حسن عباس: طيران عبر نفق المانش

قد يشتهر الإنسان في الكويت ويكون ذائع الصيت كونه عضواً في البرلمان، أو لأنه ينتمي لقوة سياسية يخرج بين الحين والآخر ليتحدث للإعلام، أو لأنه تاجر الحكومة راضية عنه، وبالتأكيد فإن الدكتور عمران القراشي معلوم أنه ليس فيه شيء من كل ذلك!
الدكتور عمران أستاذ متخصص في الهندسة الكيميائية والبترول، شهرته لم تأت بسبب تخصصه ومنصبه السياسي بل لأنه معارض وناشط سياسي في مجال حقوق الإنسان. اشتهر بسبب معارضاته العديدة في البرلمان وفي المؤتمرات التي تقيمها بعض الجمعيات الحقوقية والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان. أخذ شهرته لأنه تخصص بصوته العالي أمام الكاميرات واحراجه للمسؤولين وخروجه عن المألوف للمطالبة بقضايا عدة متعلقة بحقوق الانسان.
اعتراضات الدكتور عمران المتكررة خصوصا في المناسبات الرسمية لم تتحملها الحكومة الكويتية على كبرها وما تملك من جيش جرار من الموظفين والمليارات والإدارات والهيئات والعلاقات الديبلوماسية في الداخل وحول العالم، فضاقت ذرعا لتصرفات شخص واحد فلم تتحمله واشمأزت منه!… وبحجة انه مريض نفسياً زجت بالرجل بمستشفى الطب النفسي مرات عدة. ولم تكتف بمعاداته وشحن قلب وزارة الصحة عليه فحسب، بل «زلغت وايرات» في ما بينه وبين وزارة الداخلية فسحبت الأخيرة جوازه لمنعه من السفر!
بعيدا عن مدى صحة الرجل النفسية من عدمها، لكن فهمونا ما علاقة سحب الجواز بالمريض النفساني! هل «سحب الجواز» هو التشخيص ووصفة علاج الدكتور (لا أدري إن كان بعد الأكل أم قبله)؟ فإما أنه مريض وبحاجة للعلاج بما في ذلك للخارج، وإما أنه مجرم مسحوب الجواز وقبل جوازه يجب سحب حريته وإيداعه السجن!
الحكومة هنا كحارس المرمى في خط الهجوم، ومسافر يقود سيارته للخلف، وكابتن يريد السفر بطيارته عبر نفق «المانش»، ومازيراتي لنقل العفش، أو واضحة وعندها هدف لكن على طريقة شعبان عبدالرحيم وأغنية «هبطل سجاير»!
أطال الله في عمر الحكومة التي تخشى على المجتمع من ظل المجرمين وهمس الحاقدين، وتقف بالمرصاد لنوايا المخربين قبل أفعالهم، فلتحيا الداخلية، وبالمرة لتستعد وزارة الدفاع لطلعات جوية بطائرات من غير طيار لرصد سيارته، ولتبدأ وزارة الإعلام بحملة تشويش على نقاله، والأشغال بوضع مطبات حول منزله!
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.