رغم كل المعوقات التي تعترض صناعة السينما وتطورها في الكويت، الا ان نادي السينما يحاول بذل قصارى جهده لاحيائها وإيجاد ارضية صلبة يقف عليها الشباب الموهوبون العاشقون لهذا المجال لإيصال ابداعاتهم ورفع اسم بلدهم عاليا في المحافل الدولية،وقال حسين الخوالد: أنشئ نادي الكويت للسينما سنة 1976 وهو يعنى بالتثقيف والتذوق السينمائي، وقد قام على ايدي رجال متميزين وعلى رأسهم ناصر محمد السنعوسي وعامر التميمي وبدر المضف ورضا الفيلي ود.حسن ابراهيم والشيخ حمد صباح الاحمد وغيرهم الكثير.
وتابع الخوالد: يحتضن النادي الطاقات الكويتية الواعدة التي تهتم بصناعة السينما، وقد حرصنا خاصة في الآونة الاخيرة على ان يكون التركيز على الشباب، لذلك أقمنا بعض الورش والندوات والانشطة المختلفة التي تساهم في وضع الموهبة الكويتية على خارطة المهرجانات العالمية، وبالفعل كانت هناك مشاركات من شبابنا على المستوى المحلي والعربي والعالمي.
مسؤولية الحكومة
وعن دور نادي السينما والذي يعتبر «هامشيا» في إحياء هذه الصناعة، رد: لو تكلمنا بدقة في هذا الجانب، فالمسؤولية تتحملها الحكومة والتي مازالت مقصرة في صناعة السينما بالكويت، فالحكومة تهتم فقط بالتلفزيون والمسرح والانترنت والرياضة وكل القطاعات، ما عدا هذا الرافد الرئيسي، وسبب عدم وضوح دورنا لأننا نعمل بطاقات ذاتية، ومنذ سنة 1976 الى الآن، لا نملك المعدات الكافية أو المكان مثل بعض الدول التي سبقتنا وأصبحت تملك مدنا إعلامية وإمكانات ضخمة لصناعة السينما، وتنفق ببذخ على الافلام، للاسف في الكويت مازلنا في طور الافلام القصيرة واجتهادات الشباب الذين يتكفلون بإنتاج اعمالهم من الالف الى الياء.
وأردف رئيس مجلس ادارة نادي الكويت للسينما، قائلا: جميعنا يعلم ان محاولات شبابنا لا يمكن ان تثري الساحة السينمائية الكويتية وانها غير ملحوظة مقابل صغر حجم الصناعة عندنا، والى الآن لم نر «نافذة مشرقة» في هذا الجانب، فنحن نجتهد ونحاول الوصول الى هدفنا، لكننا لم نكن نتوقع اننا امام صدام و«ترسانة» من العوائق، خصوصا الميزانية التي لا تدفع العجلة للامام (12 ألف دينار سنويا من وزارة الشؤون)، قبل ان يضيف: الكويت رائدة في الخليج والوطن العربي في فنها ورياضتها واقتصادها وفي كل شيء، ولكن لا أعلم لماذا هي متأخرة في صناعة السينما؟
واستطرد الخوالد: أنا لا أنظر الى الموضوع بتشاؤم ويحدونا الامل في وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود بأن يكون دافعا لهذا الرافد المهم في الفن، مشيدا في نفس السياق بالامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة والذي لا يألو جهدا في محاولة ايجاد أرضية سينمائية كويتية فاعلة، حيث ساهم في كل الانشطة المتعلقة بهذه الصناعة، مكملا: نأمل في رجالات الكويت الموجودين لايجاد سينما حقيقية، فنحن نملك العقول والمواهب الواعية ونريد فقط المناخ المناسب والمقومات التي تساعد على خروجنا من «القوقعة».
وتابع: من سخرية القدر ان الاعمال الكويتية التي تنتج على نفقة اصحابها تحقق نجاحا كبيرا مثل فيلم «تورا بورا» للمخرج وليد العوضي، حيث فاز بجائزة «افضل ممثل» في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الاخير والتي حصل عليها الفنان القدير سعد الفرج، ايضا عرض للكويت في مهرجان «كان» فيلم «الصالحية» من انتاج الفنان الشاب صادق بهبهاني، وفيلم «سلام» للمخرج السينمائي احمد الخلف كرم في انجلترا وهولندا ودول اخرى، ألم يشعر المسؤولون بأهمية هذه الانجازات وأن السينما هي مرآة الشعوب؟
قرار سيادي
وبسؤاله: هل طالب نادي السينما رسميا بضرورة دعم السينما؟ أجاب حسين الخوالد: نحن نجاهد في موضوع السينما منذ أمد بعيد وطرقنا أبواب الوزراء، المشكلة انه لا يوجد قرار سيادي ولا يوجد شخص يملك «العصا السحرية» ليغير هذا الوضع، مؤكدا في جانب آخر ان السينما لا تعري واقع المجتمعات، ولكن تقدم قيمة ليست فنية فقط وإنما اجتماعية ايضا، مستدركا: السينما تعالج مشكلات كثيرة وتنمي التواصل بين الشعوب، الآن هناك حرية ولا يوجد «انغلاق» والسينما رافد حساس ومهم في رقي الدول.
وعما اذا انشأت الحكومة هيئة عامة للسينما تابعة لها، وهل سيؤثر ذلك على دور النادي وهو جمعية نفع عام؟ قال: نحن نطالب بأي باب يفتح لصناعة السينما وايجاد هيئة حكومية كويتية مسؤولة عن السينما وصناعتها، اعتقد انه حلم ومستبعد، «يا جماعة الخير» هناك دول في الخليج سبقتنا الآن ولديها مهرجانات دولية تستقطب أشهر النجوم، ما المشكلة ان يستقطع جزء من ميزانية الدولة للسينما مثل المسرح والتلفزيون؟ لاننا هنا نتحدث عن الكويت واسمها وصورتها امام العالم.
الطاقات الشبابية
وأردف الخوالد: ما المانع يا حكومة يا مسؤولين ان تحتضنوا الطاقات والشباب؟ فالكثير يعمل ويقدم اعمالا رائعة، الآن مطلوب منا كناد للسينما ان نقول «هنا الكويت» ونحرص على ان يرفع علمها في كل المحافل الدولية، السينما تحتاج الى امعان وتبصر، وليس عملية سطحية، فالانتاج الكويتي الخاص يحصل على جوائز دولية، وكثيرا ما نخجل امام الغرباء عندما يسألوننا «وين السينما الكويتية؟»، كاشفا عن استضافة الكويت في مايو المقبل لمهرجان الخليج العربي، وفي اكتوبر سيقيم المجلس الوطني مهرجان الكويت السينمائي الدولي الاول.
وفي نفس السياق قال رئيس مجلس ادارة نادي الكويت للسينما حسين الخوالد: للاسف شبابنا يواجهون العوائق واهمها رقيب «الاعلام» الذي يستخدم مقصه لبتر اعمالهم، نحن لا ندعم الاسفاف او الابتذال او التطاول، لكن الرقابة يجب ان تكون رحيمة ولا يكون «موت وخراب ديار»، مؤكدا ان مشكلة السينما في الكويت مشكلة عقول ونقود معا، مضيفا: لا نريد ان يخيم السواد على مشاعرنا، ونناشد من خلال «الأنباء» سمو رئيس مجلس الوزراء أن يهتم بصناعة السينما ويعطي توجيهاته في هذا الشأن، ونؤكد له ان وراءه رجالا يشرفون سمعة الوطن، ونرجو ان يحتضن المواهب المحلية حتى لا تهاجر بابداعها خارج الديرة.
محبو السينما
وفي نهاية حديثه أثنى الخوالد على مجموعة من محبي السينما ومنهم هشام الغانم، والذي اكد انه من المتذوقين للفن ولديه شغف بالسينما، قائلا: نعول على هشام الغانم وأمثاله بالمساهمة في رقي الكويت وأوجه الشكر لوزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود لمواقفه الداعمة لأنشطة النادي، والشكر موصول الى كل المهتمين بهذا الرافد، والذين يعتبرون بصيص امل للوصول الى سينما حقيقية في الكويت.
قم بكتابة اول تعليق