اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس متانة العلاقات الفلسطينية الكويتية وعدم تاثرها باي نوع من الهزات او الشروخ واصفا اياها ب”التاريخية والمتطورة والمتنامية” التي تمتد عشرات السنين وتضرب بجذورها الراسخة عبر قرن من الزمان.
واوضح الرئيس عباس في مقابلة مع تلفزيون دولة الكويت ووكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الدعم الكويتي للقضية الفلسطينية لم يقتصر على الجانب الحكومي بل كان هناك دعم شعبي عبر اللجان الشعبية الكويتية التي كانت ولا تزال سباقة لدعم القضية الفلسطينية بكل ما تملكه من امكانات مالية وسياسية وانسانية.
واضاف انه “اذا اردنا ان نعود بالعلاقة الفلسطينية الكويتية الى الماضي فهي عميقة في التاريخ العربي حيث انه منذ عقود طويلة وهذه العلاقة تنمو وتكبر” معربا عن شعور الفلسطينيين ان الشعب الكويتي بجميع فئاته وطبقاته يؤيدون ويدعمون الشعب الفلسطيني ويقفون الى جانبه بكل الوسائل والامكانات.
وعن تقييمه للمسار الطويل للدعم الكويتي للقضية الفلسطينية قال ان العلاقات الفلسطينية الكويتية تعود الى العشرينات من القرن الماضي مبينا انه عندما تاسست منظمة التحرير الفلسطينية كانت دولة الكويت السباقة في فتح مكتب لها على اراضيها.
واعرب الرئيس عباس عن شكره وتقديره لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على دوره في افتتاح السفارة الفلسطينية في دولة الكويت باعتبار هذا الامر تم بتوجيهات سموه ودعمه معتبرا وجود سفارة فلسطينية في الكويت “مكرمة” للشعب الفلسطيني لا يمكن ان ينساها .
ووصف افتتاح السفارة الفلسطينية بانه “علامة بارزة جدا ” في تاريخ العلاقات الثنائية تدل على عمق هذه العلاقة وعلى رغبة الشعب الكويتي في الاستمرار في دعمه للقضية الفلسطينية.
وعن محادثاته مع سمو امير البلاد قال الرئيس عباس انه اطلع سمو الامير على مجريات الامور المتعلقة بالوضع السياسي وعلاقات فلسطين الدولية ومستقبلها مضيفا اننا “نتشاور مع سموه في كل صغيرة وكبيرة وشرحت لسموه الوضع الداخلي الفلسطيني وكل همومي وتبادلنا الرأي بهذا الخصوص ونحن نحترم راي سموه كل الاحترام”.
وذكر انه شرح لسمو الامير كل ما يتعلق بالمحادثات التي حصلت اخيرا مع الرئيس الامريكي باراك اوباما والجهود الامريكية المبذولة من اجل حل القضية الفلسطينية معربا عن شعوره بوجود جدية لدى الادارة الامريكية والقدرة للقيام بهذا العمل.
وعن تقييمه للدور الذي لعبته الكويت في حصول فلسطين قبل اشهر على صفة دولة مراقب غير عضو في الامم المتحدة اكد الرئيس عباس اهمية الدور الذي ادته الكويت في ذلك مضيفا انها كانت من اكثر الدول حماسة في حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الامم المتحدة .
وذكر انه ” قبل ذلك كانت الكويت تدعم ايضا حصولنا على دولة كاملة العضوية لكننا لم ننجح في مجلس الامن” مضيفا انه “عندما طلبنا اعطاءنا دولة مراقب في الامم المتحدة كانت الكويت من اوائل الدول التي ساندت وحثت عددا من الدول الاخرى من اجل التصويت على ذلك لدولة فلسطين”.
وعن نتائج زيارة الرئيس اوباما الاخيرة الى رام الله وبيت لحم قال الرئيس عباس ان لهذه الزيارة قسمين الاول شكلي حيث كانت ناجحة بكل المقاييس والاخر عملي حيث تحادثنا بشكل مفصل عن كل الاوضاع الفلسطينية من خلال ثلاثة محاور سياسي واقتصادي وامني .
وافاد بانه تم ايصال رسالة الى الرئيس الامريكي خلال هذه الزيارة وصلت الى وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي كلف من قبل الرئيس اوباما بالاستمرار في المساعي الحثيثة من اجل الوصول الى حلول سريعة للقضية الفلسطينية كونهم يعرفون ان الصراع العربي الاسرائيلي لا يؤثر فقط على العرب والاسرائيلين والاقليم بل يؤثر على العالم .
وحول مساعي اعادة احياء التفاوض مع اسرائيل اوضح انه حتى الان “لا توجد مفاوضات بيننا وبين الاسرائيليين لكن الجهد الامريكي الذي نشأ مؤخرا قبل شهر او اكثر قليلا والذي يقوده الان الرئيس اوباما بعد زيارته الاخيرة الى رام الله وبيت لحم وضع الاسس القديمة الحديثة من اجل استئناف المفاوضات “.
واضاف ان الامريكيين يبذلون كل جهد ممكن لوضع هذه الامور موضع التنفيذ “فاذا نجحوا فنحن سنكون قد قطعنا خطوات جيدة في سبيل استكمال هذه المفاوضات والوصول الى عملية سلام متكاملة تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية” مؤكدا ان هذه القضية “لا نقاش فيها “.
وعن مساعي المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس قال انه عند الحديث عن مسار تلك المصالحة يمكن العودة الى 2007 بل الى سنة سابقة حيث جمعه لقاء مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل برعاية سمو امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني مضيفا اننا “اتقفنا على بندين اساسيين الاول ان نشكل حكومة انتقالية من المستقلين والثاني ان نذهب الى الانتخابات حيث اكدنا التزامنا الكامل بهذا الاتفاق “.
وذكر انه بعد ذلك ” ذهبنا الى القاهرة وعقدنا هذا الاتفاق ونحن جاهزون لتنفيذه وفي القمة العربية الاخيرة حصل اقتراح بعقد قمة مصغرة” معربا عن الترحيب بتلك القمة اذا كانت ” تستطيع دفع الامور الى الامام”.
وعما اذا تم حسم استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اكد الرئيس عباس تقديم فياض لاستقالته مع استمراره في تسيير اعمال الحكومة الى ان يتم تشكيل حكومة اخرى مشيدا بالجهود التي بذلها فياض خلال فترة توليه منصبه.
وعن اسباب استقالة فياض اوضح ان “الظروف جاءت بهذا الشكل وادت الى استقالته” مضيفا ان لدينا مصالحة واوضاعا داخلية صعبة كما ان لدينا ديموقراطية نعمل وفقها.
وذكر ان فياض تعرض لهجوم من بعض الأشخاص من دون وجه حق وشعر انه قدم ما لديه وحان وقت تقديم الاستقالة من اعباء المنصب مؤكد وجود علاقة طبيعية وجيدة بينه وبين فياض الذي ربما يكلف ببعض المهمات في المستقبل.
وعن تحديد بديل ليحل محل فياض في رئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني اكتفى الرئيس عباس بالقول انه حتى الان لم يتم تحديد اي بديل لفياض.
وحول كيفية تعايش السلطة الفلسطينية مع المتغيرات الحاصلة في المنطقة اقر بصعوبة هذه المتغيرات وتأثيرها على ضعف الدعم العربي للقضية الفلسطينية نتيجة الحراك العربي الذي جرى في بعض الدول العربية والذي مازال يجري في سوريا وتتاثر به كل دول الجوار .
واضاف اننا ” لا نستطيع ان نغمض اعيننا ونقول انه لا يوجد شيء جديد” مبينا ان الوضع لم يعد كما كان في السابق ولكن في نفس الوقت لا نستطيع ان نقول للدول العربية “التفتوا لنا ولا تلتفتوا الى اوضاعكم الداخلية”.
وقال انه من هنا حدث هناك نوع من الخلل معربا عن الامل في ان يزول ذلك الخلل وان تحقق هذه الشعوب ما تريد وما تتمنى وتبقى تلك الدول موحدة وسليمة وعزيزة لتستعيد دورها السابق.
وعن كيفية تعامل السلطة الفلسطينية مع تبعات الازمة السورية قال الرئيس عباس “نحن لسنا بحجم ان نكون طرفا في الازمة الدولية فهناك ازمات اقتصادية وسياسية”.
وذكر ان الدولة الفلسطينية تعاني صعوبات اقتصادية كبيرة ولاتزال تعتمد على الدعم والمساعدات فيما تمنعنا اسرائيل من الاستفادة من مواردنا الطبيعية التي نمتلك منها الكثير مضيفا اننا نتأثر بالازمات الدولية والصراعات المحيطة بنا.
وكان الرئيس عباس قد غادر البلاد اليوم بعد زيارة رسمية استمرت يومين عقد خلالها محادثات مع سمو امير البلاد تطرقت الى موضوعات عدة وافتتح السفارة الفلسطينية لدى دولة الكويت.
قم بكتابة اول تعليق