محمد شرار: المرأة الكويتية محل تقدير واهتمام الدولة

تحت الرعاية السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وبحضور محمد شرار احتفلت صباح امس الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية الكويتية بمرور 50 عاما على تأسيسها، في قاعة الراية بفندق ماريوت كورت يارد، استذكارا للدور التطوعي الذي لعبته ومازالت تلعبه المرأة في الكويت على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي حول العالم، وتخليدا للإنجازات المحورية التي غيرت بها الواقع السياسي والاجتماعي في الكويت والتي توجت بحصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية.

افتتح الاحتفال بكلمة لمستشار الديوان الاميري محمد شرار قال فيها: «من دواعي سروري التواجد معكم اليوم نيابة عن سيدي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد في الاحتفال الذي تقيمه الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية بمناسبة مرور 50 عاما على انشائها، ويشرفني ان احمل تحيات وامنيات سموه الطيبة للجمعية والقائمين عليها بمزيد من التقدم وتحقيق أهدافكم المرجوة لخدمة المجتمع الكويتي وتحقيق التنمية الاجتماعية المنشودة بالشراكة البناءة مع الجهات الحكومية.

وأضاف شرار: «المرأة الكويتية محل تقدير واهتمام الدولة بأجهزتها المختلفة، يشهد على ذلك توجيه العديد من برامج الخطة التنموية للدولة لصالح المرأة مثل مشروع تمكين المرأة الكويتية من خلال اصدار تشريعات تستهدف الحفاظ على حقوقها ودعمها اسريا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ولا يمر يوم الا وتفتح مشروعات تستهدف دعم المرأة الكويتية كان آخرها المشروع الرائد الذي افتتحته وزارة الشؤون في منطقة السلام للأسر المنتجة، ذلك ان تنمية المرأة ودعمها هو دعم ورعاية للأسرة الكويتية بل والمجتمع بأسره.

وختم شرار كلمته قائلا: «باسمي واسمكم أرفع الى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أسمى آيات الشكر والعرفان على رعايته الكريمة لهذا الاحتفال الميمون وجزيل الشكر لمجلس ادارة الجمعية والمنظمين والداعمين والحضور داعين الله ان يحفظ الكويت واحة أمن وأمان في ظل القيادة الحكيمة لأميرنا المفدى الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس الوزراء حفظهم الله ورعاهم.

العمل المتواصل

من جانبها، قالت رئيس مجلس إدارة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية شيخة النصف: «نحتفل اليوم بمناسبة مرور 50 عاما من العطاء والعمل الحثيث والمتواصل على درب الخير، والتي بدأت غرسة رواها الإيمان بالله والوطن وبحق الإنسان عامة والمرأة خاصة لتنمو وتترعرع لتنبثق عن شجرة وارفة الظلال يرعاها الالتزام بالوطن والانتماء إليه لتمتد من الاهتمام والعمل على المستوى المحلي في مجالات التعليم والصحة وحقوق المرأة والإنسان لآفاق عربية وعالمية».

واختتمت النصف كلمتها قائلة: «إني إذ أشكر مشاركتكم الكريمة اليوم، والشكر موصول للرئيسة الفخرية للجمعية لولوة القطامي وأيقونتها التي واكبت مسيرتها منذ نشأتها لولوة القطامي لم تبخل يوما بدعم الجمعية معنويا أو ماديا».

واستذكارا لتاريخ الجمعية، قالت الرئيسة الفخرية للجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة القطامي: «أرحب بكم جميعا مقدرة مشاركتنا احتفالنا باليوبيل الذهبي لتأسيس الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية كرائدة من رواد مؤسسات المجتمع المدني وشاهدا على إيمان نساء كويتيات بفعل الخير، وقدرتهن على الاستمرار والمثابرة بالرغم من وعورة الطريق أحيانا وضبابية المواقف أحيانا أخرى. بدأت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية حلما وتحول إلى حقيقة راسخة بجهد مجموعة من نساء الكويت الناشطات في مجال العمل المدني والخيري. لا حافز لهن إلا عشق الوطن ولا هدف إلا تنميته ولا سلاح إلا الأمل والقدرة على رؤية الضوء في نهاية الطريق مما مكنهن من الامتداد زمنا ومكانا».

وأضافت القطامي: «إن الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية تاريخا وحاضرا وواقعا قائما أثبتت جدارة وانتشارا على المستويين الإقليمي والعالمي لتعكس صورة مشرفة للمرأة الكويتية والعربية. فالجمعية لم تترك حدثا أو قضية من قضايا الوطن إلا كانت في بؤرته وكأنها المعنية به أو المسؤولة عنه. وإن كان هناك الكثير من الانجازات التي نفخر بها، فنحن على يقين بأن أمامنا الكثير من القضايا منها التي تعارض حقوق المرأة، وهذا بدوره يضاعف من مسؤوليات الجمعية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني المؤمنة بحقوق المرأة الإنسان».

واختتمت القطامي: «لقد كان ومازال حب الوطن وخدمته خيارا ارتضيناه لأنفسنا، وكان أيضا للقضايا العربية والإنسانية الجزء الكبير من اهتمامنا وجهدنا. وفي النهاية أتمنى للجمعية سنوات آتية من تحقيق الأهداف على درب الخير والتنمية ولمزيد من الرفاه والديموقراطية للكويت ومن سكن أرضها الطيبة».

وتعتبر الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية أول جمعية نفع عام تم إشهارها في الكويت في عام 1963، عندما أسستها مجموعة من أوائل الخريجات المتطوعات، بهدف الدفاع عن حقوق المرأة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وتوعية المرأة بقضاياها وواجباتها وحقوقها، وخدمة المجتمع والاهتمام بالقضايا المحلية في الشؤون الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى رعاية الطفولة والأمومة.

وفي عام 2004، وتتويجا لعطاء الجمعية في خدمة المرأة الكويتية والمجتمع، أصبحت الجمعية تتمتع بالصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. ويتضمن مجلس الجمعية العضوات: شيخة حمود النصف (رئيس مجلس الإدارة)، ولولوة صالح الملا (الأمين العام)، ود.سهال يوسف الفليج (أمين صندوق)، ود.فاطمة سلامة أياد (عضو)، وموضي محمد الصقر (عضو)، وفايزة العوضي (عضو)، وغادة يوسف الغانم (عضو).

وتضمنت الاحتفالية، فقرة فنية بالرسم على الرمل قامت بها الفنانة الإسبانية ديانا روزا، والتي أنشأت على السطح الأملس قصة متكاملة للدور الذي لعبته المرأة في الكويت في الدفاع عن حقوقها والمبادرة الاجتماعية.

واختتاما للاحتفالية، اعتلى أطفال حضانة البستان الذين يعانون من ضعف السمع والنطق، المنصة لشكر أعضاء الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية على جهود الجمعية في توفير التعليم لجميع فئات المجتمع، حيث قالوا: «شكرا. لولا الجمعية ما نطقناها». ويذكر أن حضانة البستان هي أول حضانة نموذجية وفق نظام منتسوري التربوي أسستها الجمعية عام 1974 لتستجيب إلى حاجة ماسة لرعاية أطفال النساء العاملات. ونتيجة لنجاح الفكرة وازدياد الحاجة لها، أنشأت الجمعية فروعا للحضانة في مناطق الشويخ وصباح السالم والأندلس. ومع توقف العمل في الحضانات عام 1990 نتيجة للأضرار التي لحقت بها جراء الاحتلال الصدامي الغاشم، والظروف التي كانت تمر بها البلاد بعد التحرير، اضطرت الجمعية إلى استمرار العمل في حضانة واحدة في مقر الجمعية في الخالدية. وفي 1999، أسست الجمعية حضانة مختصة للأطفال الذين يعانون من ضعف السمع والنطق، حيث ان المؤسسات التي تهتم بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي كانت قائمة قبل ذلك لم تكن تستقبل الأطفال في أعمار مبكرة مما أعطى الحضانة سبقا على المستويين المحلي والإقليمي. فكانت الحضانة الأولى على مستوى الخليج التي اهتمت بالأطفال ضعاف السمع في سن مبكرة. والجدير بالذكر أن العمل في الحضانة يستند الى النظريات العلمية الحديثة في تدريب وتعليم الأطفال، وتنمية قدراتهم بهدف تهيئتهم للاندماج في برامج التعليم العام.

واستضافت الجمعية في هذه الاحتفالية 25 ناشطا وناشطة من خارج البلاد لمشاركة نساء الكويت في هذه الاحتفالية، حيث يتميز هؤلاء الضيوف بنشاطاتهم في المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة في مختلف الدول العربية والأجنبية ومنها المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، اليمن، ومصر، ولبنان، والأردن، والمغرب، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية وبنغلاديش، وفلسطين وليبيا.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.