ذعار الرشيدي: رئيس أميركا .. ورئيس الولايات المتحدة

بعض النقاشات السياسية في البلد تبلغ حدا من السذاجة إلى درجة أنها تشابه سؤال: «أيهما افضل رئيس أميركا… أم رئيس الولايات المتحدة الأميركية؟»، وعندما تبلغ صاحب السؤال ان «رئيس أميركا والولايات المتحدة الأميركية هو شخص واحد»، يعود ليرد عليك: «شلون رئيس يحكم دولتين في نفس الوقت؟ ما يصير»، هنا يمكن ان تخبر صاحب النقاش الساذج بأن أميركا والولايات المتحدة اسمان مختلفان للبلد نفسه وأن اسمها الكامل الولايات المتحدة الاميركية، ولكن نصيحة «لا تعور راسك معاه»، لأنه يقوم بتفصيل السياسة على قدر فهمه لا على قدر الواقع وستـدخل معـه في نقاش سفسطائي عقيم ينتهي عادة إلى لا شيء.

***

هذا النوع من محبي «اللت والعجن» السياسي دون دراية منتشر بكثرة للأسف وظهر في الفترة الأخيرة وبشكل واضح، منهم من ينتمي للمعارضة ومنهم من يوالي الحكومة، لا يعلمون عن الواقع السياسي شيئا ولا يعرفون توازنات القوى سواء داخل المعارضة أو خارجها ولا يعرفون التكتلات ولا التيارات السياسية في الكويت، ومع هذا يدخلون في دائرة تنظير ونقاشات تضر ولا تنفع، وأخطر أنواع هؤلاء السذج الجدد هو من يخلط السياسة بالطائفية ومن بينهم نواب، وهذا خلط وجد طريقه بين الشباب فأصبحت السياسة بابا واسعا يدخل منه الطائفيون، تخيل ان شخصا يشتم طائفة ما وعندما تسأله عن تكوينها او تياراتها في الكويت او نشأتها أو تاريخها يقول لك «ما ادري»، كيف تشتم طائفة انت لا تعرف عنها سوى اسمها؟!، هل يعقل ان تشتم شخصا لا تعرف عنه سوى اسمه؟! او فقط ترفض شخصا وترفض رأيه لمجرد انه من الطائفة الأخرى؟!

***

المعارضة اليوم عليها ان تعيد حساباتها بالكامل والا تتوسع أو تحاول التوسع بشكل يفوق حجمها الطبيعي، المعارضة ولا شك تتمتع بقبول واضح وجيد ولاتزال تتمتع بقواعد ثابتة، ولكن سعيها نحو التوسع والتمدد ستكون له عواقب وخيمة خاصة إذا ما كان التوسع اكبر من حجم القواعد.

Waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.