عندما تدرك الأجيال الطالعة دورها في حفظ الوطن وتتعلم صيانته لأنه أمانة فلا خوف عليه من أي رياح يمكن ان تهب من الخارج, أو حتى زوابع داخلية, لانها مهما خيل للبعض كبرها تبقى زوابع في فنجان أمام تلك الاجيال.
هذه هي الصورة التي ارتسمت في ذهن كل من شاهد أوبريت “الكويت أمانة” امس بمعية سمو الأمير, لأنه استذكر كفاح الآباء والأجداد في بناء وطن يتشرف بالانتماء إليه أولاده, حملوه بين ضلوعهم أينما ذهبوا, فكانوا في الماضي سفراء معرفة وشركاء في صناعة نهضة المنطقة, وها هم اليوم يعلنون استعدادهم للابحار بسفينته الى موانىء المجد والازدهار, فكما كان الكويتيون الأوائل يسطرون مفاخرهم على شواطىء العديد من الدول والامم, ها هم أحفادهم الذين أنشدوا أحلامهم بوطنهم يعاهدون ولي أمرهم على مواصلة السير في طريق بناء الكويت تماما كما بناها الأولون.
هذه هي كويتنا المشرقة بأحاسيس أبنائنا التلاميذ, قصيدة حب ووفاء وأمل, الكويت التي يسعى إليها سمو الأمير الشيخ صباح, وهي أمس عاهدته على الوفاء في العمل لتحقيق الحلم, لا أن تكون مركزا ماليا وتجاريا فقط, ولا أن تعود درة الخليج كما كانت, بل أن تصبح, بتلك الهمم الشابة والطموحة, منجما للجواهر ترصع التاريخ بأبهى الحلل, في العلم والمعرفة والعمل والولاء الوطني الذي قل نظيره في التاريخ, ولاء كتب بدماء وعرق الآباء والأجداد, وتكتبه الأجيال بأحرف نور المعرفة انتماء حقيقيا ليس فيه شائبة مصلحة أو شبهة منفعة.
هذه هي كويتك يا سمو الأمير, مصنع الوفاء والرجولة الحقيقية, والوطنية الحق, كويت قطعت عهدا على نفسها ان تكون منارة حضارة في عالمها وإقليمها, لذلك خرجت منها كل أنواع المعرفة, وفيها زرعت واحات الابداع ثقافيا وفنيا وتجاريا أيضا.
نعم, هذه هي الكويت, وليس بعض الغربان الناعقة بالخراب في كل حين, ليست أولئك الذين أعمتهم انتهازيتهم الى حد الجنون, فخرجوا محرضين قلة على التظاهر والاعتصام من أجل تحقيق منافع شخصية.
هذه هي الكويت التي كنا في كل كلمة وصوت ولحن من الاوبريت نقرأ سيرة من سير نواخذتها وأبطالها وحماتها وكتاب تاريخها وصناع حاضرها ومستقبلها, وليست أولئك مقاتلي طواحين الهواء, ليست من قالوا “لن نسمح لك”, هي الكويت التي قالت كلمتها في وجه طلاب الكراسي إنها لا تفرط للحظة بأخلاقها وموروثها وتاريخها, ولن تقبل ثقافة التطاول الدخيلة علينا, التي قالت بصوت واحد إنها كويت صباح الاحمد, مجدد مجدها, وباني أسس نهضتها الجديدة, كويت الديمقراطية المسؤولة والحرية الرشيدة العاقلة.
هنيئا لك يا سمو الامير بالكويت التي جددت أمس الولاء لك والانتماء لهذا الوطن, هنيئا لنا بكويت أنت ولي أمرها, تتجدد مثل الشمس المشرقة كل صباح على هذا الوطن, ففي بلد هذه هي أجياله القادمة لن نخاف من حفنة انتهازية بدأت تأكل نفسها كالنار بعدما أفلست في التدليس على الناس, بل إننا ننام ملء جفوننا اليوم مطمئنين الى أن الزرع لم يذهب سدى, فها هو يثمر أجيالا كويتية صادقة قادرة على صناعة المستقبل المشرق لبلدها.
قم بكتابة اول تعليق