أكد مسؤول بيئي أممي ضرورة تعاون دول العالم مع برنامج الأمم المتحدة في إعداد استراتيجية القضاء على المواد المستنفدة لطبقة الأوزون مشيدا بالتعاون الملموس من قبل دولة الكويت في هذا المجال مما يجعلها مثالا يحتذى.
وقال مسؤول برامج المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في المكتب الإقليمي لغرب آسيا أيمن الطالوني الذي يزور البلاد حاليا ضمن خطة الإعداد للاستراتيجية المذكورة في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان زيارته تأتي في اطار التعاون المشترك بين برنامج الأمم المتحدة للبيئة ودولة الكويت.
وأوضح الطالوني أن تلك الزيارات انطلقت منذ عام 1999 حينما بدأت الكويت في الاستفادة من الصندوق متعدد الأطراف الخاص ب(بروتوكول مونتريال) وهي الاتفاقية الدولية المعنية بالتخلص من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.
وأضاف ان البروتوكول الذي أبرم عام 1987 يعد الاتفاقية الدولية الوحيدة التي تحظى باجماع دولي وتضم تحت مظلتها 197 دولة تعد طرفا ملتزما بهذه الاتفاقية وهي الدول المسجلة لدى الأمم المتحدة كأعضاء كاملي العضوية مشيرا الى ان الهدف منها هو حماية طبقة الأوزون من الأخطار المهددة لها.
وتطرق الى العوامل التي تهدد طبقة الاوزون قائلا انها تضم غازات ومواد ناتجة عن أنشطة بشرية في قطاعات صناعية واستثمارية مختلفة حيث تم اكتشاف خطورة هذه المواد في منتصف الثمانينيات وتأثيرها السلبي على طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الجزء الضار بالأشعة فوق البنفسجية.
وأضاف انه منذ توقيع هذه الاتفاقية تم الإجماع على تحمل الدول التي كانت السبب في إيجاد هذه الصناعات تكلفة التخلص من هذه المواد الضارة.
وأوضح ان الأمم المتحدة أنشات في عام 1991 الصندوق متعدد الأطراف التابع ل(بروتوكول مونتريال) مضيفا انه تم ضخ ما يقارب 3.5 مليار دولار إلى الآن بهدف دعم انشطة التخلص من المواد المستنفدة للاوزون في اكثر من 150 دولة نامية.
وأكد أن دولة الكويت بدأت في الاستفادة من هذا الصندوق في عام 1999 من خلال تقديم ما يعرف ب(البرنامج الوطني للتعامل مع المواد المستنفدة) تحت مظلة الهيئة العامة للبيئة واللجنة الوطنية للأوزون التي شكلت في عام 1994 وتضم جميع الجهات الحكومية المعنية بتنفيذ هذا البرنامج على مستوى الكويت.
وأشار الطالوني إلى أن التزامات (بروتوكول مونتريال) تتدرج وفق هذا البرنامج حسب نوعية المواد التي سيتم التخلص منها والقطاعات المختلفة والأطر الزمنية للتخلص من هذه المواد لافتا الى ان هناك مجموعة تم التخلص منها نهائيا في عام 2010 وتعرف باسم (مواد الكلوروفلوركاربون) التي تستخدم بصورة واسعة في مكائن التبريد والتكييف والمواد العازلة مثل الإسفنج الصناعي.
وقال إنه تم التخلص من هذه المواد من خلال برنامج تضمن عدة مشاريع بدءا من عام 2000 حتى عام 2010 موضحا انه سيتم التخلص من المجموعة الثانية المستهدفة وتسمى (الهيروكلوروفلوروكربون) “حيث نتطلع الى التخلص منها نهائيا في عام 2030 على ان يتم التدرج في تخفيض استهلاكها بدءا من العام الحالي من خلال تجميد استهلاكها”.
وأفاد بأن التخفيض المتدرج لاستهلاك تلك المواد سيكون على النحو التالي وهو 10 في المئة ثم 35 في المئة ثم 5ر67 في المئة وصولا الى 100 في المئة وذلك للاعوام 2015 و2020 و2025 و2030 على التوالي مع السماح بنسبة 2.5 في المئة بين العامين 2030 و2040.
وفي لقاء مماثل مع (كونا) ذكر خبير التبريد في الوحدة الوطنية للاوزون بالهيئة العامة للبيئة المهندس يعقوب المعتوق ان الكويت قامت منذ عام 2010 بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بإعداد استراتيجية القضاء على المواد المستنفذة لطبقة الأوزون.
وأكد المعتوق أن الاستراتيجية تضم عدة أنشطة موزعة على مراحل تستمر الأولى منها من عام 2013 إلى عام 2020 موضحا انه تم إعداد برنامج فني وتقني وقانوني لهذه الاستراتيجية التي تشمل كلا من فريق المواصفات والمقاييس لإعداد مواصفات وقياس التكنولوجيات المعتمدة لهذه المواد وفريق وضع معايير المهنية والخاص بإعداد معايير ممارسة مهنة صيانة أنظمة التكييف والتبريد والفريق القانوني لمراجعة التشريعات الوطنية واستحداث تشريعات تناسب المرحلة المقبلة.
وقال ان الاستراتيجية تشمل ايضا عمل دراسات بحثية لتحديد الاثار الاقتصادية والبيئية في حال استخدام البدائل المتوافرة حاليا ومشروعا للتخلص من هذه المواد في عدد 4 مصانع للمواد العازلة في الكويت من خلال تحويل خطط الإنتاج لعمل البدائل المناسبة.
وأضاف ان هناك ايضا مشروع تدوير واسترجاع واعادة استصلاح غازات التبريد لتقليل الاعتماد على استخدام كميات متزايدة منها الى جانب التوعية البيئية المتخصصة والعامة بمخاطر استخدام هذه المواد والتكنولوجيا البديلة.
وأشاد بالتعاون مع الإدارة العامة للجمارك في تدريب رجال الجمارك على التحكم والرقابة في الصادرات والواردات من هذه المواد والتكنولوجيا المعتمدة عليها ومكافحة عملية الاتجار غير المشروع بها.
قم بكتابة اول تعليق