” بما يمكنكم من التعرف عن كثب على ما ترغب به الحكومة الكويتية من متطلبات بهذا الشأن”.

وأكدت في الوقت ذاته حاجة دولة الكويت للتعاون مع الشركات الصينية في مجال “الطاقة النظيفة” لاسيما انها تعمل في هذا المجال الذي يهم البلاد.

من جانبه أكد رئيس شركة سور الصين الصناعية اين ليمينج متانة العلاقات بين بلاده ودولة الكويت وان مسؤولي الشركة يتطلعون الى بناء علاقات عمل مثمرة بين الجانبين لاسيما ما يتعلق بمجال تقنية الاقمار الاصطناعية.

وقال ان شركة سور الصين الصناعية تمتلك الامكانيات والقدرات الحديثة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والقدرة على المنافسة عالميا اضافة الى استعدادها لتدريب كوادر كويتية في مجال تقنية الفضاء والاقمار الاصطناعية.

ولفت ليمينج الى التطلع لمزيد من المحادثات مع الجانب الكويتي سواء مع الجانب الحكومي او بشكل مباشر مع القطاع الخاص المعني بهذا المجال او في المجالات ذات الصلة.
يذكر ان شركة سور الصين الصناعية تعد احدى اكبر الشركات الاستراتيجية التي تملكها الحكومة الصينية وتعمل في قطاعات مختلفة عدة منها الدفاع والصحة واستخدام الطاقة النظيفة وبرامج الفضاء اضافة الى تقنية الاقمار الاصطناعية.

واستطاعت الشركة خلال 30 عاما اطلاق ما يزيد على 170 قمرا اصطناعيا في الفضاء بنسبة نجاح بلغت 95 بالمئة.

وتعمل الشركة على تصميم وتنفيذ المشاريع الكبرى في العالم في مجال الطرق والجسور والموانئ والسكك الحديدية والمطارات والبنى التحتية وبناء المساكن وغيرها من المشروعات الانشائية وتمتد اعمالها في اكثر من 80 بلدا حول العالم اضافة الى عملها داخل الصين وتبلغ اصول الشركة حوالي 80 مليار دولار.

وفي نهاية الاجتماع اعربت الوزيرة الدكتورة رولا دشتي عن شكرها وتقديرها للشفافية التي اظهرها الجانب الصيني خلال اللقاء في ذكر الصعوبات والتحديات وطرح المعوقات التي تواجه الشركات الصينية مبدية استعدادها العمل على حل كافة تلك المعوقات مع المعنيين في دولة الكويت.

وحضر اللقاءين سفير دولة الكويت لدى جمهورية الصين الشعبية محمد صالح الذويخ الذي اكد بدوره ان زيارة الوزيرة رولا دشتي للصين ستفتح آفاقا ومجالات تعاون أوسع لاسيما مع أكبر الشركات الصينية المعنية بتنفيذ المشاريع المدرجة في خطة التنمية لدولة الكويت.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.