أين الكويتية من ألوان الموضة العالمية

تسيطر الألوان الفاقعة والصارخة والفوسفورية على اتجاهات الموضة العالمية لموسمي الربيع والصيف، والسوق المحلي شأنه شأن أي سوق في العالم يتبع هذه الموضة، فنرى واجهات المحال التجارية والبوتيكات حافلة بهذه الألوان التي تخطف النظر بقوة درجاتها، لكن الملاحظ أن التصاميم الخاصة بملابس السهرة والدراعات لا تتأثر بها بشكل كبير، نظرا إلى طبيعة شخصية المرأة الكويتية، وإن كانت هذه الالوان تدخل أحيانا ضمن التصاميم بشكل ذكي. حول هذا الموضوع استطلعنا رأي بعض المصممات..

مصممة الازياء فاطمة اسماعيل أكدت على أن الموضة العالمية، سواء من حيث الالوان أو التصاميم، قد لا تتناسب والذوق العام في الملابس التي ترتديها المرأة الكويتية، والتي تميل دوما للالوان الفاتحة والباردة في ملابس السهرة، قائلة:

– درجت في الفترة الأخيرة الألوان الفاقعة والصارخة في اتجاهات الموضة العالمية، إلا ان الكويتية بصورة عامة لا تتقيد بالموضة على صعيد الألوان، على الرغم من اتباعها لها على صعيد التصميم، فنجد أن الألوان الأكثر طلبا هي التي تميل للذهبيات والأوف وايت والوان الباستيل، أي كل الالوان الفاتحة بتدرجاتها، وذلك فيما يتعلق بفساتين السهرة. أما بالنسبة إلى الدراريع، فعادة ما تفضل الكويتية تلك الغنية بالالوان والنقوش والرسوم، لكني كمصممة قد ادمج بعض ألوان الموضة بشكل ذكي ضمن التصاميم بشكل تحبه المرأة وتتقبله.

وفيما يتعلق بالقصات الأكثر طلبا، وتماشيها مع الموضة العالمية، قالت:

– كل القصات والموديلات والتصاميم لها محبوها في الكويت، وتقبل عليها المرأة الكويتية على اختلاف اشكالها، لكن اختيار تصميم معين يكون مقيدا بشكل جسم المرأة نفسه، حيث تسعى الفتاه النحيلة لإبراز رشاقتها، بينما تسعى الممتلئة لإخفاء العيوب قدر المستطاع، فلكل جسم تصميم يليق به. وأنا كمصممة ازياء لا الاحظ وجود ما يسمى بالأكثر طلبا، بل هناك ما يناسب فلانة ولا يناسب الأخرى.

أما عن آخر صيحات الموضة العالمية، فقالت:

– تغلب على الموضة العالمية الآن الملابس المشجرة والمطرزة وبعض الموديلات المستوحاة من العصر الباروكي، خصوصا في ملابس السهرة، إلا أنها غير مرغوبة محليا، مع أنها تدل على ابداع المصمم، لأن كثرة التفاصيل تغني القطعة وتجعلها اكثر ابهارا. فعندما تطلب المرأة موديلا ناعما وخاليا من التفاصيل لا يمكن أن يكون هناك ابداع، فالسوق مملوء بالفساتين العادية، وعندما تقصد المرأة مصممة ازياء لا بد ان تعرف بأنها ستضع لمسات مغايرة عما هو سائد.

موضة غير رائجة

من جانبها تحدثت مصممة الأزياء دينا نوفل عن الموضة العالمية وتأثيرها في الذوق المحلي قائلة:

– من المعروف أن الموضة العالمية اتجهت في الآونة الأخيرة إلى الألوان الفاقعة والبارزة جدا، إلا أنني كمصممة ازياء ألحظ عدم تأقلم الذوق العام المحلي مع هذه الموضة، كونها لا تتناسب وطبيعة المرأة، وإن أقبلت عليها الفتيات الصغيرات اللاتي يتمتعن بقدر من الجرأة في اختيار أزيائهن، وقد تكون هذه الالوان مقبولة في ملابس الكاجوال اكثر منها في ملابس السهرة والاستقبالات.

ومن النادر أن أتلقى طلبا لتصميم يعتمد على الالوان الصارخة، لكن هناك طلبات لدمج هذه الالوان بطريقة ما ضمن تصميم معين من دون أن تطغى على الشكل العام، وهي طلبات تكاد تكون قليلة جدا. وهناك بعض الفتيات اللاتي يرغبن في لبس فستان يحدث صرعة أو ضجة في حفل ما، ويكن في لغالب فتيات صغيرات في السن لديهن الجرأة في الظهور بشكل مغاير عن المألوف.

وأكدت نوفل على أن المرأة الكويتية تحب الالوان الهادئة، مع إضافة الاكسسوار أو بعض الاحجار لتغنيها، أكثر من الميل للالوان الفاقعة، لكنها قريبة من الموديلات العالمية في الملابس اليومية والكاجوال.

روح خاصة

من جانبها اكدت مصممة الأزياء مريم الكندري، على أن الإبداع في تصميم الازياء يكمن في فكر المصمم ذاته وقدرته على الابتكار، وما يضيفه للقطعة، ولكل روحه الخاصة به:

– الألوان الفاقعة، وإن كانت دارجة في الموضة العالمية، لا تقيدني بالضرورة في اختياراتي لألوان القطع التي أصممها، وإن أدخلت بعضها في قطع الكاجوال، لأنني آخذ في الاعتبار لون بشرة وشعر أي مرأة ترغب في الحصول على قطعة من تصميمي. وغالبا ما أفضل الالوان الفاتحة والهادئة في ملابس السهرة، وإن كانت هناك بعض الطلبات لألوان الموضة، لكنها في الغالب تكون من الفتيات الصغيرات. أما الألوان الأكثر طلبا، فهي الوردي الفاتح والمشمشي.

وبصورة عامة لا يتماشى الذوق العام للمرأة في الكويت مع الموضة العالمية في الالوان، لأن ذوق مجتمعنا يختلف عن الذوق الغربي، وإن كان من اكثر النساء إقبالا على خطوط الموضة في الملابس اليومية بما يتناسب وعادات مجتمعنا. وأنا احترم القطعة الغربية لفخامة تفاصيلها وخصوصيتها.

وعن الهبات في الموضة المحلية، قالت:

– كان هناك طلب كبير على الترتر في الأزياء لفترة ما، وتوقف الآن مع أنني أجزم بأنه سيعود قريبا، إلى جانب الرغبة في ارتداء ملابس بسيطة وأنيقة بقماش سادة، وهناك ايضا بعض التداخل في الالوان.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.