إذا قدر لقانون الإعلام المرعب أن يدخل حيز التنفيذ، يفكر العبد الفقير عما سيكتب وهو يرى بأم عينيه وطوائف عيونه ما يجعل القلم يذوب قهرا من حال لا تسر عدوا صهيونيا ولا صديقا عربيا!
هل سيكتب عن مباريات كرة القدم وعناد اتحاد كرة القدم الكويتي غير الشرعي لنادي الكويت تحديدا ودون غيره من الأندية؟ أم عن إصابة لاعب برشلونة ميسي؟ أم عن استعراضات الشباب في الوفرة؟ أم عن مزاين الإبل حيث بعثرة الملايين من العملة الصعبة؟ أم عن الحالة المرورية في البلد وأن الزحمة نعمة، كما قال أحد قياديي المرور؟! أم عن تعويضات (الداو) المليارية والتي تسببت بها جماعة الإخوان المسلمين عبر فرعها المحلي؟! أم عن التلوث البيئي والذي يبدو أنه أثر بشكل مباشر على تفكير حكومتنا وجعلها تصدر قانونا إعلاميا ملوثا دون تعقيم؟!
تبا للعالم الثالث، عالم لا تفكر حكوماته سوى بتقييد الحريات وكتم الأنفاس وعد الخطوات حتى يخيل إلى المرء ومن شدة خوفه أن ظله ليس سوى رجل مباحث متخفٍ!
تتسابق دول هذا العالم المتخلف، على رمي البشر خلف القضبان بقضية أو دونها، المهم قمعك حتى تعدل عن رأيك الحر وإلا ستقضي بقية عمرك تتأمل النجوم، إذا رأيتها فأنت في نعيم ولم تكن كغيرك الذي فقد الاتصال بالعالم الخارجي، حيث الفصول الأربعة والشمس والقمر والكواكب والمجرات ومواكبة العلم الذي يتطور بتطور حكومات العالم الأول كالشيطان الأكبر، أميركا، وبمعيتها رفقاء السوء أوروبا واليابان وسنغافورة وبقية دول النمور الآسيوية، التي سبقت زمانها بعدة قرون، وأما نحن هنا، فنستعطف حكومتنا وندعوها أن تتعوذ من إبليس وتقرأ آيات الحسد فربما أصابتها العين، فالعالم بأسره يشيد ويثني ليل نهار على الديموقراطية الكويتية الفريدة في منطقة الشرق الأوسط وأنها مثال الدولة المتحضرة والراقية إلى آخر الديباجة، فكانت الخاتمة سوءاً بسوء، بخروج قانون الإعلام الموحد!
مبارك محمد الهاجري
twitter:@alhajri700
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق