قال متطوع كويتي شارك في حملة اغاثة اللاجئين السوريين في لبنان (ليان) ان مثل تلك الحملات الانسانية الكويتية والخليجية تستهدف التخفيف من معاناة اللاجئين والحد من الصعوبات التي يواجهونها في الأماكن التي يوجدون فيها خارج بلادهم.
واوضح المتطوع واختصاصي التغذية الدكتور عبدالله المطوع في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان حملة (ليان) هي حملة شبابية خليجية تطوعية مستقلة تضم متطوعين من الكويت والسعودية وقطر والبحرين عددهم نحو 130 شابا وفتاة من تخصصات متعددة ومن مختلف الاتجاهات والاطياف.
وذكر انه لم يشارك في الحملة بصفته اختصاصي تغذية انما كانت مشاركته اعلامية بحتة حيث قام بتجسيد الواقع الذي يعيشه اللاجئون هناك ونقل صوره ومشاهده الى الناس مضيفا ان القائمين على الحملة سعوا الى اختيار اشخاص لهم تأثير في المجتمع ووجوه اعلامية تستطيع نشر ما رأته هناك عن طريق برامجها الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وافاد المطوع بان الحملة بدأت عام 2011 وسميت ب(ليان) على اسم طفلة سورية نزحت مع اسرتها عن بلادها واحتاجت لعلاج عاجل الا ان جسدها الصغير لم يصمد وماتت من شدة برودة نهر اضطر اهلها الى اجتيازه قبل وصول الاغاثة لها بيوم واحد متوقعا ان تستمر الحملة مادام توافد اللاجئين مستمرا.
واشاد بما انجزته الحملة من مشاريع اسكانية ومخيمات وعيادات ومستوصفات للاجئين استفاد منها نحو 72 الف لاجئ موزعين بين شمال لبنان وبقاعها داعيا جميع المسلمين الى المساهمة في تخفيف معاناة اخوانهم اللاجئين.
وقال ان الحملة لا تكتفي بتقديم مساعدات مادية للاجئين انما تساعدهم في الاعتماد على انفسهم وتحريك الاقتصاد في مناطقهم مضيفا انه زار خلال رحلته القصيرة التي استمرت ثلاثة ايام عدة مخيمات بهدف الاشراف عل الطعام وتوزيعه وحضور بعض المناسبات الاجتماعية.
وأشاد بالمساعدات الطبية التي قدمها الأطباء المشاركون من دولة الكويت وكذلك الاختصاصيون النفسيون والمساعدات النفسية والمعنوية لاسيما للاطفال “الذين هم بأمس الحاجة لذلك بسبب ما رأوه من مشاهد حرب مرعبة ومعاناة نتيجة فقد الاهل والاقارب”.
وذكر المطوع انه لم ينس دوره كاختصاصي تغذية هناك حيث شارك في توزيع المنتجات الغذائية على اللاجئين مضيفا انه لاحظ ان بعضها يفتقر الى اية قيمة غذائية تذكر “لذلك اقترحت على القائمين على الحملة استبدالها”.
واوضح ان البروتينات التي تحتويها تلك الاغذية تقتصر على البروتينات النباتية مما يؤثر سلبا على نمو الأطفال ومناعة اجسامهم “فهم يحتاجون الى بروتينات حيوانية تأتي من الدجاج واللحم والسمك وغيرها”.
واضاف انه كان يسمع عن قساوة الوضع الذي يعيشه اللاجئون هناك “لكن مشاهدة الواقع كانت أشد قسوة” حين استمع الى بعض الققص المحزنة والمؤلمة موضحا أن حالة الاطفال النفسية والجسدية في غاية السوء “فهم يمشون حفاة بملابس بالية”.
وعن ردود افعال اللاجئين تجاه الحملة قال انهم سعداء وممتنون ويشعرون بالعرفان لدولة الكويت “فكثيرا ما اسمعهم يرددون الدعاء من اجل الكويت وأنهم لن ينسوا موقفها معهم ابدا” مؤكدا ان المشاركين في الحملة لم يأتوا فقط لتقديم المساعدات وانما لمؤانسة اللاجئين ومواساتهم “فقد شعرت كأني ازور بعض أهلي وأحسست بدفء عائلي بينهم”.
وذكر انه لم يواجه اي مصاعب اثناء رحلته “فمن يقوم بالحملة هم اناس أهل للثقة” مضيفا ان التبرعات تصل الى أيد أمينة تشرف على توزيعها وتراقب اوجه صرفها وتوجهها نحو المستحقين.
ودعا الى تقديم المزيد من المساعدات الى اللاجئين لكي تتناسب مع اعدادهم التي تتزايد باستمرار مضيفا انها تنذر باحتمال حدوث كارثة انسانية يصعب احتواؤها لاسيما مع ارتفاع تكاليف المعيشية فى لبنان.
قم بكتابة اول تعليق