يبدو انه آن الأوان لينهي البعض وصلة الحفلة التنكرية السياسية التي شاركوا فيها لفترة من الزمن، وبدأوا بنزع أقنعتهم، فلم يعد هناك ما يستدعي الاستمرار في لبسها، أقنعة «رفع سقف» وأقنعة «معارضة شرسة» وأقنعة «خطاب سياسي حاد» وأقنعة «حريات» كلها تساقطت تباعا كلها لم تكن بالنسبة لأولئك البعض سوى أدوات يستخدمونها في فصل من فصول مسرحية مشهدنا السياسي بعد أن شارفت وصلته على الانتهاء.
بعض المتابعين وجد في تبدل الموقف صدمة بالنسبة له، واعتبرها مفاجأة المفاجآت، شخصيا لم تصدمني أي من تلك التحولات الجذرية في الموقف لبعض المعارضين، فقد سبق ان ذكرت في مقالات سابقة ان بعض المعارضين متحالفين بشكل مباشر أو غير مباشر مع أقطاب الصراع.
وما تبدل المواقف الأخير سوى جزء من تغير التحالفات بين أجنحة الصراع السياسي.
بالعربي صراعات المعارضة الداخلية اليوم في جزء منها انعكاس مرآة لصراعات الأجنحة الكبار، فالقصة وكما اتضح بالنسبة للبعض ما هي سوى تابع ومتبوع، فلم تعد أواني المجاملة قادرة على حمل ماء الصراعات الداخلية للمعارضة ففاضت على شكل حرب داخلية بين المعارضة.
وهذا واقع حالنا اليوم، المعارضة تضرب المعارضة، والسلطة تتفرج، وسواء كانت لها علاقة أم لا، فهي تكتفي بالجلوس بموقف المتفرج على كرسي مجاني.
بم ينبئنا صراع المعارضة وضربهم لبعضهم البعض؟، في الحقيقة يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المعارضة في بعض أطرافها كانت أسيرة لتحالفات مكشوفة وسرية مع الأربعة الكبار، ومنذ سنوات، والآن من الطبيعي جدا أن يمتد صراع الأربعة الكبار ليصيب بعض حلفائهم.
>>>
السؤال المنطقي والطبيعي هو: منذ متى والمعارضة مخترقة؟، الإجابة ببساطة شديدة هي كما كانت إجابة راعي الإبل المسن عندما سألته الحسناء المثقفة كوثر البشراوي خلال لقاء تلفزيوني: «منذ متى وأنت تربي الجمال؟»، فقال المسن بعد أن تردد قليلا: «منذ…منذ..منذ مبطي»، نعم معارضتكم مخترقة «منذ مبطي».
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق