حمل رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي الحكومة العراقية المسؤولية عن تأجيل زيارة سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الى بغداد والتي اجلت لأجل غير مسمى.
وقال النجيفي إن هناك مشكلة في الحكومة العراقية، فمقاطعة بعض الوزراء من الكتلة الكردستانية والكتلة العراقية وكتلة الأحرار يخل بنصاب الحكومة وانه من غير المناسب ان تتم زيارات رسمية على هذا المستوى في هذا الوقت، متوقعا أن يبقى التأجيل قائما الى ان تزال بعض العقبات امام اجتماع مجلس الوزراء وتكامل الوزراء.
واشار النجيفي الى ان مباحثاته مع سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد تطرقت الى الوضع العراقي في ظل وجود تقدم في حسم ملفات الفصل السابع، مبينا ان «ما بقي قضايا التعويضات التي نأمل ان تسدد خلال هذه الفترة»، مشيرا الى ان «لدى الكويت مقترحا باستثمار الاموال في العراق والامر عائد لحكومتي البلدين»، مشددا على اننا «كمجلس نواب سنتعاطى بكل ايجابية مع ما تتفق عليه الحكومتان»، ومضيفا ان مباحثاتنا مع سمو الامير تطرقت الى الملف السوري والمنطقة عموما والحراك الشعبي وتداولنا في الآراء التي كانت متطابقة في جميع القضايا وقريبة جدا.
وحول ترسيم الحدود بين البلدين كشف النجيفي ان هناك تطورا ايجابيا قد حصل في موضوع صيانة الدعامات الحدودية وتعويض المزارعين والادارة المشتركة لخور عبد الله. وذكر ان «هذه القضايا مهمة وتقدمت خلال الحوارات بين الحكومتين من خلال الاتفاقيات التي وقعت وقد ارسل الى مجلس النواب نص الاتفاقية بخصوص ترسيم الحدود ولم نناقشها الى حد الآن». وعبر عن اعتقاده بأن الاتفاق بشأن ترسيم الحدود خطوة مهمة مؤكدا ان هناك قضايا أخرى عالقة مثل التعويضات.
وفي ما يتعلق بشأن خروج العراق من الفصل السابع طالب أن يكون ذلك على وجه السرعة مشيرا الى الحاجة لدعم الحكومة الكويتية بطلب موجه الى مجلس الأمن تطلب خروج العراق من الفصل السابع الذي اضر كثيرا بالعراق معتقدا ان التعويضات يجب ان تناقش وتحل.
واكد النجيفي ان العلاقات بين مجلس النواب العراقي ومجلس الأمة الكويتي على خير مايرام ذاكرا ان مجلس النواب العراقي يتعامل بايجابية مع مجلس الأمة.
واكد النجيفي حول مسألة دعوات بعض النواب العراقيين الى رفض ميناء مبارك ان الأمر (انشاء ميناء مبارك) يسير بتفاهم الدولتين مثمنا تأجيل الكويت لبعض مراحل المشروع كي لا تسبب ضررا للعراق مستدركا ان العراق جاد في بناء ميناء الفاو الكبير و قال «لا بد من استمرار الحوار بين البلدين لتجنب اي تعطيل لمصالح اي من البلدين».
وتعليقا على الانتهاء من صيانة العلامات الحدودية والتطمينات التي يمكن اعطاؤها للكويت لعدم تكرار ما شهدته الحدود، اشار الى ان قرار مجلس الامن حول صيانة العلامات الحدودية رقم 833 قديم، موضحا ان الدعامات الحدودية تحتاج للصيانة الحدودية، والشهر الماضي تمت صيانة العلامات الحدودية بقبول الطرفين وباشراف من الامم المتحدة حيث تمت ازالة بعض العوائق وعدد من المنازل على الخط الحدودي، مشددا على ان «الرسائل ايجابية من الطرفين ولا نجد مشكلة في الوضع»، مجددا تأكيده على ايجابية العلاقات بين الجانبين ومعتبرا «ان العلاقات على احسن ما يرام الان ولا بد من تدعيمها وخلق شراكة حقيقية وتزاور وتواصل بين حكومتي وبرلماني وشعبي البلدين، املا في ان تحل جميع القضايا العالقة في اقرب وقت».
وبالاستفسار عن ملفات الممتلكات الكويتية والمفقودين، اكد النجيفي ان جميع الملفات تسير بالطريقة الطبيعية وهي في طريقها للحسم ولا يوجد عوائق حقيقية بهذا السياق.
وحول الأزمة العراقية، وصفها النجيفي بالمعقدة جدا مشيرا الى ان هناك سوء ادراة للكثير من الملفات الداخلية سبب قطيعة بين القوى السياسية.
واشار الى وجود ملاحظات على ادارة الملف الامني الذي هو حصرا بيد رئيس مجلس الوزراء، موضحا ان رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والدفاع ورئيس المخابرات بيد رئيس الحكومة الذي يتحمل المسؤولية الاولى خول الخروقات الامنية، لافتا الى انه لدى الرئيس المالكي الان استضافة في البرلمان حول الموضوع الامني وهو لم يحضر في السابق بل اجل الحضور واذا لم يحضر سيتحول الامر الى استجواب بالتاكيد».
واكد النجيفي ضرورة اقامة انتخابات عامة مبكرة ولكن في اطار حكومة جديدة وليس الحكومة حالية داعيا التحالف الوطني الى اختيار رئيس وزراء جديد لادارة حكومة تقوم على الاعداد الى الانتخابات في غضون 6 اشهر.
وعن اتهام رئيس البرلمان بتعطيل المجلس والعمل ضمن اجندات خاصة قال النجيفي «هذا الكلام موجود عند الشركاء السياسيين، ولكن المجلس يسير بصورة طبيعية وقد انجز اكثر من 170 قانونا ولديه اعمال جادة وطبيعية ضمن الفصل التشريعي وسبق ان انجزنا الشهر الماضي الموازنة «، موضحا ان «الامور تسير بصورة طبيعية الا ان الخلافات السياسية في بعض الاوقات تطلق هكذا انطباعات وتصريحات».
وفضل النجيفي عدم التعليق على وصف رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الرئيس المالكي بالديكتاتور، قائلا «لا نريد ان نطلق كلمات من هذا النوع»، معلقا من جهة اخرى على اتهام الرئيس المالكي بالارتماء في احضان ايران ووقوفه الى جانب النظام السوري بالقول «نعتقد ان العراق يشهد انقساما حول الموضوع السوري، فبعض الاطراف تؤيد الجيش الحر والثورة السورية والبعض الاخر يؤيد النظام»، مضيفا «انطباعي الشخصي… آمل ازالة النظام السوري في اقرب وقت وانتصار الشعب السوري».
وعن مدى انتقال تداعيات الوضع السوري على العراق في ظل الحديث عن احتمال ان تشهد البلاد حربا طائفية قال ان «هناك مشاكل في هذا الاتجاه نحاول حلها في اقرب وقت»، وموضحا ان «العراق ليس محصنا اذا انتقلت النار السورية الى داخله» مشيرا الى ان تأخير حسم القضية السورية يزيد من حدة التطرف ويزيد من احباط المجتمع السوري متوقعا امكانية تطور الأمور سلبيا مطالبا بسرعة الحسم ومساعدة الشعب السوري في تسلم الأمور من خلال انتخابات ووصول جهات معتدلة لادارة سورية، مبينا ان استمرار الوضع يدفع التطرف للتصاعد وسيكون مضرا على كل المنطقة.
المصدر الراي
قم بكتابة اول تعليق