بعد انقطاع طويل عن اللقاءات الصحافية يعود الفنان خالد البريكي ليطلّ مجداً عبر الإعلام مصرّحاً عن آخر أعماله التي يشارك بها، ومبدياً الاستعداد في إجراء الحوارات التي من شأنها أن تهم الوسط الفني دون التدخل في الأمور الشخصية.
البريكي يرى – في حوار مع «الراي» أُجري في ديوانيته – رأى أن الدراما الكويتية اختفت وتحولت إلى دراما خليجية بسبب تقصير المسؤولين والمعنيين عن تلك الدراما،، معتبراً أن الركود خلال الموسم الحالي أثّر على نفسية الفنانين وعلى أجورهم المادية.
وكشف البريكي عن أنه فكر في الاعتزال وقد راودته الفكرة كثيراً بعد سبعة عشر عاماً من العطاء الفني لأنه يرى أن الفن الكويتي لم يعد كما كان في السابق.. وإليكم التفاصيل:
• ما جديدك لموسم رمضان الدرامي المقبل؟
– أشارك في مسلسل «البيت بيت أبونا» من تأليف وداد الكواري وإخراج غافل فاضل، ومن بطولة سعاد عبد الله وحياة الفهد إلى جانب مجموعة من فناني الكويت، وأجسد فيه شخصية الابن الاكبر لأم سوزان، ومن خلال شخصيتي سيتم الإسقاط على قضيتي البطالة التي يعاني منها الشباب الكويتي ودعم المشاريع الصغيرة، وهذا كله سيكون مغلفاً بقالب درامي اجتماعي.
• كيف تجد مشاركتك إلى جانب أم سوزان وأم طلال؟
– سعيد جداً، ومحظوظ لأنني صاحب أولوية وتميز في اختياري معهما، سواء كان ذلك في أعمالهما الدرامية الفردية، أو عندما اجتمعتا مجدداً في «البيت بيت أبونا» فكنت على رأس القائمة، ومن خلالكم أشكرهما على هذه الثقة، وهذا يدل على أننا متفاهمون فنيّاً.
• هل أنت راضٍ عن مساحة الدور؟ وما اللمسات التي ستضيفها إليه؟
– راض كل الرضا عن مساحة الدور، ويمكن اعتبار العنصر الثالث الأساسي من بعد شخصيتي أم سوزان وأم طلال لو تم قياسها بعدد المشاهد، أما في ما يخص اللمسات فكانت بالمظهر الخارجي لعكس نوع الشخصية، بالإضافة إلى الحالة النفسية والتعامل مع الشخصيات الأخرى.
• هل ستكتفي بالظهور في عمل واحد خلال الموسم الرمضاني؟
– اعتدت في كل موسم رمضاني أن أطل على المشاهدين بأكثر من عمل من باب تنويع الأدوار التي أتقمصها، لكن هذا العام فإن الدراما تعاني من مشاكل، ما قلل من عدد المسلسلات المتاحة فأثّر على نفسية الممثلين وأمورهم المادية وعلى هذا المنوال، وبالتالي لا أعتقد أنني سأطلّ على جمهوري من خلال مسلسل آخر، إلاّ إذا تغيّرت الظروف في المستقبل.
• بين الكوميديا والتراجيديا، أين تجد نفسك؟
– في التراجيديا طبعاً، فأنا أتقتنها تماماً، خصوصاً التي تحوي رمزية ورسالة واضحة مباشرة وغير مباشرة، أما الكوميديا فأرى نفسي في كوميديا الموقف فقط.
• ما الذي سنراه في الشراكة بينك وبين الفنان خالد أمين؟
– افتتحنا شركة إنتاج لنتبنى مشاريع فنية كثيرة ومتنوّعة من برامج ومسلسلات وأفلام سينمائية قصيرة وروائية طويلة نتطلع إلى تنفيذها في المستقبل القريب.
• هل تعتزمان خوض تجربة الإنتاج أو المنتج المنفذ؟
– ستكون تجربتنا كـ «منتج منفذ»، لأن الإنتاج يحتاج إلى فترة زمنية نتمكن من خلالها صنع اسم لنا كمنتجين بمعنى الكلمة في الساحة.
وإن رأينا أن الشركة ستغيّر مسارنا الأخلاقي وثوابتنا أو تهزّ صورتنا التي عرفنا بها الجميع، سنقفلها نهائياً ونعود كما اعتاد علينا الجميع.
• ما الذي يعنيه المسرح لك؟
– المسرح هو بداية تأسيسي، فهو بحر نستخلص منه أساسياتنا الفنية التي نبني لها إبداعاتنا، لا نستغني عنه لكن ظروف المسرح الحالية لا أعتبرها عاملاً مساعداً لنظهر مرة أخرى.
• هل تؤيد «الشللية» في الوسط الفني؟
– أؤيدها إن كانت تصبّ للصالح العام وصناعة أو تبني أو تطوير أوتنمية، أما إن كانت لمجرد استغلال مجموعة ممثلين دون أخرى فأرفضها طبعاً.
• كانت لك تجربة في التقديم، هل تفكر بتكرارها؟
– فكرة التقديم مؤجلة حالياً، ويمكن اعتبارها استراحة محارب، وليست هدفي الأول في عملي الفني.
• في الفترة الماضية كنت مقاطعاً للصحافة، ما السبب؟
– مقاطعتي لم تكن بسبب خلاف بل بسبب اختلاف وجهات النظر، فالصحافة عامل مهم في حياة الفنان باعتبارها السند الأول له، لكنهاعانت من فترة ركود، ورأينا فيها التكرار في الأسئلة والوجوه، وهذا يدل على نقص في الخبرة والتأسيس الإعلامي الصحيح، ما جلعه يضرّ بالفنان أكثر من أن ينفعه، ولهذا فضّلت الابتعاد قليلاً، فإن كان هدف الفنان من الصحافة هو إيصال كلامه لجمهوره فأعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي تكفي لتكون حلقة الوصل.
• ما الذي تتمناه من الصحافة؟
– أتمنى أن يبتعدوا عن «نشر الغسيل» والفضائح والحياة الشخصية لكل فنان، وأن يركزوا على عمل الفنان وما يقدمه فقط. إن كان الإعلام يهدف لبناء الفنان فأهلاً وسهلاً، وإن كان لمجرد إعطاء فكر سطحي للقارئ والمشاهد فلا.
• ما الخطوط الحمراء التي يمنع خالد أي إنسان من التدخل فيها؟
– حياتي الشخصية والأمور الدينية والفئوية.
أكره الأشخاص الفئويين الذين يعاملون الشخص على حسب دينه أو مذهبه أو جنسيته، لأننا كلنا «عيال آدم» وأخوة، بل أتعامل مع الشخص حتى لو كان «لا ديني»، فلا أتدخل في الخصوصيات أو الأمراض النفسية لدى الغير كونها لا تمثل لي شيئاً، مكتفياً بالدعاء لهم.
• بعد 17 عاماً من العطاء الفني، هل فكرت يوماً بالاعتزال؟
– فكرت كثيراً بالاعتزال لأنني شعرت بأن الفن بات ناقصاً وغير متكامل، ولأن اسم الدراما الكويتية اختفى وأصبح يعرف بالدراما الخليجية على الرغم من أحقيتنا لأننا نمتلك التاريخ والتميّز، فلم تعد كما كانت في سابق عهدها، وهنا أوجه اللوم والعتب إلى كل مسؤول صاحب منصب في هذا التراجع، وأرى أنه يجب عليهم تقديم استقالاتهم ومنح الفرصة لغيرهم للإبداع.
• «الوسط الفني مو زين»… كثيرون يرددون هذه العبارة فما تعليقك؟
– في كل وسط أو مهنة السلبي والإيجابي، فإن كانت النظرة سطحية سأنظر إلى الأمور بسلبياتها، وإن كنت متعمقاً ومثقفاً سأنظر إليها من ناحية إيجابية.
• من يتحمل اللوم في جعل الوسط الفني ساحة للجميع يقتحمه متى يشاء؟
– لا أحد تقع عليه اللائمة، لأن الفن عبارة عن مواهب تستقطب وجوهاً جديدة، فنحن نمتلك صفاً أول من الفنانين، وكذلك ثاني وثالث ورابع، وهذا أمر صحي، والجميل أن لديهم جميعاً مواهب وقدرات واهتمام. لكن لا ننكر وجود بعض الدخلاء، والسبب أننا لم نمتلك بنية فنية تأسيسية متخصصة، على الرغم من امتلاكنا معهداً للفنون المسرحية وآخر للفنون الموسيقية وكذلك جمعية الفنون التشكيلية. فلو جمعنا هذه المجالات في أكاديمية واحدة للفنون، ومنحنا الفرصة لمن يرغب في صقل موهبته وإكمال دراسته، سنمتلك طبقات أكثر في الثقافة والمعرفة.
وبالمقابل أتمنى من نقابة الفنانين تفعيل دورها، ولمس دورها الحيوي في الساحة الفنية، كوننا نحتاج لتنقيح الوسط الفني من منتجين ومؤلفين وممثلين ومخرجين ومدراء إنتاج وتصوير وصوت وفق ضوابط ثابتة.
قم بكتابة اول تعليق