لسنوات توقفت عن متابعة نشاط رابطة الأدباء، وذلك لأسباب تتعلق بروتينية أنشطة الرابطة الثقافية وغير الثقافية، رغم ارتباطي الشخصي بكثير من أعضائها واحترامي لهم خاصة ان بعضا منهم اعتبرهم اساتذة لي، الا ان الرابطة ظلت ولسنوات أسيرة الروتين وشيئا من الصراعات الجانبية وبعض من الادلجة الفكرية الأحادية التوجه.
ولكن العام الماضي قامت رابطة الأدباء بحركة نشر مميزة تمثلت في إصدار مجموعة من الكتب بعنوان «تراثنا» وذلك بالتعاون مع مركز الاديب فهد محمد بن نايف الدبوس، وحصلت قبل أسبوعين من رئيس لجنة التأليف والنشر في الرابطة طلال الرميضي على نسخ من تلك الإصدارات، وهي كتاب «محمد روحي الخالدي» للمؤلف طلال جمعان الجويعد، و«دراسات أندلسية» للأستاذ فاضل خلف، و«شخصيات من تاريخ الكويت» لطلال الرميضي، و«رحلة أبي الحسن الهروي» للدكتور نواف عبدالعزيز الجحمة، وكتاب «من العامية الفصيحة في اللهجة الكويتية» لخالد سالم محمد.
والكتب الخمسة القيمة جدا، والمنتقاة بعناية، صدرت في عام واحد، وللأمانة كل كتاب منها يحمل قيمة عالية في مجاله وبحثه، وكل كتاب منها يعتبر قيمة مضافة للمكتبة الكويتية بشكل خاص والمكتبة العربية بشكل عام.
ولا بد من ان أشيد بجهود الاديب فهد الدبوس الذي عبر مركزه قدم الدعم لطباعة تلك الكتب التي تعتبر بحق قيمة مضافة لحركة النشر في الكويت.
الرابطة مع تغير نهجها وأسلوبها وانفتاحها على الجميع بمجلس إدارتها الحالي تمكنت من اعادة احياء حركة النشر بشكل نوعي مميز، والكتب الخمسة التي صدرت من خلال حكمي كمتابع توازي ما تصدره بعض الجهات الحكومية والتي تحرص على الكم اكثر من الكيف غالبا.
كل كتاب من الكتب الخمسة التي ذكرتها يستحق قراءة مستقلة لما يحمله من قيمة عالية في مجاله.
شكرا لأمين عام رابطة الأدباء الصديق العزيز صالح المسباح لتحريكه عجلة النشر المحترمة والقيمة في الرابطة، وشكرا للصديق طلال الرميضي لتواصله الأدبي الاكثر من راق، وشكرا للمؤلفين الخمسة الذين قدموا جهودهم في كتب نفخر ان تصدر من الكويت، وشكرا للأديب فهد الدبوس.
العهد الذي تعيشه الرابطة هذه الايام ابتعد عن التقليدية التي ظلت أسيرة لها لسنوات، فعادت معه الرابطة منارة أدبية ومنبعا جديدا لحركة النشر والتأليف ذات القيمة.
waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق