منحت جامعة كورفينوس احدى اعرق الجامعات الهنغارية وبالتعاون مع مؤسسة الراحل جوزيف انتال للمعرفة اليوم شهادة الدكتوراه الفخرية لعضو مجلس الحكماء التابع للامم المتحدة ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح تكريما لدولة الكويت ولشخصه للدور المتميز الذي لعبه في تعزيز العلاقات الهنغارية الكويتية ولاسهاماته في تحقيق السلام العالمي.
وكان في استقبال الشيخ محمد الصباح لدى وصوله الى مقر الجامعة بصحبة سفير دولة الكويت لدى هنغاريا عبدالحميد الفيلكاوي الدكتور بالكوفيتش لاسلو نائب رئيس جامعة كورفينوس في بودابست حيث توجه الشيخ محمد مباشرة الى قاعة الشخصيات الهامة جدا لارتداء الثوب والقفازات الخاصة طبقا لما تقتضيه التقاليد في حفل تسلم الدكتوراه.
وشارك في حفل منح الدكتوراه الفخرية للدكتور الشيخ محمد الصباح كل من نائب رئيس الجامعة لاسلاو بالكوفيتش ورئيسة مجلس الدكتوراه في العلوم الاجتماعية اليزابيت نوفاكيو والاستاذة في كلية العلوم الاجتماعية بيترا اشيل وعميد كلية العلوم الاقتصادية لاسلو تراتومان وعميدة كلية الهندسة المعمارية اغنيس هوميستر وعميدة كلية علوم الاغذية غيولة فاتاي وعميد كلية البستنة كارولي هروتكو ورئيس مجلس الطلاب دافيد كيس بالاضافة الى عدد من كبار الشخصيات الهنغارية واعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي في هنغاريا.
وقد استهل حفل التكريم بالنشيدين الوطنيين الكويتي والهنغاري قدمت على اثره رئيسة مجلس الدكتوراه في العلوم الاجتماعية بترا اشيل لمحة عن الاعمال العلمية للشيخ محمد الصباح ثم طلب من الشيخ محمد الصباح والحاضرين الوقوف لمدة اربع دقائق تسلم اثناءها الشيخ محمد الدكتوراه الفخرية من قبل لاسلو بالكوفيتش نائب رئيس جامعة كورفينوس.
وفي كلمته الاستهلالية امام الحاضرين عبر الشيخ محمد عن اعتزازه الكبير بهذه الجائزة التي منحتها اياه جامعة كورفينوس مقدما بهذا الخصوص عرضا موجزا حول مجال اختصاصه.
وفي حديث خص به وكالة الانباء الكويتية (كونا) اعتبر الشيخ محمد الصباح ان هذا التكريم من جامعة كورفينوس العريقة يجسد متانة العلاقات القائمة بين البلدين “و هو تكريم لدولة الكويت” مشيرا الى ان الانجازات التي عددتها لجنة الدكتوراه هي في الواقع ليست بمعزل عما حققته دولة الكويت في المحافل الدولية.
واضاف ان الكلمة التي ألقاها باسم بلاده تمثل شهادة عرفان للخدمات الجليلة التي قدمتها له الكويت بحيث مكنته من تحقيق انجاز يستحق التكريم من مؤسسة عريقة كجامعة كورفينوس ببودابست .
واكد حرص ابناء بلده الصغير في حجمه والكبير في عطاءاته على الابداع وتحقيق المزيد من الانجازات على مختلف الاصعدة المحلية و الاقليمية والدولية معربا في ذات الوقت عن سعادته بهذا الحضور اللافت بمناسبة تكريمه بالدكتوراه الفخرية في اطار اليوم الثقافي بين مجلس التعاون الخليجي وهنغاريا.
واكد الشيخ محمد اهمية هذا الحضور من قبل ممثلين عن دول مجلس التعاون الخليجي “الامر الذي اعطى بعدا خليجيا لهذا التكريم خصوصا وانه تناول بالدرس انجازات مجلس التعاون الخليجي والتشديد على دوره الهام في المنطقة العربية”.
وفيما يتعلق بتقييمه لمستوى العلاقات القائمة بين هنغاريا ودولة الكويت خصوصا بعد ان اشرف شخصيا على افتتاح السفارة الكويتية في بودابست في عام 2007 قال ان جيله لا يتذكر هنغاريا فقط بقصورها الفخمة ونهرها الخالد (الدانوب) بل انه يحمل عنها ايضا ذكريات تاريخية تعيد الى الاذهان انتفاضة الشعب الهنغاري عام 1956 للمطالبة بالحرية والعدالة والسلام.
وتابع قائلا “لذلك ترتبط ذكريات الشعب الكويتي عن هنغاريا بانها بلد يتوق للعدالة و السلام و هو ما اثبتته هنغاريا من خلال موقفها المشرف ابان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت”.
وذكر ان افتتاح السفارة الكويتية في بودابست في عام 2007 ساهم بدور كبير في تعزيز العلاقات العربية الهنغارية بشكل عام والكويتية الهنغارية بشكل خاص.
وفيما يتعلق بمحاضرته التي القاها بهذه المناسبة تحت عنوان (العرب على مفترق طرق..الفوضى الخلاقة او التدمير الخلاق) اشار الى انه طرح خلال محاضرته جملة من التساؤلات بشان طبيعة الثورات و ما اذا كانت ستنتهي الى نظام جديد يحاكي تطلعات المواطن العربي في حياته و تعليمه و مستقبل ابنائه ام سيكون محصلة هذا الحراك مزيدا من التفكك و التمزق و الدماء.
و بعدما تطرق الشيخ محمد الصباح في حديثه ل(كونا) الى بعض المخاوف التي يثيرها البعض عما يعتري الربيع العربي من تساؤلات و فيما اذا كان يشكل صراعا بين قيم التحضر والتخلف او هو حراك من اجل الديمقراطية و العمل على تركيز الهوية الاسلامية اوضح ان امله كبير جدا في ان تتوصل الشعوب العربية بفضل شبابها المتعلم و المؤمن الى تحقيق حياة مستقبلية مشرقة.
وتابع قائلا ان هناك العديد من التساؤلات بشان طبيعة انطلاق هذا الحراك و مبرراته و اهدافه مشيرا الى انه يخالف الراي القائل بان هناك ستارا من الاوتوقراطية مستندا بذلك الى ان رد فعل البوعزيزي جاء بسبب رفضه للمذلة و المهانة و انتهاك حقوقه و قيم الحرية و العدالة المتمكنة في وجدانه مما اطلق العنان لتطلعات الشباب القوية من اجل الحرية و العدالة الاجتماعية في الشارع العربي و حرك بذلك دينامكية التحول السياسي في العالم العربي .
وفيما يتعلق بتونس التي انطلقت منها شرارة الربيع العربي و بدعم دولة الكويت لعملية الانتقال الديمقراطي في هذا البلد قال ان تونس شكلت نموذجا يحتذى به في العالم العربي حيث لم يقتصر دورها على اطلاق الربيع العربي فحسب بل توسع هذا الدور ليشمل ما حققته تونس على صعيد التنمية الشاملة بفضل شعبها المتعلم و المثقف علاوة على ما يتمتع به هذا البلد من بنية تحتية و حرفية عالية و شعب خلاق.
و في هذا الخصوص تطرق الشيخ محمد الصباح الى علاقة دولة الكويت بتونس التي تعتبر ثالث دولة عربية مستفيدة من صندوق الكويت للتنمية نظرا لما تتمتع به من طاقة كامنة تخولها تجاوز حدودها والانطلاق ببقية الدول العربية الى افاق رحبة مشددا على القول بان دولة الكويت تعول على تونس كما انه بامكان تونس الاعتماد على دولة الكويت في عملية انتقالها الديمقراطي .
وانتهى في ختام حديثه الى التاكيد على التكامل القائم بين تونس و دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام و دولة الكويت بشكل خاص مشيرا الى ان علاقات تونس الجديدة مع بلاده في تطور مستمر. وكان السفير الكويتي لدى هنغاريا قد اقام الليلة الماضية في مقر اقامته بالعاصمة بودابست حفل عشاء على شرف الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح و وفد جامعة الكويت المرافق له و اركان السفارة الكويتية هنا فيما سيقيم مساء اليوم مادبة عشاء في مطعم كوندل على شرف كبار المسؤولين و رؤساء الجامعات الهنغارية.
قم بكتابة اول تعليق