تناول الدكتور سامي الفرج خلال لقاءه فى برنامج من العراق على قناة العربية موضوع الحدود الكويتية العراقية والعلاقات الثنائية والاخوية بين الشعبين .
وفيما يلي نص البرنامج
منذ أن قامت دولتا العراق والكويت والمشكلة الحدودية تتصدر أسباب عدم الاستقرار في علاقتهما حتى انها كانت أحد دوافع المغامرات العسكرية الكارثية التي لم تكتمل احداها وهي مغامرة عبد الكريم قاسم في أوائل الستينيات ثم مغامرة صدام حسين التي مازال العراق والعراقيون يدفعون ثمنها حتى هذه اللحظة ورغم مرور نحو ربع قرن عليها ، المفاجأة التي حصلت مؤخراً هي تنفيذ الحل النهائي للمشكلة حين وضع العراق والكويت علامات الحدود التي رسمتها الامم المتحدة بعد حرب تحرير الكويت هذه الخطوة تمت بهدوء لا يتناسب وحجم الصخب الذي سببته خلال تاريخ العلاقة بين البلدين .
للحوار حول هذا التحول معنا من العراق الكاتب والصحفي عماد الخفاجي ومن الكويت الدكتور سامي الفرج المحلل الاستراتيجي ورئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية ، وقبل الحوار نتابع هذا التقرير .
التقرير:
منذ وجود العراق والكويت ومشكلة الحدود هي عنوان علاقتهما على اختلاف الانظمة والحكومات التي توالت في البلدين، هذه المشكلة الصاخبة كما وصفها البعض انتهت بهدوء شبه تام ومن دون حتى بيان للحكومة العراقية حولها .
هذا الهدوء يجده اخرون التزاماً عراقياً تجاه العلاقات الجديدة مع الكويت والتي بدأت بتحسن ملحوظ منذ مشاركة أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد في قمة بغداد العام الماضي وتمهيداً للزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الكويتية الى بغداد بعد الانتخابات المحلية، زيارة من المتوقع ان تساهم بشكل كبير في اخراج العراق من الوصاية الدولية وبندها السابع .
صفية السهيل – نائبة عراقية :
لابد من التأكيد على التزاماتنا والوفاء بهذه الالتزامات كي نخرج من الفصل السابع من جهة وحقيقة ننتهي من كل العقوبات .
التقرير :
الدبلوماسية العراقية أكدت ان جميع من أخلوا بيوتهم واراضيهم جراء ترسيم الحدود مع الجانب الكويتي سيتم تعويضهم من الصندوق الذي تأسس بين العراق والكويت والامم المتحدة وسيتم تحديد المبالغ التي ستدفع لهم عن طريق لجنة تضم في عضويتها محافظة البصرة ووزارة الخارجية العراقية وسيبنى لهم اكثر من مائتي وحدة سكنية في مناطق قريبة حيث كانوا يسكنون لكن رغم كل ذلك لا تزال هناك اعتراضات من بعض السياسيين وكتلهم داخل البرلمان .
إياد علاوي – رئيس القائمة العراقية /
المسألة غير واضحة وبصراحة ما نعرف اللي بيجري بالضبط هناك مشاكل في الحدود مع ايران ومع تركيا وهناك مشاكل اخرى وهناك اتفاقيات وعقود ومعاهدات من قبل الحكومة لا نعلم عنها شيء .
التقرير:
السلطات العراقية قالت انها ملتزمة بكل ما اتفقت عليه مع الكويت كما حصل قبل أشهر قليلة عندما تم انهاء أزمة خطوط الطيران بين البلدين ، مضيفة انها ستنفذ ما أوصت به الامم المتحدة حتى ولو كانت الشروط مؤلمة على حد وصف الناطق الرسمي للحكومة .
اعادة تثبيت العلامات الحدودية يأتي تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة بهدف خروج العراق من الفصل السابع والوصاية الدولية لكن الامر لا يتوقف هنا فالعراق وبحسب جهات رسمية يدفع للكويت ديوناً تقدر بأربعمائة مليون دولار شهرياً تسديداً لما ترتب على النظام السابق وغزوه الكويت قبل أكثر من عقدين من الزمن .
المذيع :
ماذا يتوقع العراق بعد ما أدى ما عليه فيما يخص هذه المشكلة الحساسة والتاريخية ؟
عماد الخفاجي
أعتقد ان العراق كل ما يتوقعه يتوقعه الكويتيون هو البدء بصفحة جديدة او العودة للعلاقات وأتذكر ان للعراق صلة قربى وجوار صلات كثيرة تربط الشعبين الكويتي والعراقي ، العودة الى الحالة الطبيعية كل ما كان يجري كان نشازاً وكان خارج السياق وكان خارج القوانين الدولية وهذا لم يبدأ منذ 2003 بل بدأه نظام صدام ، إذن العراق يدرك في هذه
المرحلة أو أقرأ من خلال قضية ترسيم الحدود يدرك أن بناء دولة محترمة يستدعي الايفاء بالالتزامات الدولية سواءً كانت مترتبة على صدام حسين او مترتبة على الحكومة الحالية ، الدول المحترمة تعتذر في بعض الاحيان عن أخطاء كثيرة يرتكبها حكام آخرون أطيح بهم فهذا إدراك متطور ووعي متقدم لضرورة أن تكون هنالك علاقة جيدة بين الشعبين الكويتي والعراقي واعتقد المسؤولين في الحكومتين متفهمون جداً لأهمية هذا الامر .
المذيع
ألا ترون في هذه الخطوة نقلة نوعية تحتاج أيضاً من الكويت الى تحرك نوعي لإذابة الحدود أقله النفسية بين الشعبين ؟
سامي الفرج
أولاً لا استطيع أن أضيف الى ما قاله أخي السيد الخفاجي نحن نتكلم اليوم عن مصير مشترك وهو مقدر لنا عندما أصاب منطقة الخليج زلزال بوشهر الضربات الارتدادية كلها ضربت جنوب العراق وضربت الكويت وغرب ايران أحب أن أطمئن اخوتي في العراق نحن بدأنا في قضية الصفحة الجديدة منذ عام 1997 أنا اتشرف كوني أنا واضح الرؤيا الاستراتيجية لدولة الكويت التي تقوم على ان تكون دولة الكويت هي الرابط ما بين العراق وايران ودول مجلس التعاون الخليجي ، الان نحن قطعنا شوط في ذلك نحن ننفق الان
ميزانية قدرها 132 مليار لبناء المنطقة المشتركة هذه منطقة نسميها منطقة شمال الخليج هذه المنطقة خضعت لدراسة كبيرة ليس فقط من قبل قيادتها ومن قبل حكومة السيد المالكي ، دعوني ألفت انتباهكم ان هذا الموضوع نوقش في الكويت وفي العراق خلال زيارة سمو الامير أثناء القمة وأثناء زيارة السيد المالكي وسمو الامير الى القاهرة لحضور مؤتمر القمة الاسلامية فالامور المتعلقة بين الدولتين هي حقيقة تسير .
المذيع
رأي النائب عن ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي عن هذا الموضوع ؟
سعد المطلبي
بدأت الامور باتجاه نحو الحل النهائي بين الدولتين الركائز الحدودية قد تم تعيينها وتم تعويض المزارعين وسكنت المنطقة الحدودية من جانب الدولة العراقية وباعتقادي ان اخر صفحة للمشاكل العالقة بين العراق والكويت والتي سببها طبعاً صدام حسين ونظامه قد زالت ونتطلع الى علاقات حسن جوار وعلاقات متميزة مع الجارة الكويت .
المذيع
الحدود الجديدة تتطلب من الحكومة العراقية العمل على تعويض من رحلوا ومن وجدوا أنفسهم خارج الارض التي كانوا يعملون عليها ما الذي تم في هذا الامر من قبل الحكومة العراقية ؟
عماد الخفاجي
هذا ما جرى على مستوى وعود من قبل الحكومة المركزية ومن قبل حتى الحكومة المحلية ، لكن يجب أن نعرف كانت تتم مبالغات بأعداد الذين سيتضررون أنا لا استهين بمن يتضرر حتى لو كان فرداً واحداً لكن هي بيوت قليلة متناثرة بالامكان تعويضها يمكن من عشرة براميل نفط عراقية لا أكثر المسألة لا تستدعي هذا التضخيم ربما بعض الاحزاب تحاول تضخيم هذه المسألة لكن هنالك حدث اتفاق أولاً يجب أن تكون هنالك قرية أنا لست مع فكرة القرى العصرية وهكذا بالامكان تعويضهم أضعاف ما خسروه اضافة الى ان هناك من يقول حتى داخل محافظة البصرة ان بعض الذين على الحدود حتى بيوتهم تعتبر عشوائية وغير مرسمه هي ليست بيوت قائمة منذ أجل طويل او زمن بعيد ، اعتقد هذه مسالة بسيطة وصلت بوعود بالتعويض المجزي جداً والاهالي على الاقل عرفنا أنهم قبلوا بهذا الشيء ربما يحدث شيء في المستقبل اذا لم تف الحكومة بالتزاماتها لكنها مسألة بسيطة واعتقد الايفاء بالالتزامات جداً سهل ان كان على الحكومة المركزية أم على الحكومة المحلية .
المذيع
هل الكويت تنوي تطوير علاقاتها الاستثمارية مثلاً من اجل طرح نوع من التعويض في منطقة الحدود ؟
سامي الفرج
ليس فقط على منطقة الحدود نحن نتكلم عن المشاركة مع الاخوة في العراق في بناء مدن في داخل العراق ذاته هذا الحديث تطرقنا اليه وناقشناه منذ عامين فقبل الحرب في عام 2003 نحن وضعنا ورقة انا أتكلم كوني واضع هذه الاوراق نحن وضعنا ورقة قدمت لنفس سمو الامير كان وقتها النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء اسمها اليوم التالي يعني اليوم التالي للحرب ماذا نقوم وفعلاً هذا الذي قمنا فيه ليس على المستوى اللوجستي كما حدث وانما على المستوى الاستراتيجي عندما اقول لكم نحن نصرف الان ما قيمته 132 مليار دولار يعني نحن جادين في هذا الموضوع نحن أفكارنا حقيقة والتي تقبلها الان اخواننا في العراق هي افكار استراتيجية على مستوى أعلى جداً لبناء كيان جديد معناها غداً المواطن الايراني والعراقي يعبر الى جزيرة بوبيان كأنه ساكن فيها لان عمله هناك نحن سوف نبني اكبر جسر في العالم ما بين ضفتي خليج الكويت وبعد ذلك انتهى الان جسر للقطارات أحد الشواهد في جزيرة بوبيان متجهة شمالاً الى اين الى العراق نحن نريد هذا الربط كل الامور التي نقوم فيها على مستوى استراتيجي وأحب أذكر الاخوة في العراق كذلك نحن الان لدينا شركتان ناقلتان وطنيتان للهاتف الجوال تعملان في العراق لدينا استثمارات وعندنا اكبر الاستثمارات في كردستان
العراق الذي عطل الاستثمارات على سبيل المثال في جنوب العراق وفي وسطه لسنا نحن ، نحن نريد الاستثمار قبل ما نستثمر في كردستان ونريد ان يأتي الاخوة العراقيين كرجال اعمال .
المذيع
العلاقة مع الكويت بعد هذا التطور ماذا تراها ؟
عماد الخفاجي
ستعود المياه الى مجاريها سيعود الامر الى طبيعته عندما كان اول مرة اعتقد مرة اخرى من مصلحة الشعبين على الاقل أتحدث عن مصلحة البصرة ان ترى كيف تقوم المدن ولديها مثال قريب منها هو الكويت عندما يتاح للبصرة ولأهلها ان يروا ماذا حدث في الكويت سيطمئنون الى أنه بالامكان بناء البصرة مثل الكويت ولا أبالغ وربما أنحاز اذا لم اقل أفضل وهذا لا يضير لا العراق ولا الكويت .
سامي الفرج
اعتقد في الشؤون الاستراتيجية الانتصار هو انتصار السلم وليس انتصار الحرب اعتقد نحن الان مقبلون نحن واخواننا في العراق على الانتصار الاستراتيجي الذي ينكفئ ذلك الفصل الذي بدأه صدام حسين وعندما نحقق هذا التقارب نكون فعلاً انتصرنا على صدام حسين مع بعض نحن والعراقيون .
قم بكتابة اول تعليق