لم أكن أنوي الكتابة عن موضوع تعيين المحامي محمد عبدالقادر الجاسم كمستشار للجنة الشؤون التشريعية بمجلس الأمة لأنه مضى بعض الوقت على ذلك، ولكن ما أثارني هو كلام النائب فيصل اليحيى في جلسة يوم الثلاثاء دفاعاً عن قرار أعضاء اللجنة بالاستعانة بمحمد عبدالقادر الجاسم بالقول إن الجاسم له خبرة قانونية طويلة، وله سجل حافل في الدفاع عن الحريات والمال العام.
لا أدري إذا كان النائب فيصل اليحيى يتكلم عن محمد عبدالقادر الجاسم الذي يعرف الجميع أنه كان رئيساً لجريدة الوطن لسنوات عديدة ومدافعاً شرساً عمن اتهم بأكبر سرقة في تاريخ الكويت، ومن سطر افتتاحيات ومقالات كثيرة في الهجوم على أحمد السعدون ومسلم البراك ومحمد الصقر وسيد عدنان عبدالصمد وغيرهم من الذين كانوا يتبنون قضية سرقة الناقلات، هل نتحدث عن محمد عبدالقادر الجاسم هذا أم هو مجرد تشابه أسماء.
قد يقول قائل إن الجاسم تغيرت مواقفه عما كانت عليه سابقاً وأصبح في الفترة الأخيرة مدافعاً عن الحريات والمال العام، أقول إن هذا لا يكفي مادام الجاسم لم يتبرأ من تاريخه السابق، وقد سئل مراراً وتكراراً عن مواقفه السابقة وما إذا كان نادماً عليها، وكان جوابه على الدوام رافضاً للتبرؤ مما كان عليه في مناصبة العداء للمدافعين عن المال العام والدفاع عن سراق البلد.
نعلم أن المواقف السياسية متغيرة، ولكن لا يمكن القبول بأن يصل حد التغير إلى أن يصبح محمد عبدالقادر الجاسم مستشاراً في مجلس الأمة بعد أن كان يدعو إلى التخلص منه، ومن غير المقبول أن يكون معيار الكفاءة الوحيد في اختيار الجاسم كمستشار أنه كان خصماً للشيخ ناصر المحمد، ولا أعرف كيف قبل رئيس المجلس أحمد السعدون بذلك وهو الذي رفض في مجلس 1992 دخول أحد شيوخ القبائل لمجلس الأمة فقط لأنه كان عضواً في المجلس الوطني غير الشرعي؟!
أتذكر أنني سألت الدكتور أنس الرشيد عن سبب دفاع أحمد السعدون عن محمد عبدالقادر الجاسم عندما كان مسجوناً، وما إذا كان يثق بنواياه فقال إنه سأل السعدون هذا السؤال فكان جواب السعدون أنه لا يثق بدوافع الجاسم ولكن الدفاع عنه مسألة مبدأ، هل يمكن أن يتحول من كان يُعرف لسنوات طويلة بأنه محامي الشيطان ليصبح اليوم رمزاً للنضال والدفاع عن الحريات؟!
مهما طال الزمن ومهما تبدلت المواقف فإن الشعب الكويتي لن ينسى ما فعله محمد عبدالقادر الجاسم، وما لم يعلن توبته عن تاريخه «الناصع» فإنه لا يمكن له أن يستغفل الجميع ليصبح مارتن لوثر كنغ الكويت.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق