مراد تامير: نسعى لمنح الإقامة الدائمة للكويتي الممتلك عقاراً أو أرضاً في تركيا

كشف السفير التركي لدى الكويت مراد تامير ان «تركيا تعمل على إمكانية منح الاقامة الدائمة لمشتري العقار او الأرض في تركيا»، مبديا رغبة بلاده في «دعم عمل رجال الأعمال والشركات التركية في الكويت وفي المنطقة وخصوصا في قطاع الانشاءات».

وقال تامير في لقاء مع «الراي» إن «تركيا تعمل على مشروع مستقبلي يقضي بمد سكك حديد من تركيا الى البصرة مرورا بالكويت وانتهاء بسورية»، مشيرا إلى ان «تركيا لديها علاقات جيدة مع جميع دول المنطقة والخليج لكنها تحتفظ بعلاقات مميزة مع الكويت».

وبين أن «سياسة تركيا والكويت تجاه الأزمة في سورية تقريبا هي نفسها»، موضحا ان ثمة «توافقا بين البلدين في الحلول والرؤى السياسية لمختلف القضايا الاقليمية».

وأكد تامير احترام تركيا لحرية الأكراد في التعليم واللغة والعادات، معتبرا ان «موقع تركيا ووزنها في المنطقة هو من أثر على مسألة التوصل الى سلام مع الأكراد بدل القتال، حيث تفهموا انه لا يمكنهم الانفصال عن تركيا التي تبدو اكثر قوة ونفوذا مع علاقات متميزة مع جيرانها».

وشدد السفير التركي على ان موقف بلاده «لم يتغير تجاه القضية الفلسطينية. لقد انتقدنا كثيرا ما تفعله اسرائيل في فلسطين ولذلك اشترطنا على بعض الأمور لتحسين العلاقات معها ومنها تعزيز مسار السلام مع فلسطين»، وفي ما يلي نص اللقاء:

• في البداية، كيف تنظرون الى العلاقات بين تركيا والكويت في مختلف المجالات؟
– أود ان اشير الى ان الكويت هي دولة مهمة بالنسبة لنا، فهي دولة شقيقة وصديقة لتركيا منذ تأسيس الكويت. طبعا تركيا لديها علاقات جيدة مع جميع دول المنطقة والخليج لكن نحتفظ بعلاقات مميزة مع الكويت وهي استمرارية لعلاقات قادتنا الى مستوى اكبر من التعاون المشترك.

علاقتنا مع الكويت استمرت حتى ايام الغزو الغاشم للكويت، وبالنظر الى اليوم فإن تركيا تحرص على تعزيز علاقات سياسية واقتصادية مع الكويت التي اعتبرها متجهة نحو نمو تصاعدي.

وهناك ارقام اخيرة عكست هذا النمو في العلاقات المشتركة في مختلف المجالات. كما ان عددا كبيرا من الاتفاقيات ابرم بين البلدين.

لذلك فإن اطار مستقبل العلاقات بين الكويت وتركيا جدا واعد. الكويتيون بالنسبة لنا اصدقاء ونحن شهدنا زيادة الشراكات الاقتصادية على سبيل المثال بين البلدين في الفترة الأخيرة.

تشجيع على الاستثمار
• ما أهم الأهداف التي تريدون تحقيقها خلال مدة مهمتكم في الكويت كسفير لتركيا؟
– نحن نريد أن ندعم عمل رجال الأعمال والشركات التركية في الكويت وفي المنطقة وخصوصا في قطاع الانشاءات بهدف ان يكون دور الشركات التركية في هذا المجال اكثر حيوية، علما ان الشركات التركية تحتل المرتبة الثانية في العمل في قطاع الانشاءات والبناء حول العالم بعد الشركات الصينية. ونحن لدينا شركات تعمل في اغلب مناطق العالم من روسيا الى آسيا وافريقيا وأوروبا.

ولبعض الأسباب لم يسجل حضور لافت للشركات التركية وخصوصا في قطاع الانشاءات في الكويت. انا لا أهتم بالماضي ولكني استشرف المستقبل. وسأسعى لكي يكون حضور الشركات التركية أكثر حيوية في الكويت للقيام بالاستثمار.

• وماذا عن أوجه التعاون في القطاعات الأخرى كالتجارة على سبيل المثال؟
– ليس فقط شركات قطاع الانشاءات التي نريد أن ندعم تواجدها في الكويت بل وفقا لاجتماع لي مع بعض المسؤولين الكويتيين سنعمل على تحسين اداء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الكويت.

وفي هذا الإطار أريد أن تأتي شركات تركية صغيرة ومتوسطة للاستثمار في الكويت ودعم عمل مشاريع مشتركة مع مؤسسات كويتية. كما أرى أن الشراكة في القطاع المالي متقدمة بين الكويت وتركيا من خلال وجود كبير لمصارف كويتية في تركيا، كما نلاحظ ان هناك استثمارا كويتيا مهما في تركيا من خلال قيام مستثمرين بشراء أراض ومصارف في تركيا.

• هل هناك تشجيع تركي لجذب الاستثمارات الكويتية؟
– بإصدار تركيا أخيرا قانونا يسمح بملكية الاجانب في تركيا لعقارات على سبيل المثال أصبح في امكان المواطنين الكويتيين شراء عقارات خاصة او استثمارية في تركيا. انا على اتصال برجال أعمال كويتيين بالاضافة الى السلطات الكويتية لعقد مؤتمر صحافي في الكويت تقدم من خلاله وكالات عقارية تركية ومسؤولون رسميون اتراك اهم الفرص المتاحة لتملك اراض في تركيا والتعريف بكل الاجراءات الكفيلة بشراء عقارات على الأراضي التركية اما لاستعمال شخصي او لغاية الاستثمار من خلال شراء عقار واعادة بيعه.

كما اعتبر ان رؤية تركيا للعلاقات المتينة مع الكويت مبنية على اساس ربح/ربح اي ان كلا الطرفين رابح.

التجارة والأزمة السورية
• إلى أي مدى تأثرت انسيابية مرور البضائع التركية الى السوق الكويتي على خلفية الأزمة السورية؟
– لقد تأثرت حركة مرور البضائع الى الأسواق الخليجية بفعل تداعيات الأزمة السورية لكن تركيا لجأت الى دعم خطوط أخرى لنقل بضائعها الى اسواق المنطقة من خلال الجو والبحر على الرغم من زيادة كلفة الشحن.

• هل تجدون أن العراق يمكن أن يكون الممر البديل لسورية في نقل البضائع الى المنطقة؟
– اعتقد ان رجال الأعمال الأتراك اذكياء بما فيه الكفاية ليجدوا ممرات بديلة أخرى لنقل بضائعهم. اذا اغلق باب فسيجدون اكثر من باب آخر بديل في ما يتعلق بتوصيل بضائعهم الى أسواق المنطقة والخليج.

وفي ما يتعلق بحركة البضائع بين تركيا والكويت يمكن ان يكون هناك ممر من خلال العراق او ايران او اليونان من خلال البحر او الجو ايضا المهم في النهاية ايصال البضائع الى الأسواق.
• هل ترون أن حجم التجارة بين تركيا ودول الخليج يرتقي إلى مستوى مقبول؟
– إن حجم التجارة بين تركيا والخليج لا يزال اقل من الامكانيات المتاحة.

وبالعودة الى موضوع نقل البضائع فتركيا تعمل على مشروع مستقبلي يقضي بمد سكك حديد من تركيا الى البصرة مرورا بالكويت وتنتهي الى سورية، وهذا المشروع اذا تم فإنه سيوفر وسيلة نقل سريعة للبضائع والأشخاص، وايضا باعتبار ان تركيا لا تشترط تأشيرة لدخول اراضيها، ونتمنى ان تحفز مثل هذه المشاريع تنقل الكويتيين بكل حرية الى تركيا من دون تأشيرة والأتراك أيضا يتنقلون إلى الكويت من دون تأشيرة.

شراكة مصرفية
• هل لديكم أي أرقام حول الشراكة المصرفية بين الكويت وتركيا خصوصا بعد زيادة استحواذ 3 بنوك كويتية على بنوك تركية؟
– مثل هذه الاستثمارات الكويتية بتركيا جيدة جدا.

ارى على سبيل الذكر ان بيت التمويل الكويتي له فروع بتركيا اكثر حتى من الكويت. وهناك نمو في الاستثمار الكويتي في القطاع البنكي التركي من خلال زيادة حصة التملك في مصارف تركية.

وهناك نوعان من الاستثمار الكويتي في تركيا، الأول يتمثل في قدوم افراد كويتيين لشراء عقارات او اراض للتملك الخاص والنوع الثاني يتمثل في شراء رجال اعمال وشركات كويتية لأراض شاسعة في تركيا وعقارات بقصد الاستثمار فيها.

• اذا اشترى احد ارضا او عقارا في تركيا هل يساعده ذلك في الحصول بعد ذلك على الجنسية التركية؟
– الحكومة تعمل في مثل هذا الاحتمال على إمكانية منح الاقامة الدائمة لمشتري عقار او ارض في تركيا.

• بالانتقال إلى الشأن السياسي، هل يوجد تنسيق تركي-كويتي في توحيد المواقف والرؤى حول التعاطي مع الأزمة السورية؟
– نعم، هناك تعاون تركي-كويتي على المستوى السياسي، وعلى مستوى اهم القضايا في العالم اعتبر ان لدينا توافقا بين الكويت وتركيا في الحلول والرؤى السياسية لمختلف القضايا الاقليمية، وعلى مستوى التنسيق الثنائي السياسي لدينا مستوى تعاون جيد جدا.
وأظن ان الوصول الى تعاون سياسي مثال مشترك بين البلدين سيحفزه التعاون الاقتصادي وحركة التجارة والاستثمار بين البلدين لما تقدمه من افاق ارحب لعلاقات سياسية متينة.

لدينا تاريخ عريق في علاقات التعاون المتبادل والزيارات المتبادلة بين البلدين.

ونذكر الزيارة المرتقبة لسمو أمير الكويت لتركيا نهاية ابريل المقبل.

• هل ترى انفراجا مرتقبا للأزمة في سورية؟
– سياستنا وسياسة الكويت تجاه الأزمة في سورية تقريبا هي نفسها، أرى ان كل ممثلي المجتمع السوري يجب ان يكونوا ممثلين في حكومة ديموقراطية والا يكونوا تحت حكم ديكتاتوري بل ديموقراطي، وهذا متفقون عليه نحن والكويت. من جهة أخرى فالأزمة الانسانية في سورية ما تنفك تستفحل يوما بعد يوم، وما يقرب عن مئتي الف سوري لاجئ الى تركيا فقط دون احتساب عدد اللاجئين في دول اخرى مجاورة كالأردن، وأعلم أن الكويت كريمة جدا في تقديم المساعدات للشعب السوري وبالخصوص اللاجئين، هم اخوة في النهاية ولا يمكننا غلق الحدود امامهم.

• اما من مبادرة ديبلوماسية تركية في الأفق لحل الأزمة في سورية؟
– هناك مبادرات تركية، فاخيرا استضافت تركيا مؤتمر ائتلاف المعارضة السورية.

على الطريق الصحيح
• هل هناك أي جديد في سياق الحلول الديبلوماسية؟
– التقدم الملحوظ في الحل الديبلوماسي للأزمة السورية تم تسجيله مع تشكيل حكومة معارضة سورية جديدة. وهذا اعتبره تقدما جيدا. فسيحدث التغيير داخل سورية وداخل النظام في حد ذاته شيئا فشيئا، والتوصل الى الحل لن يكون بين ليلة وضحاها ولكنه سيستغرق وقتا.
نحن في الطريق الصحيح للخروج من الأزمة السورية لكن يمكن القول اننا نسير ببطء وليس بشكل سريع نحو حل ايجابي لأزمة سورية.

• كيف استقبلتم دعوة عبدالله أوجلان مقاتليه إلى وقف القتال مع تركيا؟
– 35 الف مدني راحوا ضحية القتال بين تركيا والارهابيين الأكراد وهذا ما لم نحبذه.

نحن نحترم حرية الأكراد في التعليم واللغة والعادات وليس هناك تضييق عليهم على هذا المستوى.

• اذا حققتم السلام مع الأتراك من اصل كردي فلماذا تستمرون في وصفهم بالارهابيين؟
– أعتقد ان موقع تركيا ووزنها في المنطقة هو من أثر على مسألة التوصل الى سلام مع الأكراد بدل القتال، حيث تفهموا انه لا يمكنهم الانفصال عن تركيا التي تبدو اكثر قوة ونفوذا مع علاقات متميزة مع جيرانها كإيران والعراق والمنطقة الكردية بها وايضا ستكون لنا علاقات متميزة مع سورية عاجلا ام آجلا، واي نمو للعلاقات مع الأكراد في تركيا وهذه الدول يجب ان يكون في هذا الاطار.

• هل اثرت عملية السلام مع الأكراد على علاقة تركيا مع العراق خصوصا إقليم كردستان؟
– نعم اثرت ايجابيا. فأنا أعتبر ان تركيا لديها علاقات جيدة مع اقليم كردستان بالشمال العراقي وهذه المنطقة اصبحت من اكثر المناطق نموا في العراق وامنا وساهم رجال اعمال اتراك في تعزيز الاستثمار بهذه المنطقة الكردية وكل العراق.

اعتذار اسرائيل
• تطبيع العلاقات التركية-الاسرائيلية بعد الاعتذار الاسرائيلي الرسمي عن الهجوم على السفينة «مرمرة» هل سيترك اثرا على نظام جديد للعلاقات في المنطقة؟
– لدينا علاقات جيدة مع اسرائيل لكن لم يتغير موقفنا تجاه القضية الفلسطينية، لقد انتقدنا كثيرا ما تفعله اسرائيل في فلسطين ولذلك اشترطنا عليها بعض الأمور لتحسين العلاقات معها منها تعزيز مسار السلام مع فلسطين.

• لكن نتنياهو أعطى تبريرات اخرى للاعتذار لتركيا…
– موقف تركيا واضح وتدعمه القوانين الدولية والانسانية، واعتذار اسرئيل لتركيا يأتي بعد مقتل 9 من مواطنينا في المياه الدولية في اطار عملية فك حصار غزة. ويأتي تطبيع العلاقات مع اسرائيل لتطبيق هذه الأخيرة لشروط تركيا التي اعتقد انها محقة في تقديم اسرئيل لهذا الاعتذار فنحن كنا على حق في ما قلناه سابقا لاسرائيل.

• لماذا حسب رأيكم توسط باراك اوباما للصلح بين تركيا واسرائيل؟
– اعتقد ان علاقات تركيا مع الولايات المتحدة هي وثيقة مثل علاقات اسرائيل بأميركا، ولذلك أرى ان تركيا رأت انه من مصلحتها تطبيع العلاقات مع اسرائيل كذلك رأى الرئيس اوباما ان علاقات تركية-اسرائيلية جيدة افضل من علاقات سيئة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.