مسؤول صيني: حريصون على ترسيخ العلاقات التاريخية مع الكويت وتعزيز مجالاتها

أكد نائب الوزير في دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ليو جيه إي حرص بلاده على ترسيخ العلاقات التاريخية مع دولة الكويت وسعيها الى تعزيزها لتشمل جميع المجالات ولا سيما المجالين السياسي والاقتصادي.

وقال جيه اي في لقاء مع وزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية الادارية ووزيرة الدولة لشؤون مجلس الامة الدكتورة رولا دشتي التي تزور الصين حاليا ان العلاقات بين البلدين الصديقين قطعت شوطا كبيرا في مجال الثقة السياسية المتبادلة وتفعيل التعامل العملي وتعزيز التبادل الثقافي والانساني منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1971 .

واضاف ان للبلدين مواقف متشابهة ازاء الكثير من القضايا الدولية في الامم المتحدة وكذلك ازاء القضايا في منطقة الشرق الاوسط مشيرا الى ان الكويت تؤدي دورا ايجابيا جدا في قضايا منطقة الشرق الاوسط وتعمل على ايجاد حل للنزاعات فيها.

وذكر ان دولة الكويت عضو مهم في منظومة مجلس التعاون الخليجي وان بلاده تقدر جهود الكويت لتعزيز التعاون بين الصين ودول المجلس والتنسيق بين الجانبين في المحافل الدولية مبينا ان اهمية التعاون بين الجانبين الصيني والكويتي “تجاوزت نطاق العلاقات الثنائية”.

واستذكر جيه إي موقف حكومة بلاده عندما تعرضت الكويت للغزو الصدامي عام 1990 مشيرا الى انه كان للصين والاسرة الدولية حينذاك موقف ثابت تجاه الكويت لأن الصين “تدعو الى العدالة والعدل لصالح دولة الكويت”.

واعرب عن التقدير الكبير الذي تكنه الصين للكويت نظير ما قدمته على مدى سنوات طويلة ولا تزال تقدمه من “مساعدات ودعم نزيه” للدول النامية مشددا على ان الكويت تسير في طريق التعاون المفيد للمضي قدما في قضية التنمية بتلك الدول.

واكد اهتمام الحزب الشيوعي الصيني بالعلاقات الطيبة “بين دائرتنا والجهات الكويتية المعنية” معربا عن تمنياته بأن تساهم هذه العلاقات في تطوير العلاقات الصينية – الكويتية وتعزيز التعاون بين البلدين الصديقين.

وقال “انتهز هذه الفرصة لأتقدم الى سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بجزيل الشكر والتقدير وكذلك الى سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء على برقيات التهنئة التي بعثوها سموهم بمناسبة اختيار تشي جين بينغ سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي الصيني”.

ورأى انه اذا دل ذلك على شيء فإنما يدل على العلاقات السياسية الوثيقة بين البلدين والصداقة العميقة بين قيادتي البلدين.

واشار جيه اي الى ان الصين تعمل على تنفيذ الخطة الخمسية ال13 للبلاد مبينا ان عملية تحقيق الاهداف الطموحة في تلك الخطط لأي بلد لا بد ان يكون لبلد آخر فرص طموحة للمشاركة في تنفيذها ما يؤدي الى تكاملهما في ذلك.

ولفت الى سعي الكويت الى “تنفيذ الخطة الخمسية لها وهذا يشكل اساسا واقعيا ومتينا ومهما لتدعيم التعاون بين البلدين لا سيما ان للجانبين ارادة سياسية قوية لزيادة فرص التعاون والتقارب”.

واعتبر ان هناك حاجة مشتركة واساسا متينا بين الجانبين “ونحن على استعداد” لبذل جهود متضافرة مع الجانب الكويتي للمضي قدما في تطوير وتعزيز اوجه التعاون بين البلدين الصديقين على كل المستويات.

وكشف عن عزم بلاده على عقد الدورة الرابعة لمنتدى التعاون بين الصين ودول غرب آسيا وشمال أفريقيا في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة في نهاية شهر يونيو المقبل بهدف دعم اصحاب تلك المشروعات في كل من الصين والدول العربية.

وشدد على ان الصين تولي اهتماما بالغا لمساهمة دولة الكويت في هذا المنتدى ومشاركة الشركات الكويتية ذات العلاقة داعيا الوزيرة دشتي الى ترؤس الوفد الكويتي الى المنتدى الذي يسعى لدراسة كيفية تحقيق مزيد من النماء الاقتصادي والتنمية المستدامة اضافة الى بحث آفاق التعاون والتطور في المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

من جانبها أعربت الوزيرة دشتي عن عميق شكرها وتقديرها على ما لقيته من حسن الافادة وكرم الضيافة ونقلت تحيات القيادة السياسية الكويتية والشعب الكويتي وشكرهم على مواقف جمهورية الصين الشعبية تجاه الكويت لا سيما موقفها المشرف ابان الغزو الصدامي 1990 .

وهنأت الجانب الصيني بالسنة الصينية الجديدة معربة عن تمنياتها بأن تكون سنة خير على بلادهم مليئة بالانجازات والتقدم.

وقالت ان دولة الكويت تنظر باهتمام بالغ الى التعاون مع جمهورية الصين الشعبية لما تؤديه من دور مهم وحيوي داخل مجلس الامن الدولي مشددة على اهمية ترسيخ العلاقات الكويتية – الصينية وتطويرها ليس فقط على الصعيدين السياسي والاقتصادي فحسب بل ايضا على الصعيد الثقافي معربة عن الامل بتحقيق مزيد من التعاون الاقتصادي والاستثماري نظرا لدور الاستثمارات المباشرة في تعزيز العلاقات الثنائية.

واكدت تطلع دولة الكويت لزيارة القيادة السياسية الصينية للكويت وكذلك الى زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء المرتقبة للصين في الصيف المقبل لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مشددة على ان علاقات الكويت مع الصين ليست آنية بل تاريخية “ونطمح في علاقات مستقبلية راسخة”.

واعربت الوزيرة دشتي عن عميق شكرها وتقديرها للدعوة التي وجهها نائب الوزير جيه إي بخصوص منتدى التعاون بين الصين ودول غرب آسيا وشمال أفريقيا في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة مضيفة ان وفدا كويتيا معنيا بموضوع المنتدى سيزور الصين فيما سينسق السفير الكويتي لدى الصين محمد الذويخ مع الجانب الصيني للاعداد للمنتدى.

وأوضحت ان خطة التنمية لدولة الكويت تنص على تطوير قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة لما لهذا القطاع من اهمية في توفير فرص عمل للشباب الكويتي واحتضان ابتكاراتهم وقدراتهم والاستفادة من طاقاتهم في دعم الاقتصاد الوطني.

واضافت ان البرلمان الكويتي اقر اخيرا قانونا يعنى بالمشروعات الصغيرة ويهدف الى انشاء هيئة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في شتى المجالات الاقتصادية والخدمية والزراعية والتكنولوجية والصناعية ودعم العاملين في تلك المجالات فنيا وعلميا وتدريبيا واعطائهم فرصة للتدريب المنخفض التكاليف.

وذكرت ان الحكومة الكويتية خصصت نحو سبعة مليارات دولار لدعم هذا النوع من المشروعات مشددة على ان تبادل الخبرات والمعرفة في هذا المجال بين الشباب الكويتي الذي يريد ان يعمل في القطاع الخاص مع القطاعات المشابهة في الصين سيعزز المشاركة الفعالة الاقتصادية على صعيد تعاون رجال الاعمال الصغار بين البلدين.

وعبرت عن الامل في ان يكون المنتدى وعاء لجمع خبرات ذوي المشروعات الصغيرة والمتوسطة من الجانبين ووضع آليات حكومية لتطوير هذا القطاع.

وحضر اللقاء سفير دولة الكويت لدى جمهورية الصين الشعبية محمد صالح الذويخ.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.