مسرحية “دار الفلك” تطرح قضايا قمع الحريات والظلم والقهر لدى شعوب “الربيع العربي”

 

 

على خشبة مسرح الشامية قدم المخرج الكويتي سليمان البسام، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مسرحيته «دار الفلك»، وطرح خلالها هموم قمع الحريات، والظلم، والقهر، والفقر الذي تعانيه الشعوب العربية، وتسلط السلطة السياسية في بلادهم، ما أدى لتفجر ثورات «الربيع العربي» والغضب الشعبي في بلدانهم.
«دار الفلك» عرض مسرحي متكامل العناصر، صهر فيه البسام رؤيته الإبداعية داخل بوتقة امتزجت فيها الكوميديا السوداء بتراجيديا الواقع، ثم سلط الضوء على تدهور الأوضاع الاجتماعية في بعض البلاد بعد ثورات «الربيع العربي»، وقد كان لفريق العمل الذي شارك البسام دور كبير في مساعدته على اخراج إبداعاته الإخراجية، ومنها الإسقاطات السياسية المباشرة على الكثير من القضايا من خلال «المسرح داخل المسرح» بشاشة خلفية طرحت الأحداث، وكانت أقرب لمشاهد الخطاب السياسي، التي نشاهدها حالياً عبر نشرات الأخبار في التلفزة، فكثير من الحوارات، والجمل جسدتها الشخصيات على خشبة المسرح أعطتنا مؤشراً خطيراً عن الفوضى العارمة في البلاد العربية بعد ثوراتها.
في «دار الفلك» الكثير أيضاً من الأفكار التي صاغها شكسبير، التي استوحاها البسام من نص «الليلة الثانية عشرة» اذ تناول قضية الرقابة التي تفرضها وزارة الإعلام، وسلط الضوء على حالة اللامبالاة نحو أرشفة العديد من الأعمال الفنية المهمة، ومن بينها حفل كوكب الشرق أم كلثوم في العام 1966، ومسرحيات الزمن الجميل في الستينيات.
وبين الظلم والقهر كان الفنان القدير فايز قزق، والشاب فيصل العميري مثالين واضحين للوضع المتردي الذي يعيشه الشعب في مواجهة الرئيس، وإن كان البسام لم يحدد الأرض التي تقف عليها أحداثه التي كانت متفتحة المسار أمام الجمهور ليضعها كما يشاء له، فقد كانت هناك كثير من القضايا التي طرحها العرض بشكل سريع وغير واضح، نظراً لطول فترة العرض، وعلى الرغم من متعة المشاهدة فإن العرض كان رتيباً نوعاً ما، الى ان وصلنا الى آخر مشاهد المسرحية، الذي كان بمثابة الثورة العارمة للمطالبة بالحرية، والخروج من سجن الصمت، بحركة الممثلين التي كانت ضمن آلية فنية منظمة، فلم يكن اختيار نجوم العمل عشوائيا، فكل منهم في مكانه السليم، الذي ساعد على نجاح وإبراز النص، ويجعله جديراً بأن يجولوا به في أنحاء دول العالم.

 

الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.