
دارت الجلسة الثانية من اليوم الثاني للملتقى حول موضوع (الرواية في الكويت..رؤية نقدية) وقدم فيها الدكتور مرسل العجمي بحثا بعنوان (المشهد الريادي) تناول مفهوم السرد في كل النصوص الكتابية الراهنة والقادمة وتأثير السابق منها على اللاحق.
واستعرض العجمي مراحل الرواية في الكويت وحددها بأربعة مراحل “بدأت الاولى بنشأة الكويت الى القرنين ال18 وال19 والثانية جيل الرواد وهم الذين أسسوا المكتبات الاهلية ويمثلها عبدالعزيز الرشيد الذي أرخ تاريخ الكويت وخالد الفرج الذي كتب أول قصة قصيرة كويتية على صفحات مجلة (الكويت) وعثمان السيد الذي كتب أول سيرة ذاتية”.
وقال ان المرحلة الثالثة كانت مجلة البعثة التي تعد نقطة تحول حيث كتب على صفحاتها ما يزيد عن 64 قصة قصيرة لعدد من الاقلام الكويتية الشابة آنذاك ومنهم جاسم القطامي وأحمد العدواني واستقطبت كتابا من المبعوثين بمصر وكتاب من الوطن العربي كما صدرت في تلك المرحلة أول رواية كويتية كتبها راشد الفرحان وأول قصة تكتبها كاتبة كويتية هي هيفاء الهاشم حول القهر الاجتماعي الذي يمارس بالمجتمع الكويتي”.
وذكر ان المرحلة الرابعة “أطلق عليها جيل الستينيات من القرن ال20 الذي عاصر جملة من التحولات الجذرية بالمجتمع والسياسة وتحولت فيه الكويت من امارة الى دولة مستقلة تمارس الديمقراطية اضافة الى التغير الاجتماعي والطفرة النفطية وتطور التعليم والصحة وبهذه المرحلة بلغت القصة والرواية الكويتية ذروتها وظهر من هذا الجيل كل من سليمان الشطي وحمد الرجيب الانصاري وخالد سعود الزيد وغيرهم”.
من ناحيته تناول فهد الهندال في بحثه (رواية الاجيال الجديدة) تجارب الشباب من الكتاب والروائيين أمثال بثينة العيسى وميس العثمان وسعود السنعوسي وعلياء الكاظمي وحمد الحمد وهيثم بودي وسعداء الدعاس وناصر الظفيري وأساليبهم في كتابة الرواية والقضايا التي يتناولونها.
واما الجلسة الثالثة ضمن اليوم الثاني للملتقى فتمحورت حول (شعر الجزيرة العربية بين عصرين) تناول فيها الدكتور عبدالله الفيفي موضوع (الحركة الشعرية الحديثة في المملكة العربية السعودية..مشارف احداث).
وناقش الدكتور الفيفي ملامح التطور في قصيدة الحداثة في السعودية “والتي تشي بآفاق مستقبلية أكثر نضجا وتخلصا من عثرات المراحل الانتقالية التي مرت بها القصيدة الحديثة ابان سبعينيات وثمانينات القرن الماضي ورأى أن القصيدة الحديثة “أفضت الى عهد جديد يبنئ بانصهار التيارات في تيار جديد يمكن ان نطلق عليه مسمى الحداثة الاصلية أو الاصالة الحداثية”.
كما تناول نماذج من (القصة القصيرة جدا) طالتي تبدو أحيانا قصائد نثر وإن سميت قصصا قصيرة جدا وتمتد الاشكالية الى نماذج من النص السردي الروائي تتمخض عن شكل كتابي ملتبس الهوية يقع بين الشعر والسرد.
من جهته تناول أشرف اويزيد في بحثه المعنون (الشاعر احمد السقاف..نموذج المقف العربي) مسيرة حياة الشاعر السقاف وجهوده لاصدار وطباعة اول مجلة بالكويت اطلق عليها اسم (مجلة كاظمة) وصدر العدد الاول منها في يوليوة عام 1948.
وأشار اويزيد في هذا البحث الى صدور (العربي) في ديسمبر 1958 عشرة أعوام قدمت خلالها صورة متعمقة لرحلة أحمد السقاف كمثقف عربي ساعد على وضع الكويت على خريطة الثقافة العربية بقوة كما جعلها تجسد روح القومية العربية في أبهى صورها.
بدوره قال سعد البازعي في ورقته (مواجهة الانتماء في شعر الجزيرة العربية المعاصر) ان الجزيرة العربية تتقارب على عدة مستويات جغرافية وتاريخية وثقافية الى الحد الذي يبرر إجمالها في كيان واحد كما هو الحال في بلاد الشام او المغرب العربي او مصر والسودان.
واضاف البازعي ن شعر الجزيرة العربية المنتج على مدى العقدين او الثلاثة الماضية تحمل رؤية مثقفة وعالية الحساسية الشعرية بنصوصها التي تتبنى أسئلة لثقافة العالم المعاصر من ناحية وهموم الانسان في محيطها الجغرافي من ناحية أخرى.
ورأى انه لدى تحليل تلك النصوص “يمكن أن نجد القضايا الكبرى لمصير الانسان واحتياجاته بدءا من الحرية السياسية وصولا الى الكرامة الاقتصادية مرورا بفضاءات التحرر فكريا وسلوكيا مشيرا الى وجود الصحراء بالنصوص والتي تبقى مرجعية للشعر والانتماء في حالات اخرى كثيرة على امتداد المشهد الشعري في منطقة الجزيرة العربية.
بالمقابل اعتبر البازعي ان تلك المرجعية “ليست دائما محل احتفاء مثلما انها ليست محل رفض صارم فثمة حالات من المراوحة أو حالات مركبة ومشوبة ببعض الغموض تمثل فيها الصحراء بوصفها ارثا يمنح الانتماء”.
من جهتها تناولت الدكتورة نورية الومي في ورقتها (الشاعر فهد العسكر..رائد الثقافة والتنوير في الكويت) سيرة الشاعر الراحل الذي حمل لواء دعوة تنويرية لشدة احساسه بالانتماء الجغرافي والانتماء الثقافي والحضاري “فأحدث اللغة بينه وبين حقائق الحياة اليومية وجعل اللغة رسولا بينه وبين عقول الناس وحقائق حياتهم اليومية.
واشارت الومي الى تعلق العسكر بالتراث تعلقا عقديا اختلط ببعض الاحيان بالدين لكنه كان مفتوح العقل رحب الوجدان “وتراوح شعره التنويري بين الاتجاه الرومانسي والاتجاه الواقعي وكان ذلك محكوما بتطور البيئة وتنوع الاحداث الاجتماعية والسياسية وان كان المجتمع قد اتهمه بالمروق والتحرر والخروج على التقاليد الاجتماعية ما أظهره في صورة غريبة أمام مجتمع تحكمه التقاليد والاعراف الموروثة”.
وذكرت ان الشاعر فهد العسكر عاش في فترة كان فيها أمام ظاهرتين هما التغيير والتنوير “فالتغيير مرحلة تتطلبها الظروف الاجتماعية والظواهر الحياتية اما التنوير فعملية عقلية تستتبع التغيير عند اصحاب الرسالات الاجتماعية.
وكانت فعاليات ملتقى مجلة العربي ال12 (الجزيرة والخليج العربي..نصف قرن من النهضة الثقافية) الذي تقيمه المجلة سنويا انطلقت أول من أمس وتستمر على مدى ثلاثة أيام.
قم بكتابة اول تعليق