العظماء يأتون فجأة ويرحلون فجأة، فهم لا يعترفون بالمقدمات، وهكذا رحلت اعظم رئيسة وزراء في بريطانيا في هذا العصر.. مارغريت تاتشر حركت مجرى التاريخ من قدرتها على المجابهة، فمن ضرائب ثمانينات القرن العشرين وكسرها للاضرابات والنقابات بتحد لم يلن، الى جزر الفوكلاند وعدم تخليها عن الكبرياء البريطاني.. الى اتصال الفجر مع الرئيس جورج بوش حيث كانت صرختها القوية له، والتي رددها هو شخصيا بين ارجاء مجلس الأمة الكويتي وقولها له «بوش الكويت».. كانت الكويت بالنسبة لها هي الروح التي حافظت عليها بريطانيا حتى تم تحريرها. ولم تكتف بذلك بل انني شاهدتها بين عائلات الاسرى بعد التحرير. مارغريت تاتشر دولة في امرأة وامرأة في دولة، وهكذا عبر كاميرون في نعيها كقائدة. عظيمة كرئيسة وزراء.. عظيمة كنظرة مستقبلية للسياسة عظيمة كامرأة… نعم جمعت العظمة كما لم تتشكل من قبل في بريطانيا المعاصرة. قدرها كان كأول رئيسة للوزراء في بريطانيا جمعت بين القوة والحكمة وجرأة اتخاذ القرار، فمنحت التاريخ البريطاني القدوة في ادارة الازمات، والقدرة في تحدي التحديات. ولن ننسى ككويتيين ما قدمته لنا هذه السيدة العظيمة.. رحمها الله ومنحنا على الدوام استذكارها كرمز جميل مر في حياة الكويت المعاصرة.
نورية السداني
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق