عبدالكريم الشمالي: الفرار أسهل الطرق

قرار الاتحاد الكويتي لكرة السلة، بشأن التخلي عن تنظيم بطولة الأندية العربية، ورفض استضافة أي ناد كويتي لها في الوقت الراهن رغم استعداد أكثر من ناد لتولي المهمة والفوز بهذا الشرف، لا يمكن أن ينم إلا عن سوء إدارة وقُبح تدبير وقصر نظر، وهو أسرع الحلول لمواجهة المشاكل.
في الصين يقولون “قد يجد الجبان ستة وثلاثين حلاً لمشكلته، لكن لا يعجبه إلا واحد منها وهو الفرار”، وهذا بالضبط ما قام به جهابذة الاتحاد عندما وضعوا على المحك، وصار مطلوباً منهم أن يظهروا المعدن الحقيقي لهم في كيفية الإدارة، والتغلب على الأزمات، لكنهم وللأسف الشديد، وبدلاً من الاجتهاد في إيجاد مخرج لمشكلة التنافس بين ثلاثة أندية، هي الكويت وكاظمة والقادسية، على طلب الاستضافة، آثروا أن “يقظبون الخط السريع” ويعتذروا عن قبول التنظيم بكل بساطة.
وقد يبدو الأمر عادياً لمن لا يعلم أصل المشكلة، ففي الظاهر للمتابعين أن الاتحاد أراد أن ينأى بنفسه عن الدخول مع طرف من الأندية الثلاثة على حساب آخر، لكن الحقيقة المرة غير ذلك، فالاتحاد لم يكن يتوقع أن يحصل نادي الكويت على حق الاستضافة مباشرة من الاتحاد العربي، بل كان يريد أن تكون هذه المهمة منوطة به، وبالتالي يمنحها لمن يشاء، وبالتأكيد لا يمكن إلا أن يكون نادياً محسوباً عليه وعلى من يديره عن بعد، وبالتأكيد هو ليس نادي الكويت الذي، وفي سبيل ضمان بقاء البطولة في دولة الكويت، اتخذ خطوة شجاعة بإعلانه استعداده للتنازل عن حقه بالتنظيم، الذي منحه إياه الاتحاد العربي، لنادي كاظمة، باعتباره كان مكلفاً بتنظيم البطولة الموسم الماضي قبل سحبها منه بحجة الإيقاف الدولي، ولأن هذا الحل لا يعجب الاتحاد، ومن ينفذ سياسة “المعزب” داخله، باعتباره أيضاً سيمنح طرفاً آخر غير المرغوب فيه، فقد تم غض النظر عنه، ولم يكن هناك من وسيلة لذلك سوى الهروب من تحمل المسؤولية، وكأنه يقول “فكونا من هالبلوة”، وضرب بعرض الحائط مصلحة الكويت وأنديتها، دون النظر إلى مدى الفائدة التي كان من الممكن أن يجنيها النادي المنظم مالياً ومعنوياً وإدارياً.
مشكلة الاتحاد، التي لم يتمكن من مواجهتها، رغم حصوله على تفويض من الاتحاد العربي لترشيح من يراه مناسباً للتنظيم، هي أن الكويت مكلف من هذا الأخير، وكاظمة سبق أن كلف وحرم في اللحظات الأخيرة، و”للعلم فقد تم ذلك بفضل تحركات وكتب مشبوهة من الاتحاد إلى نظيريه الدولي والعربي”، وبالتالي لا يمكن أن يتجاهل، وبهذا سيكون القادسية “الابن المدلل” في ذيل ترتيب الأحقية في التنظيم، وهو ما لا يستطيع أن يتحمله الاتحاد والقائمون عليه، وفضلوا المجاملة على حساب مصلحة كرة السلة الكويتية، وتركوا بقية الحلول.

بنلتي

ندري أن “السالفة على المشتهى وعلى ناس وناس”، لكن إذا كانت محاولات الاعتداء على الحكام تساوي الإنذار، والتعبير عن الرأي يعني الإيقاف لمدد طويلة، والغرامات العالية المبالغة وفق قرارات لجنة الانضباط الفكاهية في اتحاد كرة القدم، فهل هذا يعني أنها دعوة لمسؤولي الأندية للجوء إلى استخدام لغة العنف وقلة الأدب للحصول على حقوق لاعبيهم وفرقهم؟… خلوهم يعرفون بس علشان يحسبون حسابهم ويزهبون روحهم.

المصدر جريدة الجريدة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.