رأى الامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج ان “المؤتمر الـ19 للاتحاد يعقد في ظل ظروف بالغة الدقة والخطورة تمر بها الدول العربية وشعوبها”، مشيرا الى ان “الربيع العربي لا تزال إرهاصاته تتسع وتنتشر وسط هتافات ونداءات تطالب بالحرية والديمقراطية”.
ونوه إلى ان “المؤتمر الـ 19 الذي بدأ اعماله اليوم يشكل محطة بارزة في حياة الاتحاد البرلماني العربي من حيث ما سيعالجه من قضايا وما يعتمده من برامج”، معربا عن تفاؤله “بخروج المؤتمر بنتائج تعزز المسيرة الديمقراطية وترسخ ثقافة حقوق الانسان وممارساتها في الدول العربية”.
وفي كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر الـ19 للاتحاد البرلماني العربي الذي تستضيفه دولة الكويت تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد ويستمر يومين بمشاركة عدد من رؤساء وممثلي برلمانات الدول العربية، قال بوشكوج: “ان مطالبات الشعوب بإقامة دولة المؤسسات واحترام القانون ومكافحة البطالة والفقر واجتثاث القمع والفساد من قاموس الحكم في البلدان العربية لا تزال تتعالى بغية تحقيق اهداف انتفاضاتهم التي نجحت في احداث تغير في هرم الانظمة القديمة، وفي ازاحة عناصر وقوى من السلطة كانت مسؤولة عن مظالم عاشتها الشعوب خلال العقود الماضية”.
وأعرب عن “بالغ القلق ازاء ما يجري في سوريا من صراع دموي عنيف يحرق الاخضر واليابس ويوقع يوميا عشرات القتلى ومئات المصابين من المدنيين الابرياء، اضافة الى تدمير هائل يطال كل معالم الحياة”، كما أعرب عن الاسف “لعدم تمكن جميع الجهود العربية والدولية التي بذلت حتى الآن من وقف حمامات الدم في سوريا”، داعيا الى “تواصل الجهود العربية والاقليمية والدولية وطرح مبادرة سلام لوقف الصراع الدامي في احد اهم معاقل الحضارة العربية والاسلامية”.
وشدد الامين العام للاتحاد على “ضرورة أن تجمع هذه المبادرة الاطراف المتصارعة في جلسات حوار مثمر للخروج من المأزق الخطير والمصير المظلم الذي يتهدد سوريا في وحدتها الترابية والسكانية”.
وفي الشأن الفلسطيني، اكد بوشكوج “اهمية الانجاز الذي حققته القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي في منح فلسطين صفة دولة مراقب في الامم المتحدة”، لافتاً الى ان “هذا الانجاز يؤسس لمرحلة جديدة في النضال الفلسطيني”.
ودعا في هذا الاطار الى “ضرورة استثمار هذا الانجاز والبناء عليه من خلال تحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد جميع فصائل الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي”.
وأشار الى ان “اخطر ما تواجهه البلدان العربية في المرحلة الحالية هو عجز النظام العربي الرسمي عن معالجة امراضه ومواجهة الاخطار التي تهدد اطرافه”. ولفت الى انه “في مقدمة الاخطار المحدقة بالدول العربية غياب التضامن العربي والارهاب الذي يزداد شراسة وامتدادا مهددا الاستقرار الداخلي في العديد من الدول، اضافة الى تفاقم الاوضاع المعيشية في معظم الدول العربية”.
من جانب آخر، اشاد الامين العام للاتحاد “بالانجازات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والديمقراطية وخصوصا البرلمانية التي حققتها دولة الكويت بقيادة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي يقود سفينة هذا البلد الشقيق الى شاطيء الأمان”، وتمنى “لرئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الامة الكويتي علي فهد الراشد كل التوفيق والنجاح في مهمته الجليلة”، متقدما بالشكر “للشعب الكويتي والحكومة الكويتية على كل ما احاطونا به من ود وحرارة استقبال وحسن وفادة وعلى ما قدموه لنا من عون وتسهيلات لانجاح مقاصدنا النبيلة”.
قم بكتابة اول تعليق