تبرعت دولة الكويت اليوم ب53 مليون دولار لمنظمة اليونيسيف لمساعدة الأطفال السوريين داخل سوريا واللاجئين في دول الجوار وب15 مليون دولار للأونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين على تحمل ما يواجهونه من معاناة في سوريا.
وقدم المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور عياد العتيبي شيكا بقيمة 53 مليون دولار إلى نائبة الرئيس التنفيذي لليونيسيف يوكا برانت وشيكا آخر بقيمة 15 مليون دولار لمدير مكتب الأونروا في نيويورك ريتشارد رايت وذلك تنفيذا للتعهد الذي أعلن عنه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في المؤتمر الدولي للمانحين الذي عقد في الكويت يوم 30 يناير الماضي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) قال السفير العتيبي “نحن بصدد توزيع التعهد الذي أعلن عنه صاحب السمو في المؤتمر الدولي للمانحين الذي عقد في الكويت لدعم الوضع الإنساني في سوريا وقد قررت الكويت التبرع بجميع المبلغ للمنظمات والوكالات الدولية العاملة في الميدان والتي تقدم خدمات إنسانية لأشقائنا السوريين”.
وأعرب عن أمله في أن تساهم هذه المبالغ في تخفيف المعاناة الإنسانية لأشقائنا السوريين في الداخل والخارج والذين مع الأسف أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.
وأشار الى إعلان صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الكلمة التي ألقاها في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الدوحة والتي تعهد فيها بأن تواصل الكويت دعمها الإنساني والسياسي للشعب السوري ولن تتردد أو تتأخر في مواصلة هذا الدعم.
وأضاف أن الوضع الإنساني في سوريا “سيئ للغاية والأمور تسوء داخل سوريا ووضع اللاجئين صعب وستقف الكويت انطلاقا من شعورها بواجبها وبمسؤولياتها القومية والأخلاقية والدينية والإنسانية مع الشعب السوري الشقيق والكريم إلى أن تزول هذه المحنة”.
وذكر بأنه كانت للشعب السوري مواقف مشرفة مع الكثير من لاجئي الدول المجاورة لسوريا في الماضي “ومن واجبنا الآن أن نقف مع هذا الشعب في محنته وأن نقدم له المساعدات الإنسانية التي هو في أمس الحاجة إليها”.
وأوضح أن تقديم المساعدات الإنسانية “ليس حلا لما يجري في سوريا” وأنه “من واجب المجتمع الدولي أن يكثف جهوده لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا يلبي طموحات الشعب السوري وتبدأ معه مرحلة انتقالية تلبي تطلعاته”.
ومن المتوقع أن يسلم السفير العتيبي غدا شيكين آخرين الى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ليصل مجموع التبرعات هنا في نيويورك الى 80 مليون دولار.
أما بقية المبلغ والذي يصل الى 220 مليون دولار فيسلم عن طريق الوفد الدائم في جنيف حيث ستوزع الشيكات على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمات أخرى.
من جهتها قالت نائبة الرئيس التنفيذي لليونيسيف يوكا برانت في تصريح مماثل ل(كونا) عقب لقائها مع السفير العتيبي “نحن شاكرون وممتنون للغاية لحكومة الكويت على هذه المساهمة السخية جدا التي ستمكننا من قطع شوط طويل في مساعدة الأطفال المحتاجين داخل سوريا وفي البلدان المجاورة”.
وأضافت أن مساهمة الكويت “السخية جدا” جاءت في وقت تواجه فيه وكالات الأمم المتحدة الإنسانية ارتفاعا في الاحتياجات الإنسانية “إنه مرحب بها جدا جدا”.
وأشارت إلى أن اليونيسيف ستطلع الحكومة الكويتية حول كيفية توزيع المساعدات على اللاجئين السوريين المشردين داخليا وخاصة الأطفال المحتاجين.
وأوضحت أن اليونيسيف لاتزال لديها مكتب عمل في دمشق وحمص وغيرها من المدن السورية يديرها موظفون دوليون وسوريون مضيفة أن اليونيسيف تعمل أيضا مع شركاء آخرين.
في السياق ذاته ذكر مدير مكتب الأونروا في نيويورك ريتشارد رايت ل(كونا) عقب الاجتماع أن مكتبه “ممتن جدا” للمساهمة الكويتية مؤكدا أن الكويت أعطت “مثالا جيدا” بالنسبة للبلدان المانحة الأخرى بأن تحذو حذوها.
وأوضح أن مساهمة الكويت “سخية للغاية ونحن ممتنون للغاية للحكومة والشعب الكويتيين” لدعم اللاجئين الفلسطينيين الذين تعتبر حالتهم “صعبة جدا” ليس فقط في سوريا بل أيضا في البلدان المجاورة.
وأشار إلى أن حوالي 40 ألف لاجئ فلسطيني غادروا سوريا إلى لبنان وأكثر من خمسة آلاف إلى الأردن مشددا على أن “هذه المساهمة السخية ستساعدنا بالتأكيد على رعاية احتياجاتهم التي تتزايد يوما بعد يوم”.
وبين أنه من خلال هذه المساهمة بهذه الطريقة وهذا الحجم وضعت الكويت “مثالا جيدا للدول الأخرى” التي شاركت في مؤتمر المانحين الدولي في الكويت في 30 يناير الماضي معربا عن أمله في “أن يكون هذا بمثابة حافز للآخرين للمضي قدما في التبرع لجميع وكالات الأمم المتحدة وليس فقط الأونروا التي في حاجة ماسة إلى هذه الأموال للتعامل مع هذا الوضع المتأزم”.
وتابع “نحن ممتنون جدا لهذا التبرع السخي جدا والمثال الذي حددته للآخرين وهو يوم جيد للغاية بالنسبة لنا”.
ومن المقرر أن يقدم كل من رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فاليري آموس والمفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس تقريرا لمجلس الأمن الدولي الخميس المقبل عن الوضع الإنساني في سوريا ووضع اللاجئين وفي اليوم التالي (الجمعة) يطلع الممثل الخاص والمشترك لسوريا الأخضر الإبراهيمي المجلس على جهود الوساطة التي يبذلها.
قم بكتابة اول تعليق