تحت رعاية وحضور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه أقيم ظهر اليوم حفل افتتاح منتدى الطاقة الدولي الثالث عشر وذلك على مسرح قصر بيان العامر.
وشهد حفل الافتتاح سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ومعالي رئيس مجلس الأمة احمد عبدالعزيز السعدون ومعالي كبار الشيوخ ومعالي نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي جراح الصباح وكبار المسؤولين بالدولة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها تفضل حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه بالقاء كلمة في هذه المناسبة وفيما يلي نصها بسم الله الرحمن الرحيم أصحاب المعالي والسعادة ضيوفنا الكرام السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله و بركاته يسرني ان ارحب بكم واعرب عن سعادتي الكبيرة في ان تستضيف دولة الكويت الاجتماع الوزاري لمنتدى الطاقة الثالث عشر تحت شعار (الحوار الهادف السبيل الامثل الى تحقيق امن الطاقة).
لقد اسهمت دولة الكويت في انجاح الحوار بين الدول المستهلكة والدول المنتجة للطاقة منذ بداياته في عام 1991 في مدينة باريس واستمرت مشاركتها في الاجتماعات الوزارية للحوار واصبحت عضوا في المجلس التنفيذي ايمانا منها باهميته كمظلة للحوار الهادف بين جميع المنتجين والمستهلكين.
ان اهمية هذا المنتدى تاتي كونه يضم منظمات بعضها يهتم بمصالح المستهلكين وهي وكالة الطاقة الدولية والاخرى تهتم بمصالح البلدان المنتجة للنفط وهي الاوبك وكلاهما يعمل تحت مظلة منتدى الطاقة الدولي لمواجهة تحديات المستقبل لمصلحة الانسان.
اصحاب المعالي والسادة ان عقد هذا المنتدى يمثل حدثا هاما تجتمع فيه الدول المنتجة والدول المستهلكة وكذلك شركات النفط الوطنية وشركات النفط العالمية الى جانب المنظمات الدولية المعنية بشؤون النفط والطاقة ومن هذا المنطلق فاننا نؤكد على اهمية تعزيز الحوار بين مختلف الاطراف لتقريب وجهات النظر وتبادل الخبرات وتطوير التقنيات والخدمات لصناعة الطاقة كما ان دولة الكويت تؤمن باهمية التعاون الدولي في هذا المجال فكانت سباقة في العمل ضمن المنظومة الدولية ومن الدول المؤسسة للاوبك والتي اثبتت فعاليتها في دعم استقرار اسواق النفط وتوفير الامدادات النفطية الامنة لهذه الاسواق وتغطية متطلبات شعوب العالم بالاحتياجات من الطاقة دون انقطاع واثبات قدرتها على استقرار اسعار النفط ووصولها لمستويات مناسبة وعادلة لدولها الاعضاء المنتجة لتمكينها من تنمية اقتصادها وتحقيق عائد اكبر على استثماراتها في توسعة طاقتها الانتاجية.
ان اقتصاديات دولنا النفطية تعتمد بشكل رئيسي على هذه الثروات الطبيعية التي حباها الله تعالى وامامها مسؤولية تاريخية تجاه العالم وتجاه شعوبها وتجاه الاجيال القادمة للعمل قدما في مسيرة التنمية وتنويع مصادر دخلها.
وانه من حق كافة دول العالم السعي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستوى المعيشة لشعوبها وهو ما يتطلب مكافحة فقر الطاقة وضمان توفيرها للجميع وعلينا مسؤولية بذل المزيد من الجهد من خلال هذا المنتدى من اجل توفير امدادات مستقرة من الطاقة لجميع دول العالم.
اصحاب المعالي والسعادة تواجه صناعة النفط العالمية تحديات كبيرة خلال العقود المقبلة تتمثل في استمرار الخطط الاستراتيجية بالرغم من تقلبات الاسعار والازمات الاقتصادية وتأمين الممرات البحرية الدولية ومكافحة القرصنة والتسلل غير المشروع وتعزيز التعاون للحفاظ على امن الموانئ والمرافئ والحاجة الى استثمارات ضخمة لمواجهة نمو الطلب على مصادر الطاقة.
ان رؤيتنا في استغلال الثروة النفطية تتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والتي من اهم اهدافها ضمان مستقبل واعد لشعوبنا لتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية وبناء الانسان وتطوير قدراته وفي نفس الوقت العمل على حماية البيئة والحد من التغيرات المناخية من خلال تطوير تقنيات لاستهلاك النفط بكفاءة عالية وبأساليب صديقة للبيئة والعمل على انتاج الطاقة البديلة.
انني ادعو لانتهاز هذا المنتدى لتعزيز التعاون بين دوله الاعضاء للوصول الى حلول عملية تسهم في استقرار اسواق الطاقة والتعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة والشركات النفطية ومراكز البحث العلمية.
اجدد الترحيب بكم وارجو لاجتماعكم كل التوفيق والنجاح وتحقيق الاهداف المرجوة من ورائه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
كما القى وزير النفط هاني عبدالعزيز حسين كلمة بهذه المناسبة وفيما يلي نصها بسم الله الرحمن الرحيم حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير البلاد حفظه الله ورعاه سمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ولي العهد حفظه الله معالي السيد احمد عبدالعزيز السعدون رئيس مجلس الامة الموقر اصحاب السمو والمعالي الشيوخ الموقرين سمو الشيخ جابر المبارك الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله معالي الوزراء المحترمين اصحاب السعادة ورؤساء الشركات النفطية الضيوف الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يطيب لي في البداية ان ارحب بكم اجمل الترحيب في دولة الكويت وان اعرب لكم عن خالص شكري وتقديري لمشاركتكم معنا اليوم في افتتاح اعمال منتدى الطاقة الدولي الثالث عشر والذي نتشرف باستضافته على ارض دولة الكويت الطيبة كما اعرب عن خالص الشكر والامتنان لحضرة صاحب السمو امير دولة الكويت على رعايته السامية لهذا المنتدى والذي يعكس حرص سموه على مشاركة الكويت في الحوار الدولي الهادف لمواجهة تحديات الطاقة.
كما لا يفوتني ان انتهز هذه المناسبة الكريمة يا صاحب السمو لأؤكد لكم باسمي وباسم ابنائك في القطاع النفطي عن عظيم امتناننا لدعمكم المتواصل لصناعة النفط في دولة الكويت وكذلك رعايتكم وتوجيهاتكم لهذه الصناعة من خلال ترؤسكم للمجلس الاعلى للبترول في الكويت لسنوات عديدة واننا نستمد من دعمكم الدافع للمضي قدما لتحقيق استراتيجيتنا والتي تتوافق مع رؤيتكم السامية لان تكون دولة الكويت مركزا ماليا واقتصاديا في المنطقة.
الضيوف الكرام نفخر ان تحتضن دولة الكويت هذا الحدث المميز الذي يتوج اكثر من عشرين عاما من الحوار وهو الاول بعد توقيع ميثاق المنتدى ونسعد بهذه المشاركة الكبيرة من 600 شخصية يمثلون 76 دولة من دول العالم و15 منظمة دولية و32 شركة نفطية.
لقد شهدت السنوات العشرين الماضية تطورا ملحوظا للحوار بين المنتجين والمستهلكين حيث كان لمنتدى الطاقة الدولي دورا بارزا في تقريب وجهات النظر وخلق اجواء التفاهم المشترك بين المنتجين والمستهلكين حول مختلف قضايا الطاقة وتوجت تلك الجهود بالتوقيع على ميثاق المنتدى في مدينة الرياض منذ عام تقريبا ولا شك بأن انعقاد المنتدى الثالث عشر في دولة الكويت وهو الاول منذ توقيع الميثاق خطوة هامة على الطريق نحو مزيد من توثيق وتأصيل هذا الحوار.
وتبرز اهمية المنتدى انه يتزامن مع تطورات ومستجدات جوهرية سياسية واقتصادية اثرت في وتيرة استقرار اسواق الطاقة واسعار النفط وتعافي الاقتصاد العالمي وتزيد الاحداث التي تشهدها منطقتنا من درجة القلق بشأن امن الطاقة.
وينبع اهتمامنا بالحوار الدور الحيوي للطاقة في كافة جوانب حياتنا اليومية كما انها المحرك الرئيسي للاقتصاد العالمي الا انه وللاسف لا يزال ما يزيد عن مليارين من سكان العالم يفتقرون الى الطاقة ويزيد الامر صعوبة ما ورد في تقرير اعدته الامم المتحدة من ان عدد سكان العالم سيتجاوز 9 مليارات نسمة في عام 2050 مقابل 7 مليارات في 2012 وتداعيات ذلك على استهلاك الطاقة.
الاخوة والاخوات الكرام تقع المسؤولية علينا جميعا للعمل على توفير الطاقة النظيفة والامنة وهو امر يقتضي تازر جهود الدول المستهلكة والمنتجة لايجاد حلول اقتصادية مناسبة لضمان رفاه الانسان اينما كان.
وفي سياق الجهود الدولية لتحقيق رفاه الانسان نحن في الكويت بادرنا في وقت مبكر بانشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية عام 1961 للاهتمام بتوفير المساعدات المالية والتقنية للدول النامية وتركزت مشاريع الصندوق على قطاعات عديدة من اهمها الطاقة.
وفي اطار دعم قضايا الطاقة والبيئة اعلن حضرة صاحب السمو امير البلاد تبرع دولة الكويت بملبغ 150 مليون دولار لدعم برنامج تمويل البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي وذلك في مؤتمر قمة منظمة الاوبك الذي عقد بالرياض.
الضيوف الكرام لقد حبا الله سبحانه وتعالى منطقة الخليج العربي باهمية استراتيجية فهي تمتلك احتياطات هائلة ومؤكدة تفوق 54 في المئة من احتياطات النفط الخام و40 في المئة بالنسبة للغاز الطبيعي كما تتمتع بموقع جغرافي متميز مما يؤهلها لدعم نمو الاقتصاد العالمي واستقراره لعقود طويلة قادمة.
واننا في دولة الكويت كأحد المنتجين والمصدرين الرئيسيين للنفط نحرص ونعمل على تأمين امداداتنا الى الأسواق العالمية بانتظام بأسعار عادلة غير مضرة بالاقتصاد العالمي ولاشك بأننا أمام واقع يحتم علينا جميعا التعاون المشترك لضمان مستقبل أفضل لأجيالنا من خلال الاستثمار في كافة أنواع الطاقة ومصادرها على أسس اقتصادية ومن غير تمييز في ظل تنامي الطلب العالمي على الطاقة.
ان رؤيتنا في استغلال الثروة النفطية تتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والتي من اهم اهدافها ضمان مستقبل واعد لشعوبنا لتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية وبناء الانسان وتطوير قدراته ومؤهلاته المهنية والعلمية وفي نفس الوقت العمل على حماية البيئة والحد من التغيرات المناخية.
الضيوف الكرام يعتبر هذا التجمع المتميز والذي يضم الدول المستهلكة والمنتجة والتي تمثل 90 في المئة من اجمالي الطلب والعرض على النفط والغاز في العالم فرصة ثمينة علينا اقتناصها لتبني خطوات عملية يتأصل معها التعاون بيننا لتهيئة مناخ استثماري يمكن من خلاله تمويل الاستثمارات الضخمة المطلوبة وتطوير التكنولوجيا الأمر الذي يحتم علينا ان نعمل معا لنواجه تحديات الصناعة والتي تجابهنا جميعا.
كما تؤمن دولة الكويت بأن التعاون على أساس المصالح المشتركة هو الطريق الصحيح لعقد شراكات حقيقية ليس فقط بين الدول المنتجة والدول المستهلكة ولكن أيضا بين شركات النفط الوطنية وشركات النفط العالمية والتي تمتلك المعرفة والتقنيات لتطوير صناعة النفط والغاز .
ونحن من هذا المنطلق نؤكد على أهمية تعزيز الحوار بين هذه الشركات مما يسهم في توفير مصادر جديدة ونظيفة للطاقة لتلبية احتياجات العالم المتنامية لتلك الطاقة.
الحضور الكرام أمامنا تحديات كبيرة والحلول قد تكون صعبة ولكنها ليست مستحيلة وحيث ان هذا المنتدى يضم النخبة من أصحاب الخبرة والقرار في العالم فاننا نتمنى استغلال هذه الفرصة لاقتراح حلول واليات تسهم في استقرار أسواق الطاقة وتنشر بيئة من الثقة تحفز التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة والشركات النفطية وكذلك مراكز البحث العلمي لما فيه خير الانسان.
وفي الختام لا يسعني الا ان أرحب بكم مرة أخرى في دولة الكويت وأن أعلن عن افتتاح أعمال منتدى الطاقة الدولي الثالث عشر متمنيا لكم ضيوفنا الأعزاء حوارا مثمرا ناجحا واقامة طيبة وسعيدة في الكويت والسلام عليكم ورحة الله وبركاته.
ثم ألقى الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي السيد ألدو فولوريس كلمة بهذه المناسبة شكر فيها حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه على رعايته السامية لهذا المنتدى مشيدا بدور دولة الكويت الفاعل المساهم بقطاع الطاقة الدولية مبينا أهمية مكانة دولة الكويت الرائد في مجال الطاقة.
وغادر سموه رعاه الله مكان الحفل بمثل ما استقبل من حفاوة وترحيب
قم بكتابة اول تعليق