أدان ائتلاف المعارضة ما حدث ظهر اليوم باقتحام ديوان البراك بالأندلس، مستنكرا ارتكاب ما أسماه “السلطة الغاشمة” لأفعال واجراءات “تنتقص من حقوقنا وتهين كراماتنا وتنهب ثرواتنا” ، محذرا من “خياراتنا الميدانية مفتوحة حتى يتم تصحيح هذا النهج المتفرد بالسلطة”.
جاء ذلك في بيان للائتلاف فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المولى عز وجل في محكم كتابه
‘يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا’.
ويقول تعالى
‘إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ …’ صدق الله العظيم
أيها الشعب الكريم :
ساء الكويت وأهلها جميعاً ماحدث ظهر اليوم من انتهاك لحرمة المنازل بعد ان اقتحمت القوات الخاصة منزل أسرة منسق عام ائتلاف المعارضة النائب السابق مسلم البراك وعاثت فيه وروعت أهله الآمنين صغارًا وكباراً نساءً ورجالاً ، ومن خلال توجيه فوهات الأسلحة الرشاشة على رؤوس المتواجدين في الديوان بحجة تنفيذ حكم على النائب السابق مسلم البراك رغم عدم اظهارهم الكتاب الاصلي لتنفيذ الحكم الصادر بحقه ، متجاوزين بذلك كل الشرائع السماوية والقوانين ، فضلا عن ان الدستور الكويتي قرر في المادة ( ٣٨ ) منه على أن : ‘ للمنازل حرمة فلايجوز دخولها بغير إذن أهلها ، إلا في الأحوال التي يعينها القانون وبالكيفية المنصوص عليها فيه ‘ . ولكن كيف يرتجى من سلطة اهانت الدستور في أكثر من موضع وأكثر من موقف ، أن تصون حرمة المنازل ، وهي قد انتهكتها من قبل في السنوات الخمس الأخيرة من خلال ضرب الناس واقتحام البيوت في تظاهرات البدون وأحداث ‘ التأبين ‘ و ديوانيات قبيلة العوازم الكريمة وأحداث ديوانية الحربش ؟!
أيها الشعب الكريم :
نحن أمام سلطة غاشمة أهانت الدستور ونهبت البلد وأهدرت كرامة المواطنين واعتدت عليهم بالمطاعات والرصاص المطاطي والقنابل، واليوم تريد أن تكرس السلطة هذا التجاوز في اقتحام البيوت وانتهاك حرمتها ، هذا رد السلطة على ممارستنا لحرياتنا عامة ولحرية التعبير والنشر والتجمع بشكل خاص.
أيها الشعب الكريم :
ان العقد الذي كان ولايزال بين أهل الكويت وأسرة الصباح جاء بالتراضي ، وكرس هذا الاتفاق في دستور ١٩٦٢ ، الذي صاغه المجلس التأسيسي المنتخب قبل أكثر من خمسين عاماً ، وللأسف الشديد ان السلطة لا تعرف الا المادة الرابعة من الدستور وتلتف على بقية المواد الأخرى !
أيها الشعب الكريم :
كيف نقبل كشعب متحضر تكريس السلطة الغاشمة لأفعال واجراءات تتنقص من حقوقنا وتهين كراماتنا وتنهب ثرواتنا ونحن نتفرج ، وحتى حقوقنا في الاحتجاج على تلك الممارسات باتت مرفوضة بنظر هذه السلطة الغاشمة ؟
أيها الشعب الكريم :
انكم اليوم أمام تحد كبير ومنعطف خطير، فالسكوت وعدم الاحتجاج على ممارسات هذه السلطة الغاشمة بكل وسائل التعبير والحريات المتاحة دستورياً بات من الخطورة بمكان ، كونه يجعل هذه السلوكيات أمراً معتاداً ويجعل السلطة تستمرئ فيها ، وبالتالي تتحول البلد إلى مايشبه ‘ عزبة خاصة ‘ لأهل الفساد والمتنفذين ، فهل هذا مانريده لكويتنا التي طالما كنا نفخر بها كواحة للديموقراطية والحريات في المنطقة .
أيها الشعب الكريم :
اننا في ‘ ائتلاف المعارضة ‘ نعتقد أن البلد وصل إلى حالة قصوى من الاحتقان السياسي الذي سيودي بنا في النهاية نحو الهاوية ، مالم تزال أسباب هذا الاحتقان ، ومرده إلى نهج الانفراد بالسلطة وتجاهل عمل المؤسسات وأدوارها المنصوص عليها دستورياً والتي تنظمها القوانين ، وكان من آثار هذا النهج السلطوي والتفرد بالقرار الذي نعيشه منذ سنوات صدور مرسوم الضرورة القاضي بإلغاء النظام الانتخابي السابق ( خمس دوائر وأربع أصوات ) وهو النظام الذي قدمته الحكومة في عام ٢٠٠٦ وتم اقراره في مجلس الأمة وسط توافق شعبي كبير .
أيها الشعب الكريم :
نحن نرى في ‘ ائتلاف المعارضة ‘ ان ازالة الاحتقان السياسي المشهود حالياً يبدأ في إقالة الحكومة الحالية وحل مجلس الصوت الواحد والعودة إلى النظام الانتخابي السابق وبالتالي الرجوع للأمة في اختيار من تراه لتمثيلها تمثيلاً شرعياً صحيحاً .
أيها الشعب الكريم :
اننا نؤكد في ‘ ائتلاف المعارضة ‘ على اهدافنا التي أعلناها في بياننا التأسيسي والتي تنص على الاصلاح السياسي الشامل من خلال الوصول لنظام برلماني متكامل (حكومة منتخبة) وقضاء مستقل وانشاء الهيئات السياسية ونظام انتخاب القوائم النسبية ووقف نهج الملاحقات السياسية تجاه معارضي السلطة واطلاق الحريات هو الطريق الأسلم لاستقرار الكويت وتحقيق نهضتها ورفاه شعبها .
بناء على ماتقدم ، فإننا في ‘ ائتلاف المعارضة ‘ نعلن رفضنا لكل الاجراءات القمعية التي جرت وتجري حالياً، وان خياراتنا الميدانية مفتوحة حتى يتم تصحيح هذا النهج المتفرد بالسلطة الذي يعصف بالبلد ويهدد أمنه واستقراره.
ائتلاف المعارضة
١٧ ابريل ٢٠١٣
قم بكتابة اول تعليق