
«هذه خطوة لنشر الفساد، وهدم الفضيلة، وطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة».
بهذه الجملة وصف عضو مجلس الامة «فضيلة» الشيخ خالد الشليمي المقترح المقدم من خمسة نواب لالغاء قانون منع الاختلاط في الجامعات والتطبيقي والمدارس الخاصة.
من حق خالد الشليمي ان يتمسك بمنع الاختلاط، وبفصل الجنسين كيفما شاء، لكن ليس من حقه ابدا اعطاء كل هذه الابعاد غير المعقولة في اعلان رفضه للمقترح.
عموما، يفرط اسلاميون في الاعتقاد أو الايحاء ان نساء المسلمين ضعاف ايمان واخلاق الى درجة انهن مشروع «انحراف» جاهز لكنهن ينتظرن التوجيه كما قال الفنان سعيد صالح في المسرحية الخالدة «العيال كبرت».
ونحن نتساءل: هل يظن خالد الشليمي أن الطالبات سيسقطن في أحضان الرذيلة عند أول دعوة.. أو فرصة؟ وهل شبابنا مجموعة من الذئاب العاوية والمهووسة جنسياً والمستعدة لمحاصرة أي طالبة والعواء في وجهها قبل الانقضاض عليها ونهشها؟
وهل كراسي العلم أيها النائب.. رذيلة يجلس على مقاعدها مجموعة من المنحرفين؟!!
لقد بنيت الكويت على يد اجيال مارست الاختلاط، والاختلاط ليس شذوذاً بل هو حياة طبيعية جداً، اما غير الطبيعي فهو الفصل التعسفي بين الجنسين الى حد الرغبة في بناء اسواق للنساء واخرى للرجال وشوارع للنساء واخرى للرجال ومدارس وجامعات ومساجد.. ومستشفيات ايضا كلها مفصولة، بل ربما غدا يقترحون اطلاق فضائيات للرجال وفضائيات للنساء لكي لا تنحرف امرأة في نظرة عينها الى التلفاز «الكافر»، ولا يطلق شاب عواء الذئاب وهو ينظر الى تلك الشاشات المنحلة!
لقد مارس المسلمون الاختلاط منذ قرون طويلة مضت، منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حجنا اختلاط، عمرتنا اختلاط، حتى الحروب الاسلامية شهدت اختلاطا، وكلنا نعرف ان النساء كن وراء الصفوف الاسلامية الرجالية المقاتلة، يحرضن المحاربين على القتال، ويطببن المصابين، ولم تكن بينهم عقول مريضة بـ«الشك» ترفض هذا السلوك الانساني الطبيعي وتحتج عليه.
أيها النائب الفاضل، من المعلوم أن الحياة المنعزلة للجنسين هي التي تخلق الأمراض النفسية والجنسية والشذوذ والهوس.. وما حضنا عليه ديننا وقرآننا هو الفصل بينهم في المضاجع، وعدم الخلوة غير الشرعية، أما غير ذلك فلا أنت ولا غيرك يملك الحق في ان يسن لنا ديناً جديداً ولا تشريعات تنسب كذباً وبهتاناً إلى الإسلام وهو منها براء.
أما اللعب على وتر الطائفية في رفض القانون ومحاولة خلق تحفز طائفي سني مضاد لهذا المقترح بقول النائب انه قانون «يطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة» فهو كلام مردود عليه ولا منطق فيه، ولم نكن نتمنى للنائب الشليمي ان ينزلق إلى هذا الموقع.
فمن حقك ان ترفض القانون لكن ليس من حقك ان تحوله أزمة طائفية.
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق