ألقى اختصاصي علاج عصب الاسنان في عيادة بيان لطب الأسنان د.ياسر العسعوسي، محاضرة علمية في مؤتمر دبي السابع عشر لطب الأسنان AEEDC وقد كانت بعنوان Clinical secrets to achieve Endodontic excellence وذلك في اطار تمثيله للكويت للسنة الثانية على التوالي في هذا المؤتمر الذي يعد أكبر مؤتمر لطب الاسنان في الشرق الأوسط ويحتل المرتبة الثالثة عالمياً ومعترف به من قبل الجمعية الأمريكية لطب الأسنان.
وأعرب د.العسعوسي عن سعادته للمشاركة في هذا المؤتمر، وشكر كل زملائه أطباء الأسنان على الدعم وحضور المحاضرات والتفاعل بالنقاش والاسئلة المثرية بعد انتهاء المحاضرة.
وحول المحاضرة أوضح أنه قدم شرحا عن كيفية التطبيق العملي اعتمادا على الاساليب والطرق العلمية المتطورة للوصول الى اعلى جودة لعلاج حالات عصب الاسنان ورفع نسبة نجاح علاج هذه الحالات، مشيرا الى أنه تطرق بشرح مفصل الى التأثير السلبي لوجود البكتيريا داخل قنوات العصب وآثارها المستقبلية في تقليل نسبة نجاح العلاج وقد تؤدي الى فشله اذا لم نقم بالسيطرة الكاملة على جميع انواع البكتريا قبل حشو قنوات العصب بالكامل.
وأضاف د.العسعوسي انه تحدث كذلك عن كيفية تحديد التشخيص السليم وكيفية تجنب أخطاء تشخيص حالات عصب الاسنان، وأوضح بعرض صور لحالات كثيرة لتحديد الطرق الحديثة للكشف عن وجود قنوات العصب وكيفية تنظيفها وتعقيمها بالكامل، وعرض دراساته وحالات قد قام بعلاجها منذ سنوات عديدة أوضح فيها عن استخدامه لطريقة مختلفة في حشو قنوات العصب بالأبعاد الثلاثة باستخدام الميكروسكوب الطبي ومعدات حديثة، وعرض الاشعة بعد ما يقارب من الخمس سنوات لاظهار الشفاء الكامل والتئام عظم الفك من التآكل.
علاج العصب
وأكد في المحاضرة ضرورة ان يكون علاج العصب أو اعادة علاج العصب على رأس قائمة خطة العلاج، وأن يحرص المريض والطبيب على المحافظة على السن الطبيعي قدر المستطاع، وأن يكون قرار خلع الاسنان بعد ان يحدد الطبيب أنه لا مجال للمحافظة على السن بعلاج العصب.
وقد عرض د.العسعوسي أيضا فيديو لحالات كثيرة تم المحافظة عليها بعمل علاج عصب جراحي، وقد استخدم الميكروسكوب الطبي في العلاج الجراحي لهذه الحالات لدقته في تحديد وازالة كل بقايا العصب والبكتيريا الموجودة داخل القنوات.
وشدد على ضرورة العلاج النفسي لمرضى الاسنان والعمل على ازالة الخوف لديهم والحرص على توعيتهم بالمعلومات الكاملة بحالتهم وعرض خطه العلاج والخيارات الاخرى المناسبة لكل حالة على حدة.
وقد أشاد د.العسعوسي بحسن التنظيم والادارة التي لم تكن غريبة على مؤتمر الامارات الدولي لطب الأسنان ومعرض طب الأسنان العربي (ايدك دبي)، وبناء على تقييم القائمين على المؤتمر أكدوا ان الزيادة في عدد المشاركة لهذا العام ارتفعت بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ أكثر من 30 ألف طبيب مشارك وزائر من أكثر من 130 دولة، وأن هذا الاقبال الكبير يعزز المكانة العالمية للدولة وحرص المسؤولين فيها على النهوض بقطاع طب الاسنان من الناحية العلمية والعملية.وتمنى ان تحذو الكويت حذو دول المجاورة بالتركيز على الارتقاء بالجانب العلمي والعملي وأن يحرص المسؤولون في الفترة القادمة على العمل الجاد المخلص والابتعاد عن الشخصانية والمحسوبية لأنها السبب في تراجع المستوي الصحي في البلاد.
وشجع د.العسعوسي زملاءه على المشاركة بالمؤتمرات العلمية والعملية والحرص على رفع اسم الكويت في المحافل الدولية، وأوضح ان الكويت تزخر بالكفاءات الشبابية في مجال طب الأسنان داعيا الى دعم هؤلاء الاطباء الكويتيين واستغلال طاقاتهم ومؤهلاتهم لرفع المستوى المهني لطب الاسنان في دولة الكويت، وحذر من مغبة استمرار بعض المسؤولين في مقارنة الطبيب الكويتي بغير الكويتي وتفضيل الثاني على الأول، وعدم احترام الكفاءة والتقليل من قيمة الطبيب الكويتي، مشيرا الى ان الكويتي في هذه المرحلة غالبا ما يكون أكفأ وأفضل مؤهلات وشهادات، مبينا ان هذه الظاهرة أنتجت احباطا وردة فعل عكسيه بسبب قتل الروح الابداعية لكثير من الاطباء الكويتيين.
التكويت
كما دعا د.العسعوسي الى اصدار قرار بايقاف اعطاء المناصب الادارية لغير الكويتيين، وتطبيق سياسة التكويت قدر المستطاع، وذلك للقضاء على مشكلة تكدس الاطباء في المراكز والمستوصفات.
واستغرب من تفشي ظاهرة دخيلة على القطاع الصحي متمثلة بتعمد بعض المسؤولين من محاربة الأطباء المخلصين والجادين من الكفاءات فقط لكون انجازاتهم تضر بمصالح هؤلاء المسؤولين ويعملون بشتى الطرق عن ابعادهم عن مراكز القرار لتجنب افشاء الحقائق المطموسة التي تضر بهؤلاء المسؤولين، مبينا ان هذه الظاهرة قد تكون من اسباب استمرار تراجع اداء الطبيب المهني.
مشيرا الى ان الأطباء لاحظوا أيضا عدم اكتراث بعض المسؤولين بالتطوير والبناء والانجاز ويفضلون الموظف الموالي الذي لا يعمل ولا يجادل ويتغاضى عن الخطأ والتجاوز، وطالب بدراسة هذه الظاهرة والتحقق من هذه الممارسات وايقافها بأسرع وقت ممكن.
وتمنى د.العسعوسي ان يتعاطى وزير الصحة مع مشاكل وتجاوزات قطاع الاسنان بكل جرأه وحزم دون تقديم الاعتبارات الشخصية وترضية الاخرين على حساب مستقبل المهنة وألا يغض النظر عن التجاوزات ومواطن القصور وقال لقد وصل السيل الزبي، وقد انتهى عصر المجاملات والترضيات على حساب تدهور المهنة، وأشار الى ان هذه الملفات يجب ألا تهمش ونأمل من الوزير الهيفي ان يأخذها بعين الاعتبار، مبينا ان من أهمها البعثات الخارجية للأطباء وممارسات البورد الكويتي لطب الأسنان وبعض القرارات غير المدروسة الصادرة ضد مصلحة الأطباء وغيرها.
وأكد د.العسوسي ان الروح الاصلاحية مطلوبة في الفترة القادمة وحاجة الطبيب الماسة للتغير والانجاز لا تقل عن حاجة المريض للاهتمام والعلاج بكل جودة وتنظيم ومساواة.
مهمات الأطباء
وطالب د.العسعوسي وزير الصحة بإعادة النظر في القرار الصادر بشأن المهمات الرسمية للاطباء الذين يقدمون محاضرات وأوراق عمل علمية في مؤتمرات خارج الكويت، فالفارق كبير بين المشاركه وحضور مثل هذه المؤتمرات او زيارات المعارض وبين القاء محاضره علمية ورفع اسم الكويت، ونوه ان هذا القرار تضررت منه شريحه كبيره من الاطباء الناشطين في المجال العلمي، وهو بالتبعيه لا يعمل على تشجيعهم في المستقبل لالقاء هذه المحاضرات وتبادل الخبرات مع نظرائهم من الاطباء في العالم.
المطلوب تقييم اداء الوزارات
اذا كانت الحكومة تملك النية الصادقة للاصلاح واعادة التعمير فإن على مجلس الوزراء زيادة الرقابة على عمل الوزارات عن طريق تشديد وتكثيف عمل ديوان المحاسبه للتدقيق الجاد على بنود مصروفات كل جهة حكومية وخاصة وزارة الصحة، وشدد على ضرورة تفعيل جهاز تقييم الاداء الحكومي، وفي رأينا ان هذا الجهاز يجب ان يكون له دور رئيسي خاصة في المرحلة المقبلة، وذلك بقصد تقوية روح الرقابة الذاتية، بحيث يتم تقييم اداء كل وزارة ليس عن طريق الوزير فقط وانما عن طريق مستشارين متخصصين، وان يستحدث مجلس الوزراء استراتيجيه اداريه جديده للتدقيق على عمل الوكلاء ومشاكلهم والشكاوى عليهم، لافتا الى ان وزارة الصحة بحاجة الى اعادة هيكلة وتقوية روح العمل بين موظفيها وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب عليهم.
قم بكتابة اول تعليق