“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (المائدة 2).
أعتقد أننا في الكويت نتمتع بحرية وديمقراطية إيجابية وبناءة حيث يتمكن الجميع من التعبير عن آرائهم دون خوف أو رهبة. ومن هذا المنطلق أرفض مشروعية استخدام مصطلح “القمع” لوصف بعض ما يحدث في ساحتنا المحلية. فإعلامنا الخاص حر يحفل بمختلف الآراء, وما يقوله بعض الناس عبر »تويتر« وفي دواوينهم ومنتدياتهم الخاصة يؤكد أن الكويت دولة مؤسسات وقانون ومجتمع ديمقراطي متسامح يقبل الرأي والرأي الآخر. فلا يوجد قمع لحرية الرأي والتعبير, فالجميع يستطيعون التعبير عن آرائهم بكل حرية, ولكن احدى الاشكاليات الديمقراطية, التي يصعب على بعض المؤزمين هضمها, وذلك بسبب تعارضها مع مصالحهم الانتخابية الضيقة, هو حتمية وقوع ما يتم تجاوزه في التعبير عن الآراء تحت مظلة القانون. فلا يوجد قمع كما يدعي البعض ما دام من تتضرر سمعته من الاتهامات المفبركة والتشويه المتعمد يستطيع اللجوء الى قضاء عادل. فأين هو القمع الذي يتحدث عنه البعض? فهل يشير هؤلاء بمصطلح القمع إلى رغباتهم الشخصانية في تحويل ساحتنا المحلية لمساحة فوضوية يتم فيها هدر كرامات الناس وتجاوز القانون وتهديد وحدتنا الوطنية, من دون رادع? الحكومات في أعرق الديمقراطيات المعاصرة تحرص على مكافحة الفوضى والانفلات, وبخاصة الذي يؤججه لجوء البعض للشارع من دون وجود أسباب منطقية تدفعهم الى ذلك.
القمع يشير إلى عملية كبت وإلغاء والسيطرة على الآراء والأفكار غير المقبولة. فإذا كان القمع يدور حول تصرفات وسلوكيات وإجراءات تمنع أحدهم من التعبير بحرية تامة عن آرائه وأفكاره, فأين هو القمع الذي يتحدث عنه البعض هذه الأيام حيث جعلوه جزءاً من شعاراتهم الانتخابية الرنانة?! فكيف يتوقع البعض أن لا تسعى أي حكومة لحماية أمنها الوطني والوحدة الوطنية في مجتمعها ما لم تركز على تكريس دولة المؤسسات والقانون, فلا يوجد قمع ما دام يتم حماية الأمن الاجتماعي وحريات وسمعة الناس الآخرين من التعدي والإهانة والاتهامات المفبركة.
إضافة إلى ذلك, القمع Suppression يشير إلى صعوبة التعبير عن الرأي الشخصي في ما يتعلق بالمواضيع والقضايا المحلية. فكيف يبرر البعض استخدام هذا المصطلح المبالغ فيه (القمع) مع أنهم يجدون الفرص المتتالية للتعبير عن ما يجول في خواطرهم. القمع الفعلي يتمثل في عدم وجود حرية رأي وتعبير في المجتمع ورفض قاطع للرأي الآخر. والله المستعان.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق