مشروع نص مسرحي “جثث في الذاكرة”

دشّن الطالب مالك القلاف عروض المهرجان الأكاديمي الثالث الذي ينظمه المعهد العالي للفنون المسرحية بمسرحية «جثث في الذاكرة» على مسرح حمد الرجيب، مساء أمس الأول، وقد تأخر العرض عن موعده المحدد قرابة ساعة وعشرين دقيقة لخلل فني كما أشار المنظمون.

شارك في بطولة العرض الذي كتبه وأخرجه القلاف عدد من العناصر الشابة من طلبة المعهد، بينهم موسى بهمن وسيد إبراهيم البيراوي وسعاد الحسيني ومحمد عبدالرزاق، إلى جانب الفنان علي كاكولي وعدد من العناصر في الاستعراضات.

المخرجتان المنفذتان رنا الوارث وزينب خان، ومساعدو المخرج فلول الفيلكاوي، وعبدالرحمن الموسوي، ومريم نصير، الموسيقى لمشعل فرج الله عمبر، وتصميم الإضاءة لبدر المعتوق، مكياج سعد الغضوري، ديكور وأزياء عبدالله خريبط.

هموم الإنسان

مالك القلاف الذي برز في السنوات الأخيرة هو أحد العناصر الواعدة في المسرح، وما يميزه عن الكثيرين أنه يمتلك فكراً واضحاً حول قضايا الإنسان وهمومه، يحاول من خلال أعماله تقديم هذا الفكر، ولكن غالباً ما يقع في مطب عدم نضوج هذا الفكر، وهو أمر لا غبار عليه في الوقت الحالي، ولكن من المهم أن يواصل طريقه ويتمسك بفكره ورؤيته ويحاول جاهداً العمل على دعمها بالقراءة والممارسة والعمل الدؤوب كي تكمل الرؤية وتتضح أمامه الكثير من الجوانب التي يجهلها لعدم خبرته الكافية.

نص غير مكتمل

هاجس الإنسان ومعاناته هما الهم الذي يشغل بال المؤلف القلاف، الإنسان الذي يبحث عن مصدر رزقه، الإنسان المطحون في الحياة، وفي النص يقدّم لنا المؤلف شخصية صانع التوابيت الذي يقتات من هذه المهنة مع ابنه ميمون وهما نائمان. وفي المقابل هناك ثكنة عسكرية وجنود مع قائدهم العسكري نيام، أيضاً.

النص يحاول الربط بين حالة الحانوتي وابنه وبين الثكنة العسكرية، ولكن مشكلة النص الأساسية تكمن في عدم اكتمال الفكرة الأساسية، وضعف الحوار، إلى جانب التشتت في طرح أكثر من فكرة.

ولكن يشهد النص نقلة مهمة تكمن في قيام الحرب وتكدس التوابيت أمام دكان الحانوتي، ثم ثرائه الفاحش بعد انتهاء الحرب، وهذه النقلة هي العمق الدرامي في النص، إذ إن المؤلف يشير بأصابع الاتهام إلى تجّار الحروب، والأثرياء الذين جمعوا ثرواتهم من المتاجرة بأرواح الناس، وأيضاً، هذه الفكرة غير مكتملة.

النص المسرحي وعلى رغم أنه يطرح فكرة شجاعة ويعبر عن رؤية فنية لكاتبه الذي يعيش هاجس الإنسان وعذاباته، فإنه غير ناضج، ونعتقد بأنه «مسودة» لنص مسرحي خطير، أو مشروع نص لم يكتمل، وهو بحاجة إلى إعادة قراءته، والتعمق في طرح حواراته وفلسفته، والتعمق في حوارات الشخصيات الأساسية.

قراءة مخرج

قدّم مالك القلاف نفسه مخرجاً يجيد استخدام أدواته، وربما برزت موهبته كمخرج بشكل أفضل، خصوصاً أنه كان مدركاً لأبعاد النص، وفسر إخراجياً ما لم يستطع تقديمه على الورق.

نجح إلى حد بعيد في استغلال خشبة المسرح، وأجاد استخدام المستويين على الخشبة، ومن الوهلة الأولى شعرنا أننا أمام مخرج يجيد اللعبة الإخراجية، كما أنه شغل الخشبة بحركة الممثلين، ونجح في تحريك المجاميع، خصوصاً في مشهد الحرب.

وكانت الإضاءة أحد العوامل الفنية الجميلة في العرض، وأوحت من خلال الألوان الداكنة بالفكرة الأساسية للنص.

كما كان للون الأحمر إيحاؤه الخاص في تفسير ما لم يوضحه النص.

«جثث في الذاكرة» نص جريء بعيد عن المباشرة، يحمل فلسفة واضحة، ولكن عابه عدم النضوج، وأحسسنا أن هناك بعض المشاهد التي تحتاج إلى إعادة كتابة، كما أن هناك بعض الحوارات الناقصة أو الساقطة من النص.

 

قاعة الصالح

افتتح د. فهد السليم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، وبحضور عدد من أساتذة المعهد وضيوف المهرجان والإعلاميين، قاعة الكاتب الإماراتي عبدالرحمن الصالح، وأشار السليم إلى الدور البارز الذي قدّمه الصالح وإثرائه الحركة الفنية الكويتية بأعماله الخالدة، لا سيما كتابته نص «بس يا بحر» أول فيلم سينمائي روائي كويتي للمخرج خالد الصديق الذي عرض في عشرات المهرجانات العالمية ونال العديد من الجوائز.

وأشاد السليم بالصالح وبجهوده في الكتابة للمسرحين الكويتي والإماراتي على حد السواء.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.