وجه الناشط السياسي خالد الفضالة رسالة إلى وزير الإعلام الشيخ محمد عبدالله المبارك تطرق فيها لتصريحه بمجلس الأمة الأسبوع الماضي والذي ناشد فيه عدم إقحام أبناء الأسرة الحاكمة بالصراع السياسي بين النواب.
وقال الفضالة في رسالته التي نشرها على صفحته بموقع تويتر “من غير المقبول ان يتقلد ابناء الاسرة اهم المناصب السياسية من رئاسة مجلس الوزراء ومختلف الوزارات ثم ترجو ان لا يحملكم احد مسؤولية تردي الأوضاع”.
وأشار الفضالة إلى أن “حديث الناس عن أوضاع الاسرة الحاكمة ليس من باب التدخل بشأن خاص فالأمر لا يتعلق بأحوال شخصية كزواج او ميراث انما عن حاضر أمة ومستقبل أجيال كما أن الحديث عن الاسرة الحاكمة لم يخرج للعلن الا عندما خرجت خلافاتكم للعلن وانعكست سلبا على مناحي الحياة”.
وفيما يلي نص الرسالة:
الأخ الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح
تحية طيبة و بعد،
اسمح لي في البداية ان يكون خطابي من مواطن لمواطن من الاسرة الحاكمة و ليس بصفتك وزيراً للإعلام. لقد اثار استغرابي تصريحك القائل بان “ابناء الاسرة الحاكمة مواطنون ويرجى عدم تحميل الأسرة ما لا تحتمل و عدم إقحامها في كل شئ”.
اعذرني اخي الكريم لكن حديث الناس عن أوضاع الاسرة الحاكمة ليس من باب التدخل بشأن خاص فالأمر لا يتعلق بأحوال شخصية كزواج او ميراث انما عن حاضر أمة و مستقبل اجيال وإدارة بلد السيادة فيه للشعب و هو مصدر السلطات والرقيب عليها. إن حديثنا عن الاسرة الحاكمة ليس تطفلاً و لم يخرج للعلن الا عندما خرجت خلافاتكم للعلن و انعكست سلباً على مناحي الحياة من سوء إدارة وتخطيط على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية و هذا امر لا يخفى عليك او على اي مطلع واصبح حديث المجتمع. فبدلاً ان يكون الطموح الشخصي المشروع لبعض ابناء الاسرة مبني على الإنجاز الملموس تحول للأسف الى سباق حجز كراسي ونفوذ ومصالح ضيقة. يكفي ان تقرأ او “تشاهد” “صباح” كل “يوم” صحف و قنوات يملكها ابناء عمومتك بشكل “مباشر” او غير مباشر لترى عمق المشكلة و تأثيرها على “الوطن” و”المستقبل”. و حينها ستكون على بينه بمن يقحم اسم أسرتك الكريمة بكل قضية و موضوع.
ان صديقك يا اخي العزيز من صدقك القول في العسر و الشدة وليس من يقتات عليها لجني ثمارها المضرة. فحين نصارحكم على وضع الاسرة فهو من حبنا لكم دون نفاق واحترامنا لكم دون تملق ونصحنا لكم بصدق دون تزلف و هذه عادات اهل الكويت الاصيلة ورثناها عن ابائنا واجدادنا والتاريخ خير شاهد. ان مصلحة الاسرة لا تكمن بقصائد المدح ولا بالأغاني ولا بصورة تعلق على حائط و لا من خلال تسمية الطرق و المناطق إنما من خلال مصارحتكم القول و معاونتكم على الحق والإشارة إلى مكامن الخلل طالما خرجت عن إطارها.
لذلك اسمح لي بالقول انه لم يعد مقبولاً ابداً التحجج باعذار واهية لتبرير الإخفاقات والفشل الحكومي على جميع الأصعدة ولم يعد مقبولاً أبداً ضرب مكونات المجتمع بمأجورين يعلم الجميع من يدعمهم و يمولهم لتحقيق غايات مريبة. و لم يعد مقبولاً ابداً اتهام كل من يعارضكم بقلب نظام الحكم. ولم يعد مقبولاً أبداً ان يجلس سراق المال العام والعابثين بالصفوف الأمامية. ولم يعد مقبولاً ابداً كسر القوانين فقط لأنك من الاسرة الحاكمة. ولم يعد مقبولاً ابداً قبولكم بالمناصب السياسية ثم ترمون بدائكم على الشعب. فمن غير المعقول ان يتقلد ابناء الاسرة اهم المناصب السياسية من رئاسة مجلس الوزراء و مختلف الوزارات ثم ترجو ان لا يحملكم احد مسؤولية تردي الأوضاع. فمجرد قبولكم لهذه المناصب الوزارية يعرضكم كما غيركم للنقد و المسائلة و المحاسبة السياسية. كما لا يوجد اخطر من تخندق الناس مع هذا الشيخ ضد ذاك حتى اصبحت المعادلة السياسية تفرز المواطنين الى جماعة هذا الشيخ و مجموعة ذلك الشيخ و هذا كله للأسف كما تعلم من صنع أيديكم كأسرة و الخاسر بالنهاية نحن جميعاً.
اخي الفاضل، ان مصيرنا واحد فرفعة شأن الاسرة و ترابطها من رفعة شأن الشعب و ترابطه و العكس صحيح. فقد وقع اختيار اهل الكويت لكم بالتراضي من خلال بيعة أبدية سطرها ونظمها الدستور فلا نتمنى لكم سوى الخير ولا نطلب منكم إلا حسن الادارة بالالتزام بالدستور والقانون والمحافظة على مكتسبات الشعب و حرياته وتنمية موارده وأمواله. و تقبل مني فائق الاحترام والتقدير ودعواتي الصادقة لكم بالتوفيق و النجاح.
أخوك
خالد سند الفضالة
قم بكتابة اول تعليق