عدنان الدرويش: كلمة وفاء.. وللوفاء كلمة

أكتب في ذكرى أستاذي أبي قتيبة، لعل كتابتي تثمر المزيد من التمعن في قيمة وطنية، حضورها كان بصمة بارزة، وغيابها وجعاً أصاب مسيرة العمل الوطني.

تمر علينا ذكرى رحيل الإنسان والمعلم والمربي والسياسي والوطني المخلص الشاعر الدكتور احمد الربعي – رحمه الله – في مثل هذا اليوم فُجعنا وفُجعت الساحة السياسية والاجتماعية والإعلامية بفقدان رجل قلَّ نظيره، الدكتور أحمد الربعي رحل عنا وترك بصمة واضحة في تاريخ الكويت والمنطقة، نستذكر في هذا اليوم السياسي والإعلامي والمفكر واستاذ الجامعة الذي عشق الطباشير وعشقه طلبته. أستذكر أبا قتيبة في مثل هذا اليوم من كل عام، استاذي وحبيبي ومعلمي، وأكتب لعل كتابتي عنه تثمر وتؤدي إلى المزيد من التمعن في ذكراه وتقويم الاعوجاج الذي أصاب مسيرة العمل الوطني بعد رحيله.

استذكر استاذي احمد الربعي المتواضع البسيط الخلوق، نصف عقد على الرحيل وما زلت في ذاكرتنا، افترقنا ونسأل الله ان نتقابل في الفردوس، رحلت عنا جسدا ولكنك موجود في قلوبنا أيها الرجل النبيل.

أستذكر احمد الربعي صاحب المنطق وعاشق الحداق والكوت بوستة.. استذكر احمد الربعي المناضل الصلب في الفضائيات، باختصار شديد.. فقدتك الكويت في زمن نحتاج فيه الى العقلاء.

الربعي الرائع.. حبيب الجميع وفخر الكويت وأهلها، يا حكيم العرب المتواضع.. هناك قصائد تكتب وانت القصيدة التي عاشت وكتبها تاريخك وتبقى زهيرية الشاعر عبدالله الفلاح خير شاهد لهذا الحب ووصف حالة التردي التي نعيشها:

«الدار فيها القهر يكبر وفيها مال

والناس من القهر ذبلانه بلا مال

ولي هقينا بهم هم زودوها همال

يالربع ردوا علي وين أحمد الربعي

اللي يقول الوفاء الدار من ربعي

ما قال ذا نص لي او قال ذا ربعي

الدار روح وعمر ما هي مجرد مال».

أخيرا، لا يمكن ان نصفك اكثر من وصف صديقك يوسف الجاسم حين كتب: لقد عاش أبو قتيبة كالمتنبي.. شاعره الذي عشقه واعتنقه، فملأ دنياه وشغل ناسه.. وكان كتيبة من الرجال في رجل واحد.. تزاحمت الافكار في رأسه بشدة لتتدافع وتتفجر كالينابيع، خطابة وكتابة وعملا، وكان يكتب كما يفكر، ويتحدث كما يكتب ويؤثر في جميع الاحوال، نسأل الله لك الرحمة والمغفرة.

عدنان أحمد الدرويش
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.