“وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى? أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلا” (النساء 83).
لم يُعرف عن المبالغة التي تتمثل في التفسير المتكلف للوقائع المحلية أنها أتت بنتائج إيجابية. فمن يسعى فقط وراء الاثارة والبهرجة الإعلامية لا يرغب في طرح حلول للمشكلات والتحديات التي يعاني منها المجتمع, لانه يهدف الى كسب مزيد من تركيز الكاميرات والميكروفونات عليه بغية الحصول على شهرة إعلامية على حساب المصلحة العامة. وهذا شأن بعض من يعتنق أساليب المبالغة في “معارضة” الحكومة, فيحاول أحدهم فبركة تفسيرات لامنطقية حول ما يجري فعلاً في بيئتنا المحلية. ويحاول البعض بث إحباطات مصطنعة حول قدرتنا ككويتيين على النهوض ببلدنا. ولعل من يعتنق هذا النوع من الاثارة رغبة في كسب مزيد من التأييد بين الجماهير(التكسب الانتخابي) ربما يعتقد أنه يحقق الشعبية بين الناس, ولكن نتائج مثل هذه السلوكيات والتصرفات الأنانية بالغة السوء.
على سبيل المثال, البحث عن الاثارة والبهرجة الانتخابية ومحاولة الوقوف أطول فترة ممكنة تحت أضواء الكاميرات والإدلاء بآراء مبالغ فيها حول طبيعة التحديات المعاصرة لا يؤدي إلى إيجاد حلول عملية لما يواجهه المواطن العادي من تحديات مختلفة. فسيؤدي تشويه الوقائع المحلية إلى ترسيخ سلوكيات عدم الاكتراث والتسيب الوظيفي واللامبالاة بالواجبات والمسؤوليات الوطنية.
بل أن كل من يحاول بث الإحباط المفبرك في المجتمع عن طريق التشكيك في قدرة الحكومة ومؤسساتها المختلفة في تنفيذ مشاريع التنمية لا يساهم في تحقيق التقدم والتطور الذي ننشده جميعنا ككويتيين. فمن المفترض أن يساهم العقلاء والحكماء والمواطنون المخلصون في تكريس روح التفاؤل في مجتمعهم.فممارسة الأنانية والشخصانية عن طريق تشويه وقائعنا المحلية وطرح تأويلات لا منطقية حول حياتنا اليومية كمواطنين لا تخدم الوطن والمواطن.
الإنسان العاقل والسوي والمواطن الصالح من المفترض أن يكرس مزيداً من الثقة في قدرة مجتمعه وأبناء وطنه وحكومته الوطنية في تحقيق طموحاتهم الايجابية ومن هذا المنطلق البديهي: السعي وراء الإثارة الإعلامية ومحاولة تشويه الوقائع المحلية ومحاولة إثارة النعرات القبلية والطائفية بهدف التكسب الانتخابي ربما تخدم أشخاصاً بعينهم ولكنها حتماً ترسخ الفوضى وتعطل المسيرة التقدمية للمجتمع. والله المستعان.
*كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق