حذرت مدربة غوص كويتية من اخطار التدمير المتزايدة التي تطال أماكن الغوص والاحياء البحرية في البيئة الكويتية وتهدد تلك الاحياء وشعاب المرجان الحيوية للكائنات البحرية.
وقالت مدربة مدربي الغوص سلوى عبدالرحيم في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان أماكن الغوص بالكويت لم تعد كالسابق بعد ان اختفى الكثير من معالمها مضيفة انه حتى اسماك الشعاب الملونة التي لاتؤكل لم تسلم من سهام الصيادين فبعضهم يستخدمها كأهداف حية وبعضهم الاخر يلقي بشباك صيده التالفة في البحر والتي تصير فيما بعد مقبرة للكثير من الأحياء البحرية.
وحذرت من رمي اي نوع من النفايات او زيوت سفن الشحن في البحر نظرا لتاثيرها السلبي الكبير على الأحياء البحرية ولاسيما الكائنات الدقيقة التي تتغذى عليها معظم الاسماك.
وذكرت ان بعض الصيادين يلقون أقفاص الصيد (القرقور) في اماكن محظورة حول الجزر وفوق المرجان لصيد اسماك الشعاب التي تحافظ على نظافة المرجان وبالتالي بقاءه حيا معربة عن اسفها لذلك الفعل الذي يقوم به الصيادون كنوع من الرياضة والترفيه لكنه يتسبب بقتل الحياة البحرية .
واضافت ان بعض الاشخاص لا يراعون مواسم تكاثر الاسماك والاحياء البحرية فيقومون بكل استهتار بصيدها في ذلك الموسم فيما يعرف بالصيد الجائر داعية اياهم الى اعادة الاسماك الصغيرة الى البحر من اجل تكاثرها.
وقالت عبد الرحيم انه على الرغم من الدمار الحادث في الحياة البحرية بالكويت فانها لا تزال جميلة مضيفة انها التقطت صورا رائعة تحت الماء تشمل المحميات البحرية التي صارت مأوى للكثير من الاسماك وهذا ما دفعها الى اقامة دورات تصوير تحت الماء حتى يرى الجميع ذلك الجمال ويستمتعوا به.
وافادت بان افضل وقت لمشاهدة الحياة البحرية في الكويت بوضوح هو خلال أشهر الشتاء وحتى اواخر مايو فيما تتعكر المياه خارج تلك الأوقات لأسباب عدة منها ضحالة المياه والطمي الذي يحمله نهرا دجلة والفرات عندما يصبان في الخليج.
وافادت بان المنطقة المحيطة بجزيرة قاروه هي من أفضل مناطق الغوص في الكويت من حيث توفر المرجان والاحياء البحرية التي لا مثيل لها في جزر الكويت الاخرى مضيفة ان جزيرة كبر وأم المرادم من الجزر الجميلة ايضا الا انه لقربهما اكثر من الشاطىء فقد اصابهما الدمار بشكل كبير لاسيما الحدائق المرجانية الموجودة فيهما.
واوضحت انه كلما كانت الجزر أبعد من أن تطالها يد الإنسان كانت أجمل واكثر احتواء لأنواع المرجان والنباتات والاحياء البحرية التي تسكن بها كما ان القطع البحرية المخفية عن اعين العامة تتشكل حولها بيئة جميلة.
وعن التوعية الاعلامية في هذا الشأن اعربت عن اسفها لعدم وجود توعية شاملة وكافية حول تلك الأخطار البيئية داعية الممؤسسات التعليمية والاعلامية ومراكز تدريب السباحة والغوص الى القيام بواجبهم بهذا الصدد.
يذكر ان عبدالرحيم هي المديرة التنفيذية لمدارس غوص عالمية في الشرق الأوسط تدعى (اس اس اي) وحاصلة على دورات غوص احترافية من مصر والمانيا وتعمل مع زوجها عبدالسلام السيد عمر في مجال تدريب مدربي الغوص منذ عام 2000 وهي أم لطفلين يتدربان على الغوص حاليا.
قم بكتابة اول تعليق