مثل العاصفة التي أثارها داخل البرلمان، أثار اقتراح إلغاء منع الاختلاط في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والجامعات والمدارس الخاصة موجة من الرفض داخل الأوساط الطلابية وبين أساتذة الجامعة .
وأثار المقترح الذي حذر بعض النواب من أنه قد يشق الصف النيابي، داعين إلى إرجائه موجة من الجدل في المؤسسات الأكاديمية خاصة في جامعة الكويت، حيث أكد طلاب وأكاديميون في تحقيق أجرته “هنا الكويت” أن قانون منع الاختلاط القائم أحد القوانين التي تم إقرارها من مجلس الأمة، داعين إلى احترامه وتطبيقه، ومؤكدين أن له ايجابيات كثيرة ولكنه طبق على جامعة غير مهيأة لأن تكون مفصولة .
وأكد رئيس قسم علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عثمان الخضر أن قانون منع الاختلاط له إيجابيات كبيرة، إلا أن الفصل بين الجنسين كان يتطلب الاستعداد له مسبقا، وتوفير الامكانيات اللازمة لتفعيله كما صنعت دول مجاورة، منوها إلى أن المباني غير مهيأة في الكويت لذلك نواجه صعوبات في تطبيقه، ودائما ما نطرح مواد مخصصة لفئة الشباب فقط او فئة البنات فقط على الرغم من ان قسم علم النفس يحتوي على %15 فقط طلبة و%85 طالبات مما نضطر لسحب مواد الطلبة اذ لم يسجل في المقرر اكثر من 7 طلاب وهذه مشكلة على القسم ومشكلة ايضا تواجه الطالب لأنها تؤدي الى تأخير تخرجه، ونأمل أن جامعة الشدادية تكون مبانيها منفصلة وتكون مهيأة لقانون منع الاختلاط .
وعن ايجابيات منع الاختلاط قال الخضر أنه يوفر راحة أكبر للطالبات عندما يكون كل من في الفصل من نفس الجنس كما يقضي على مشكلة بعض الطالبات اللاتي يشعرن بالحرج من تقديم (بريزنتيشن) امام الطلبة والعكس وهذه العادة مكتسبة من التنشئة الاجتماعية، مشيرا الى ان الجامعة حريصة على تطبيق القانون وحل مشكلة الشعب المغلقة عن طريق زيادة القاعات وزيادة أعضاء هيئة التدريس، لذلك سمحت لعضو هيئة التدريس ان يدرس خمس شعب في الفصل الدراسي الواحد .
من جانبه رأى رئيس الاتحاد العام لطلبة الجامعة فهد العبد الجادر أنه كان من الأولى الالتفات الى معاناة الطلبة، وايجاد طرق لحل مشاكل الازدحامات المرورية، بدلا من اقتراح الغاء قانون منع الاختلاط، وهو الأمر الذي بدا وكأن النواب يسعون إلى استفزاز شريحة كبيرة من المجتمع.
وأكد العبدالجادر، أن موقف الاتحاد من هذا المقترح معروف، داعيا الطلبة إلى عدم النظر أو الاهتمام بهذا المقترح الذي طوي ملف الحديث فيه منذ زمن.
بدوره انتقد المنسق العامة لقائمة المستقبل الطلابي بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب خالد الملحم توجه بعض نواب الصوت الواحد الى إلغاء قانون منع الاختلاط، معتبرا أن هذا مرفوض جملة وتفصيلا، وملوحا بوقفة جادة لايقاف هذا التوجه الخطير.
واعتبر الملحم المقترح يبرز التناقض الواضح في ممارسات النواب الذين صوتوا مع نواب الأمة بالاجماع على انشاء الحرم الجامعي الجديد في مدينة صباح السالم الجامعية على أساس فصل المباني، لتكون هناك مباني خاصة بالطلبة، ومباني خاصة بالطالبات، واليوم يناقضون انفسهم.
وقال الملحم إن هناك دراسات اثبتت وبينت أفضلية التعليم المنفصل على التعليم المختلط، واثر هذا التعليم المنفصل في رفع المستوى العلمي والاستيعابي لدى الطالب.
كما حذر رئيس الهيئة الادارية في الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب مجرن العفيصان، مما اعتبره عبثا بمقدرات الطلبة، وتعديا على القيم والسلوك، بما ينافي الشريعة الاسلامية والعادات والتقاليد الكويتية، مشيرا الى ان الهيئة تتمتع بمبان منفصلة للبنين عن البنات، ومتساءلا: هل سيسن قانون بتواجد الطلاب في مباني الطالبات، والعكس صحيح؟، مستغربا من مثل تلك الدعوات والمقترحات التي لا تحقق فائدة للمجتمع.
قم بكتابة اول تعليق