قال بنك الكويت الوطني ان نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2013 ارتفع “نتيجة بيانات العام 2012 التي جاءت أفضل من المتوقع ومع ذلك قد تحتاج أوبك الى تخفيضات اضافية في انتاجها لمنع تراجع الأسعار”.
وأضاف البنك الوطني في موجزه الاقتصادي الصادر اليوم ان أسعار النفط استمرت بالتقلب منذ بداية العام وحتى شهر فبراير الماضي اذ ارتفع في منتصفه لاعلى مستوى له منذ أشهر عدة قبل أن ينخفض بشكل حاد بعد هذا الارتفاع.
واوضح ان سعر خام التصدير الكويتي ارتفع الى 114 دولارا للبرميل في منتصف شهر فبراير الماضي أي أعلى بمقدار سبعة دولارات عن الشهر السابق ولكنه انخفض بنسبة 8 في المئة الى أقل من 105 دولارات في بداية شهر مارس الجاري.
وعزا الارتفاع الأولي في أسعار النفط في شهر فبراير الى عاملي التفاؤل بشأن الاقتصاد العالمي وتراجع انتاج أوبك مبينا أن الامر الاول يرجع بشكل أساسي الى بيانات اقتصادية أميركية أفضل من المتوقع في حين جاء تراجع انتاج أوبك نتيجة الخفض الكبير في انتاج النفط السعودي.
واشار البنك الوطني الى ان ارتفاع سعر النفط الخام بلغ نهايته وأن الأنباء عن تراجع الاقتصاد وارتفاع الزخم حيال الدولار الأمريكي ساعد على تراجع اسعار النفط الذي ارتفعت قيمته بنسبة 2 في المئة على أساس السعر الموزون للتجارة خلال الشهر موضحا ان الدعم للدولار جاء ايضا من الساحة السياسية في أوروبا حيث أدت الانتخابات الايطالية غير الحاسمة الى خفض قيمة اليورو.
وذكر ان انتاج النفط في دول أوبك (باستثناء العراق) تراجع بشكل طفيف بمقدار 51 الف برميل يوميا ليبلغ 27.3 مليون برميل يوميا في شهر يناير وجاءت التخفيضات الأكبر من السعودية حيث تم خفض الإنتاج بمقدار 76 الف برميل يوميا تقريبا ليصل الى 9.1 مليون برميل يوميا.
وتوقع البنك أن يرتفع انتاج الدول من خارج أوبك بأكثر من مليون برميل يوميا في العام 2013 بعد ارتفاع تراوح بين 0.8 0.9 مليون برميل يوميا في السنة الماضية موضحا أن أقل من ربع هذه الزيادة يأتي من سوائل الغاز الطبيعي لدول أوبك.
واضاف ان الإنتاج لامريكا الشمالية يشكل معظم الارتفاع في انتاج الدول من خارج أوبك هذه السنة متوقعا أن يرتفع الإنتاج العالمي بشكل أكثر تواضعا في العام 2013 بعد ارتفاع بحوالي 2 مليون برميل يوميا في السنة الماضية حيث ان الانخفاض في إنتاج أوبك سيقلل جزئيا الانتاج الأقوى في الدول من خارج أوبك.
ورأى البنك ان خفض الإنتاج السعودي سيساعد على بقاء أسعار النفط قوية في النصف الأول من السنة رغم أن السوق قد يضعف في النصف الثاني من العام 2013.
وذكر أنه بناء على رؤية مركز دراسات الطاقة الدولي بارتفاع قدره 1.1 مليون برميل يوميا في الطلب العالمي على النفط هذه السنة وانخفاض كبير في انتاج أوبك مقابل ارتفاع كبير قدره 1.7 مليون برميل يوميا في انتاج الدول من خارج أوبك قد ترتفع مخزونات النفط العالمية بمقدار 0.2 مليون برميل يوميا تقريبا في العام 2013.
وقال ان مخزونات النفط العالمية قد ترتفع بمقدار 0.2 مليون برميل يوميا تقريبا في العام 2013 وفي هذه الحالة سينخفض سعر خام التصدير الكويتي قليلا في النصف الثاني من العام 2013 ولكنه سيبقى مدعوما فوق 100 دولار للبرميل.
واوضح البنك ان انتاج الدول من خارج أوبك اذا جاء أقل من المتوقع بمقدار 0.3 مليون برميل يوميا فقد يتجاوز الطلب الإنتاج حينها وقد ترتفع الأسعار بشكل حاد ووفق هذا السيناريو قد يرتفع سعر خام التصدير الكويتي تقريبا الى 120 دولارا للبرميل في النصف الثاني من العام 2013.
وبين ان التوقعات الخاصة بالسنة المالية القادمة ترتبط بثلاثة سيناريوهات تتراوح أسعار النفط وفقها بين 101 و118 دولارا للبرميل في السنة المالية 2013/2014 فقد يبلغ الإنفاق المرصود في الميزانية للسنة المالية القادمة 21 مليار دينار.
وأشار الى انه بافتراض ان الانفاق سيأتي كذلك أقل من مستواه المعتمد في الميزانية بما بين 5 و10 في المئة حيث من المتوقع أن يبلغ فائض الميزانية ما بين 9.6 مليار دينار 15.9 مليار وذلك قبل اقتطاع مخصصات صندوق احتياطي الأجيال القادمة وسيعادل ذلك ما نسبته 20 الى 33 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لعام 2013.
قم بكتابة اول تعليق