قمار مكشوف ينظم يومياً في الكويت برعاية وزارة التجارة وعلم وزارة المواصلات، ولا احد يتصرف لإيقاف هذا القمار او يحاسب القائمين عليه، لأن لا احد يتحمل المسؤولية او يبادر لاتخاذ قرار حاسم بهذا اللعب الشنيع.
مسجات ورسائل هاتفية بالآلاف يومياً ترسل لقوائم متتالية من مشتركي شركات الاتصالات في الكويت من دون اذن اصحابها تدعوهم للمشاركة في سحوبات يانصيب وهمية وحفلات اثراء خادعة، وكل المطلوب فقط ارسال رد على الرسالة الهاتفية لتضمن الاشتراك في اليانصيب واقبض الجوائز المثيرة: سيارة واجهزة وتذاكر سفر ومبالغ مالية وامور اخرى لاستدراج الناس واغوائهم بالمشاركة في مستنقع القمار الصريح.
اسأل بعض شركات الاتصالات في الكويت أليس هذا بقمار؟ ألم يستبدل شراء بطاقة اليانصيب بقيمة الرسالة الهاتفية؟ أليس هذا من الغرر الواضح؟ هل اصبح من صميم عملكم الترويج لمثل هذه الاعمال الخادعة طوال السنة؟ اوجه رسالتي الى وزيري التجارة والمواصلات بصفتهما المسؤولين عن هذه الشركات وعن الترخيص لمثل هذه الاعمال. كيف صرحت الوزارتان بمثل هذه المسابقات؟ لم تغضون الطرف عن هذه الممارسات الباطلة للشركات؟ ومتى تقومون بدوركم المطلوب منكم لوقف هذه الاعمال المحرمة وكبح جماح بعض الشركات عن اللهث وراء ارباح وهمية لا علاقة لها بأي نشاط تشغيلي او مشروع حقيقي سوى استغفال الناس بالمشاركة في مثل هذه الألاعيب غير المشروعة؟
مرة اخرى نعيد: كم هو جميل ان يشترك الناس في مسابقات هادفة تكشف عن قدراتهم وتبرز مواهبهم وتقدم لهم فائدة علمية وجوائز قيمة، لكنه سيئ وقبيح ان يتم اغراء الناس للفوز بهدايا ثمينة مقابل مقامرة لا يبذلون فيها اي جهد ولا تقدم اي مردود فعلي للمجتمع، ولا يستفيد منها في الحقيقة سوى من يقيمها عبر التغرير بآلاف المشاركين، يا اصحاب شركات الاتصال ويا وزارتي التجارة والمواصلات كفاكم اقامة لهذا القمار.. فمتى توقفونه؟ والله الموفق.
***
إضاءة تاريخية: «مشاري هلال المطيري ورث عن أبيه الملايين ومن ضمنها سندات ديون على الناس قدرت قيمتها بحوالي مليون روبية، فجمع الورثة وقال لهم لقد اغنانا الله واحنا بخير وما نحتاج لهذه الديون، ثم حرق السندات كلها واسقط ما لهم من ديون على اهل الكويت وغيرهم» رحمهم الله جميعا.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق