بعد أشهر من بدء العرض، ما زال فيلم تماسك الغالبية يحظى بقبول الجماهير، والفضل يعود الى الحملة الاعلامية التي يقودها الدكتور وليد الطبطبائي. صحيح ان الفيلم مش ولا بد وفيه لقطات، لكن الدعاية الكبيرة اعطت زخما لفيلم الموسم.
يعني مثلا الدكتور عبيد الوسمي فاجأ الجميع قبل اشهر وفي اول يوم عمل وتشكيل الحكومة واعلن بأنه سيستجوب الحكومة بسبب عدم تقديمها لبرنامجها. المفاجأة كانت اكثر أثرا على كتلة التنسيق التي لم تعلم عن نفخة الدكتور الوسمي الا من الاعلام ومن بعد الصحافيين حول استجواب رئيس الوزراء.
لكن خرج من جديد ليطمئن الطبطبائي الجميع بأن الاوضاع مستتبة، والغالبية تنسق وتتكتك ولا خوف عليها.
يخرج البطل النائب محمد هايف لابس أحمر وازرق ويطير بالهواء، ويخرج عن اجماع الكتلة ويطالب بأسلمة القوانين وتعديل الدستور. لكن الكتلة المتماسكة «تقط» البطل على صخر، وتنقلب عليه ولا يجد احد معه فيتنازل المسكين ويقول «ما يخالف بس مادة 76» مع ذلك «عطوه طاف» برئاسة السعدون، فتقرر رفع الجام على المطيري وكأنه غير موجود.
وفي الشهر الثالث تتجدد أحداث الغالبية ويؤكد من جديد المتحدث المؤتمن الطبطبائي بان الغالبية على قلب واحد والتنسيق مستمر. فيخرج بحركة بهلوانية كأنه جاكي شان النائب اليحيى ليقدم تعديلات دستورية بما فيها اختيار سمو الأمير لرئيس وزرائه. مجرد فقرة اعتراضية: رئيس وزراء شعبي او من الاسرة، بالنهاية هو خيار مطلق للأمير وحده. كلام اليحيى هذا كأن نقول اللهم لا اعتراض على حل مجلس الامة حلا غير دستوري. فهل يرضى اليحيى هذا الكلام ويسلب حقه في المجلس كما يريد هو ان يسلب حق سمو الامير حفظه الله في اختيار من يريد؟! لهذا تطورت الأحداث فقامت الغالبية بعمل «يو تيرن» عليه ومشت بحال سبيلها تاركة اليحيى وحيدا باكيا يعض أنامل الندم. ويجدد المتدين النائب وليد الطبطبائي بالتماسك وينفي أي صلة بين الغالبية والتشرذم وانها فقط امنية في قلب عبدالحميد دشتي.
يوم الاثنين الثامن من مايو، ظهرت الغيوم وانتشرت السحب والبرق والرعد وبدأت الطيور توصوص، وتصدرت صحف الكويت صورتين: صورة للنواب الثلاثة وصورة للوسمي بنظارة شمسية. ويؤكد للمرة المليون السيد الطبطبائي التماسك، ويؤكد على هذا التماسك بدليل ان نواب الكتلة يستجوبون الوزير نفسه، وهذا ابلغ دليل على التماسك. دوم انشالله.
د. حسن عبدالله عباس
Hasabba@gmail.com
المصدر جرييدة الراي
قم بكتابة اول تعليق