العمر : اخترنا الطريق الصعب .. الهيكلة حققت نقلة كبيرة ل”بيتك”

أكد الرئيس التنفيذي في بيت التمويل الكويتي “بيتك” محمد سليمان العمر إن عملية التطوير وإعادة الهيكلة الجاري تنفيذها حققت نقلة كبيرة على صعيد العمل والمؤشرات المالية ووضعت أسس انطلاقة جديدة ل “بيتك” في السوق المحلى والدولي من خلال زيادة الإيرادات وتعظيم العائد على الأصول، وبناء مجموعات عمل متخصصة في أنشطة مختلفة مثل الخزينة والبنوك الدولية وتنمية ثروات العملاء، مع تقليل المصروفات والتكلفة بشكل كبير .

وشدد العمر خلال اللقاء السنوي لموظفي “بيتك” والذي شهد تكريم الموظفين المتميزين لعام 2012 على أن الهيكلة لا تعنى العدول عن العمل بنموذج اثبت خطأه إلى آخر جديد، بل هي استحقاق طبيعي تفرضه ظروف ومستجدات المرحلة الحالية، ولأن “بيتك” ينشد النجاح دائما فانه يدرك أهمية مجاراة التغيير بما لا يتعارض مع هويته الأساسية، قائلا ” يدفعنا الطموح إلى تحقيق المزيد من النجاح بالاعتماد على نموذج عمل البنك الرئيسي والتغاضي عن الاستثمارات غير الأساسية ومواجهة المنافسة المحتدمة بجدية، والطلب المتزايد على الخدمات المالية الإسلامية بروح عصرية جديدة” . 

وأوضح العمر أن إيرادات “بيتك” في السنة المالية الماضية زادت عن 932 مليون دينار وهى أعلى من تلك التي تحققت قبل الأزمة المالية عام 2008،وأن الديون غير المنتظمة انخفضت بنحو 8% تقريبا “من 13 % إلى 5 % ” ، وحافظ “بيتك” على حصته في سوق الودائع عند 18 % فيما زادت الودائع بنسبة 6 %  لتصل إلى 9.4 مليار دينار، والأصول بنسبة 9% لتصل إلى 14.7 مليار دينار.   

كما نجح “بيتك”في تحقيق أرباح جيدة من جراء التخارج من استثمارات غير أساسية وحقق أرباحا أيضا من إعادة هيكلة استثمارات أخرى، وجميع المؤشرات تؤكد أن عملية إعادة الهيكلة حققت نجاحا سيزداد خلال الفترة المقبلة بإذن الله،كما أنها جاءت في الوقت المناسب،مشيرا إلى أن عدة بنوك أبدت استعدادها لتمويل العملاء للاكتتاب في زيادة رأس المال مما يعنى الثقة في قوة ومتانة سهم “بيتك” ومستقبله .  

وأشار العمر إلى أن طريق الهيكلة،هو الطريق الصعب الذي اختارته إدارة “بيتك” لمواجهة تحديات المستقبل والمحافظة على مكانة “بيتك” وما حققه من انجازات ونجاحات محلية وعالمية، قائلا “ربما كان من الأسهل لنا أن نظل نعمل بالوضع القديم الذي اعتدنا عليه، لكننا اخترنا أن نكون أمناء مع مساهمينا وعملائنا،ونتعامل مع استحقاقات المستقبل وتغيرات الأسواق بأسلوب علمي ومنهج تفكير مختلف، لقد واجهتنا مشاكل عديدة فالتغيير صعب،لكنه ليس مستحيلا،خاصة إذا أصبح ضرورة،واستطيع أن أقول أن الجزء الأصعب في هذا التحدي قد تجاوزناه ”     

وشدد العمر على أهمية دور الموظف والعنصر البشرى وقال إن النجاح هو نتيجة لجهود جميع العاملين،وانه لم يكن من الممكن نجاح الهيكلة دون أن يكون هناك قناعة لدى الموظفين بأهميتها وجدواها،مشيرا إلى انه بنهاية العام سيتم تشغيل فروع عديدة تقدم خدمات “بيتك” مجتمعة وبشكل شامل ومتكامل تحت سقف واحد وبروح من الأداء الذي يهتم بالعميل وجودة الخدمة،ودعا الموظفين إلى مزيد من العطاء لخدمة “بيتك” وتحقيق أهدافه،خاصة وقد ساهمت الهيكلة في تقديم مزايا عديدة للموظفين وأصبح هناك سلم وظيفي جديد مرن ومنافس وسقف أعلى للرواتب. 

وردا على سؤال حول ما يثار بشأن التعامل مع الشركات المدينة ل ” بيتك” قال العمر إن” بيتك” يتبع الأساليب المهنية والإجرائية المعتادة في مثل هذه الأمور والتي تبدأ بالمخاطبات ثم التباحث لإيجاد حلول والتفاوض حولها،وإذا وصلنا إلى طريق مسدود، فإننا نلجأ للقضاء فهو الملاذ الأخير” لكننا أبدا لن نفرط في حقوق مساهمي ومودعي “بيتك” ولن تجدي معنا أساليب الضغط والتشهير التي يمارسها بعض المدينين، نحن مؤتمنون على مال عام،وعلى حقوق أناس وضعوا ثقتهم فينا، ولن نخذلهم، ومستعدون لتحمل المزيد من التجريح الشخصى في سبيل تحقيق مصلحة “بيتك” والحفاظ على حقوقه” . 

وقال العمر إن “بيتك” لن يحيد عن مجالات عمله الرئيسية خاصة تلك التي حقق فيها نجاحات كبيرة وأصبح رائدا فيها مثل العقار وتمويل الأفراد وفى مجال الخدمات التجارية مثل تمويل وبيع وشراء السيارات والسلع الأخرى، متسائلا ” كيف نتخلى عن حصتنا في سوق السيارات التي تصل إلى أكثر من 20 % ؟، وكيف يقال إننا نسيل أصولنا العقارية ؟ لقد قمنا بإعادة هيكلة محفظتنا العقارية،وما تم تسييله لايتعدى 10% من قيمتها، لدينا خبرات امتدت لعقود في مجال بيع وشراء وتمويل وتقييم العقارات، لن نفرط فيها، لقد طورنا محفظتنا العقارية وأضفنا إليها عقارات جديدة، هذا جزء أصيل من عملنا، والنظام الاساسى لعمل “بيتك” .

وردا على اقتراح احد الموظفين بأن يبادر “بيتك” إلى إنشاء مدينة سكنية تساهم في حل أزمة الإسكان في البلاد أسوة بما قام به “بيتك” في البحرين من خلال مشروع درة البحرين وديار المحرق، أكد العمر أن “بيتك” كان لديه توجه في وقت سابق لإنشاء مدن سكنية في محيط جسر الصبية على مناطق الدفان التي تتم في البحر، وان” بيتك” لديه الاستعداد والقدرة لإنشاء استثمارات عقارية مماثلة لما ينفذه في الخارج،إذا ما حصل على نفس التسهيلات والدعم،معربا عن أمله في إن تتاح ل “بيتك” الفرصة لإقامة مثل هذه المشروعات . 

وأعرب العمر عن ثقته في قدرة “بيتك” على القيام بدور مهم في خطة التنمية،سواء بالتنفيذ من خلال شركاته،اوتمويل بعض المشاريع، مؤكدا أن ثمة مجالات يتمتع فيها “بيتك” بخبرة كبيرة مثل مشاريع التطوير العقاري والبني التحتية وكذلك تمويل مشاريع بالاشتراك مع القطاع الخاص التقليدي الاسلامى، حيث يعتبر “بيتك” تعزيز جهود التنمية احد أهم أهداف أنشطته المتمثل في “اعمار الأرض” والمساعدة في تطور المجتمعات وتحقيق نهضتها.  

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.