صاح الشايجي: المدينة الصحراء

لو كنت أعيش في زمن الدولة الأيوبية لوجهت رسالتي إلى الوزير «قراقوش» ليقضي في الأمر قضاءه العادل، ولكن لا حيلة لي في الزمن الذي أعيشه ولا في المكان الذي أستوطنه، فقد اختار الله لي أن أعيش في القرن العشرين والقرن الحادي والعشرين، وبدل أن أعيش في كنف الدولة الأيوبية، عشت في الدولة الكويتية الديموقراطية الدستورية، والحمد لله الذي اختار لي زماني ومكاني.

وبما أنني أعيش في الدولة الكويتية التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم أو بالأحرى مسؤولوها هم الذين كذلك، فإنني سأخاطب نفسي، أهذر هذر المخابيل وأهذي هذيان من بهم مس، أجاركم الله مما بي!

والحكاية يا ـ نفسي ـ أنني أسكن في المدينة الصحراء ـ ابتدأ الجنون ـ كيف تكون المدينة صحراء؟

هو عموما جنون لا تصدقوه وارموا قائله بسهام الشك والخبل حتى يرعوي أو أنه يزداد غيا فيحق عليه حد الغواية!

قصة «المدينة الصحراء» أنني أعيش في مدينة أو ضاحية أو منطقة اسمها «السلام»، وبالتأكيد أنا لا أعيش فيها وحيدا بل ثمة ألوف أخرى مثلي يعيشون فيها، وقصتنا «خالصة مخلصة» ان بيوتنا تقع مقابل طريق خادم الحرمين الشريفين، ويفصل بين بيوتنا وذلك الطريق قرابة 200 متر، وهذه الـ 200 متر وعلى امتداد قرابة 5 كيلومترات هي عبارة عن صحراء جرداء تركتها لنا حكومة «المركز المالي» المباركة هكذا قفراء جدباء حدباء لا ينبت فيها عود أخضر ولا نوير أصفر، ولو مر في سمائها طير لخر سريعا صريعا يتلوى مما كابده في سماء هذه الصحراء البلقاء!

والمبتلون مثلي من سكان ذلك الشريط الصحراوي لا يقتصرون فقط على «السلام» ، بل هم أيضا موزعون على منطقتي «حطين» و«الشهداء»، وأنا طبعا لم أكتب هذا الخبل وهذا الهذيان بقصد الطلب من حكومة «المركز المالي» تجريف هذه الصحراء وتقليب تربتها وزراعتها وتجميلها، لا، حاشا لله، من مثل هذا المنكر، ولا بقصد أن تسمح لنا نحن المنكوبين أعلاه بتزيين أرضنا الكلحاء، ولكن قصدت أن أذكر حكومة «المركز المالي» بمليارات التنمية!

عوافي! و«السلام» عليكم ورحمة الله وبركاته!

katebkom@gmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.