أكد سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح ان الكويت تعتبر مركزا ثقافيا حيويا ونشطا في المنطقة بفضل شعبها الذي عاش على الشواطئ وطاف المرافئ واسس علاقات تجارية في افريقيا واسيا، واكتسب حبا للانفتاح على الاخرين، وعلى لغاتهم وثقافاتهم، وافكارهم، ولذلك نجد من بين ابائنا واجدادنا من اجاد لغات الهند والملايو وشرق افريقيا.
وقال سموه في الكلمة التي القاها مساء أمس الأول خلال حفل الاستقبال الذي اقامته السفارة الكندية بمناسبة اليوم العالمي للفرانكفونية برعاية وحضور سموه «انه ليسعدنا في الكويت ان نمد اليد للفرانكوفونية لمعرفة المزيد عنها، وتبادل الافكار والقيم البناءة والاطلاع على النتاج الفكري والثقافي خاصة ان لدولكم موقفا مشرفا لا ننساه ابدا اثناء محنتنا عند احتلال بلدي الحبيب، ومساهمات قيمة نقدرها كل تقدير في مساعدتنا لتحرير وطننا الكويت».
واعتبر سموه ان الفرانكوفونية لم تعد تعني التحدث باللغة الفرنسية، بل تعني الاطلاع وتبادل الافكار والقيم التي تصنعها تلك اللغة والتعاون من أجل الرقي، لافتا ان وجودها في ظل العولمة يعني الاصرار على التعددية الثقافية والتعددية اللغوية، معتبرا في الوقت نفسه سيطرة لغة واحدة في المجتمع الدولي ستؤدي الى اضعاف اللغات الاخرى وحرمان الانسانية من تراثها اللغوي الغني وثقافاتها المتنوعة.
واوضح سموه ان الفرانكوفونية كما يعرفها وكما يريدها مؤسسوها ليست مجرد رابطة لغوية مشتركة، فهي قيم عالمية معاصرة حاضرة في أذهان صانعي الفكر والرأي والتشريعات بالمجتمع الدولي.
واضاف: اذا كانت اللغة تختزن في داخلها تاريخ الاسم وتجاربها، فان الفرانكوفونية اليوم لا تختزن تاريخ وتجارب الأمة الفرنسية وحدها، بل تمتد لتشمل أمما في القارات الأوروبية والأمريكية والأفريقية والآسيوية.
واعتبر ان اللغة الفرنسية لم تعد ملكا خاصا للفرنسيين أو أداة للتعبير عن نتاجهم الثقافي، وذلك في ظل وجود ما يقارب من 13 دولة تعتمد اللغة الفرنسية كلغة رسمية وحيدة، بالاضافة الى وجود ما يقارب 16 دولة أخرى تعتمد الفرنسية كلغة رسمية الى جانب لغتها الأم، وبامكان أي شعب في هذه الدول ان يستعمل الفرنسية للتعبير عن أفكاره وتصوراته وقيمه، ولهذا جاءت فكرة الفرانكوفونية من خارج فرنسا، ومن مجموعة من قيادات أفريقية رأت ان لها شراكة أممية في هذه اللغة.
وأضاف سموه: أنه لمن دواعي سروري ان اشارككم مرة أخرى بالاحتفال في اليوم العالمي للفرانكوفونية، وذلك لنؤكد أهمية الفرانكوفونية في خدمة الحوار والتنوع بين الثقافات في عالم يتجه نحو العولمة.
الحدود
وفي موضوع مختلف يتعلق بالعلاقات الكويتية – العراقية وخصوصا بعد التوتر التي شهدتها المنطقة الحدودية بين البلدين وهل تم اتفاق مع العراقيين لبناء مساكن للأهالي على بعد 3 كيلومترات من الحدود، قال وكيل وزارة الخارجية السفير خالد الجارالله «لقد اجتمعنا مع لجنة الشؤون الخارجية واطلعناهم على كل التفاصيل المتعلقة بامور الصيانة وتطورات هذه العملية والامور الآن تسير بشكل جيد ونجد تعاوناً من العراقيين لانجاز هذه المهمة التي نأمل ان تنتهي في الوقت المحدد.
وحول تحديد موعد لزيارة سمو رئيس الوزراء لبغداد، اشار الجارالله الى ان الزيارة ستتم شهر ابريل المقبل ولن تؤثر عليها الاحداث التي شهدتها الحدود فهذا حدث عابر هدفه الاساءة الى العلاقات بين الكويت والعراق ويجب ألا نسمح لمن يريد ان يؤثر في هذه العلاقة بذلك.
اما بخصوص التطورات الأخيرة المتعلقة بالملف السوري، أبدى الجارالله اعتقاده بان تتبوأ الحكومة السورية المؤقتة التي تم تشكيلها أخيرا في تركيا مقعد سورية في القمة العربية الاسبوع المقبل في الدوحة.
وحول الورقة التي ستقدمها الكويت في قمة الدوحة وابرز ما ستتضمنه، قال: «ليس لدينا اوراق كويتية ولكن لدينا مشاركة فاعلة في مواضيع القمة ونتمنى لها كل نجاح».
وبالعودة لأجواء المناسبة، أعرب الجارالله عن سعادته لمشاركته الدول الفرنكفونية احتفالها مشيدا بكلمة سمو الشيخ ناصر المحمد، مشيرا الى انها تعبر بالفعل عن ارتباط الكويت بالدول الفرنكوفونية وحرصها على تطوير علاقاتها بها.
الكويتيون موهوبون
من جهتها، ابدت السفيرة الفرنسية ندى يافي اعجابها الكبير بما وصفته بقدرة الكويتيين وتمكنهم من اتقان اللغات التي يتعلمونها ولاسيما اللغة الفرنسية، لافتة الى ان الكويتيين موهوبون وعندما يتعلمون لغة يتقنوها وأشارت الى انه تم العام الماضي وبمساعدة السلطات الكويتية انشاء معهد لتعليم اللغة الفرنسية، وتم تسجيل ومتابعة الفي طالب انتسبوا له، مؤكدة ان الاقبال على تعلم اللغة الفرنسية في تزايد كونها لغة تضم 220 مليون ناطق بها حول العالم.
واعربت اليافي عن ثقتها بتوسع الفرانكوفونية وانتشارها اكثر باعتبار ان «هناك الكثير من الناطقين بالفرنسية وغالبيتهم في قارة افريقيا التي تشهد نموا ديموغرافيا كبيرا ولهذا السبب ستزداد اللغة ولن تنحسر، وهي في حقيقة الامر لغة تجذب العديد من الكويتيين على وجه الخصوص، وانا اشعر بالاعجاب الكبير لقدرة الكويتيين على النطق بهذه اللغة بتمكن كبير.
وحول انضمام الامارات وقطر لمنظمة الفرانكوفونية والخطوات التي يجب اتباعها في الكويت لتحذو حذوهما، قالت يافي «هذا السؤال يطرح على الكويت فالامر لا ياتي من قبل فرنسا او الفرانكوفونية بل برغبة من الدولة نفسها، ويجب ان يكون هناك اهتمام ومؤسسات ثقافية، ففي الامارات هناك اللوفر في أبو ظبي والسوربون واهتمامات عديدة وكذلك في قطر هناك الكثير من المؤسسات الفرنسية».
اما حول وجود اي مباحثات مع الجهات الكويتية لافتتاح فرع للجامعات فرنسية، فقالت ان الامر غير مطروح في الوقت الحاضر.
أما بالنسبة لتصريح وزير الخارجية الأمريكي الذي لم يمانع من تسليح فرنسا وبريطانيا للجيش السوري الحر مع ولادة اول حكومة سورية مؤقتة، قالت يافي: لا استطيع ان اعلق على تصريح الاخرين انما على الموقف الفرنسي الذي ينبع من ملاحظتنا ان هناك امراً يستوجب ان نتحرك من اجله وانه لابد من ان يسلح هذا الشعب الاعزل.
ومن جهته قال السفير الكندي لدى الكويت دوغلاس جورج ان كندا ساهمت في تأسيس منظمة الفرنكوفونية التي انضمت اليها كعضو منذ 1970 وتعتبر اللغة الفرنسية اللغة الرسمية لكندا الى جانب اللغة الانجليزية، مشيرا الى ان للدول الفرنكوفونية قيماً مشتركة على رأسها الديموقراطية.
قم بكتابة اول تعليق