فاطمة حسين: إنقاذاً لاسم (جابر الأحمد) طيب الله ثراه


لاتخلو بلاد على هذه الارض من أيام بيضاء وأخرى سوداء وبينهما الرمادية.. لكن المهم في الموضوع هو فطنة تلك الشعوب لتلك الرماديات والاستعداد للتعامل معها اما بتحاشيها او بمضاعفة الجهد لقشعها حماية للاوطان وللبشر.
والكويت لا كانت ولا ستكون بمعزل عن هذه القدرية لكننا بدأنا بالتجاهل ظنا منا بانها مجرد سحابة صيف وما أدركنا انه (فيروس) يحتاج لتطويقه بدءاً من الف الوقاية حتى ياء العلاج لقد بدأ يتسرب وفي غفلة منا الى جل اطراف الجسد الوطني ان لم يكن كلها فكان التأثر الاقوى والاقسى في عالم التعليم والتربية.
لقد بدأت الحكاية منذ سنوات يوم دخل احد وزراء التربية آنذاك – يرحمه الله – على لجنة الامتحانات الثانوية النهائية وأصدر أمره وكان تنجيح جميع الطلبة الكويتيين.. بمعنى النجاح يعطى مع الجنسية بدون ذرة من علاقة بالعطاء العلمي مما احزن المجتهدين ودبت البهجة والسرور في نفوس الضعفاء ولكن كان له ما أراد مقابل استقالة المسؤول لرفضه لتحمل مثل تلك المسؤولية الرعناء.
وهكذا صنعنا اول غيمة رمادية بانفسنا وختم عليها Made in Kuwait.
ثم انتقلنا للمرحلة الثانية الاكثر زهواً وهي فصل ذوي الجنسية الكويتية عما عداهم ليحصل الوطن في كل عام على (اولين) الاول على الكويت) (والأول على الكويتيين) في محاولة ساذجة للتغطية المكشوفة على عجز الكويت عن تقديم متفوق يأخذ المقعد الاول بدلاً من مضاعفة التحفيز على المنافسة والتحدي.
«حينها كتبت مقالاً معارضاً لتلك السياسة وما نال اي اهتمام بل ظنت التربية بانني لا اريد الخير للابناء».
ووصلنا الى المرحلة التالية حيث العبث بالمناهج بتكثيف مواد الحفظ وتقليص مواد التفكير ورغم العدد الهائل من المعلمين والمعلمات الا ان المميز منه قلة لا يحظون بالعناية والرعاية المتوقعة حتى بردت الهمم واصبح الاهتمام بالكم لا الكيف سواء في عالم التلمذة او التدريس او الادارة حتى وصلنا الى مرحلة (الطائرات الورقية) من الشهادات التي تقول شيئاً مغايراً لقدرات الانسان وطاقته حتى دخل المال العابث بالذمم.
ولكننا اليوم نوقع انفسنا وابناءنا والاحفاد والوطن في ورطة اقسى وأمرّ! وهي في لملمة ابنائنا من ذوي القدرات المتواضعة تماما كالجيوش الشعبية التي سمعنا عنها ورأيناها ايام الاحتلال الصّدامي. ثم الالقاء بهم في بقعة رمادية من صنع اعضاء مجلس الامة الموقر الدائمي البحث عن مزيد من الاصوات تجعلهم جاثمين على صدورنا الى ابد الآبدين.. اسمها (جامعة جابر الاحمد للتكنولوجيا).
إن مايدمي القلب انما هو تسميتها باسم رجل اعطى للكويت على مدى ثلاثين عاما الضياء كله وجعلها سبّاقة بمبادراته التي اذهلت العالم يوم ضاق بنا الزمان واسس لمستقبل اكثر ضياءً.
اليس بيننا من ينقذ اسم (جابر الاحمد) الذي اعطى الكويت شخصيتها المميزة وجعل منها قمراً وسط الظلمة؟ ونحن نرجو ذلك من سمو الأمير الشيخ صباح الذي قبل حمل الامانة للمسار على دربه ومافتئ منذ استلم القيادة وهو يستعرض حلمه باعادة الكويت كمركز مالي وتجاري على ايدي شبابها الذي يحتاج في تحقيق ذلك لتعليم اكثر جودة لان التنمية البشرية الحقيقية هي البعيدة عن تكدس المال والكونكريت والتي يصنعها الشباب بعلمهم وعملهم بعيداً عن السبل الميسرة (بالعفرته) التعليمية والجري وراء الطائرات الورقية المسماة بالشهادات؟
ان ابناءنا اغلى واهم من ان نستعجل لسد الثغرة لحجر سهل له الوقوع على الرؤوس فنحلحل المشكلة بدلا من حلّها جذريا.
نحن نأمل ان يصعد ابناؤنا سلم النجاح بالجهد المضاعف وليس بتنكيس الرؤوس وهو يعلم ان القيادة بيد الواسطة النيابية.
ليت النواب المستعجلين على رصد اصوات مستقبلية تجعلهم دائمي الجثم على صدورنا يأخذون من وقتهم الثمين دقائق لقراءة ماسبق ان اشرت اليه للكاتب بدر الديحاني واليوم اضيف له مقالة اخرى رائعة للدكتور يوسف محمد العلي (القبس5/5/2012).
فهل بينكم من يصحو ضميره لينقذ اسم (جابر الاحمد) طيب الله ثراه من هذا العبث؟؟
ام انه لا حياة لما تنادي
على نهج.. فليأت بعدي الطوفان!!!

فاطمة حسين

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.