يجري المخرج المسرحي الكويتي سليمان البسام حاليا بروفات تأسيسية لتقديم مسرحية الكاتب السوري الراحل سعدالله ونوس المعروفة (طقوس الاشارات والتحولات) في فرنسا بدعوة خاصة من المسرح الوطني الفرنسي (ذا كوميديه فرانسيه).
وقال البسام ان الدعوة لتقديم العمل في العاصمة الفرنسية (باريس) ومدينة مرسيليا تشكل سابقة على مستوى العالم العربي ويعتبر النص العربي الاول الذي يرد في دليل تلك المؤسسة العريقة.
وأضاف ان العروض ستنطلق في مدينة مرسيليا الفرنسية بين 29 ابريل الجاري حتى السابع من شهر مايو المقبل وذلك ضمن احتفالية مرسيليا عاصمة للثقافة الأوروبية.
وأوضح ان العروض ستنتقل الى باريس في 11 مايو المقبل وتستمر مدة شهر تقريبا في ما أطلق عليه (معبد المسرح الفرنسي أو السال ريشيليو) ليصبح هذا العمل العربي الاصل والفرنسي التقديم ضمن قائمة سلسلة الاعمال المعتمدة في هذا المسرح مشيرا الى ان العرض سيقدم باستمرار في الأعوام المقبلة ليصبح جزءا من ثقافة المسرح الفرنسي.
واعتبر البسام هذا العمل بداية رحلة جديدة بالنسبة اليه افتتحت بإدخال بذور نص عربي الى صلب التقليد الاوروبي المسرحي بعد ان قدم نصوصا شكسبيرية تكللت بالنجاح حيث قدم عروضه تلك في العديد من الدول في العالم وآخرها أستراليا.
ولفت الى انه بحث عن بدايات جديدة كليا “تتناسب مع ما يجري في عالمنا العربي الآن” مبينا ان النص الشكسبيري والعدسة الشكسبيرية لطالما كانا الأداة التقليدية لاستقراء الواقع وتحليله ونقده بالنسبة اليه.
ورأى أن ذلك “كان صالحا حين كانت الوقائع والمجريات تقع وفقا لما هو منتظر ومتوقع استقراء وتحليلا أما اليوم وبعدما خرج مسار التاريخ في العالم العربي عما هو متوقع فإن النصوص الشكسبيرية وغيرها من الادوات التي استخدمت مئات السنين لم تعد صالحة لتحليل ما يجري أوقراءة القادم”.
وطالب المسرحيين والمثقفين “بفسخ القناع الذي كاد يصبح وجهنا البديل وأن نبحث عن آليات وأدوات ووسائل جديدة نتعاطى بها في واقع ما بعد سقوط عيون الرقيب واسقاط أنظمة الرقابة”.
وأعرب عن الامل أن يكلل “بحثي عن ابتداع واختراع أدوات وآليات ووسائل جديدة بالنجاح” من خلال المشروع المشترك مع المسرح الوطني الفرنسي بتقديم مسرحية (طقوس الاشارات والتحولات) مشيرا الى أن هناك سؤالا “يواجهنا كمسرحيين اليوم هو كيفية تفاعل المسرح مع الربيع العربي وما بعده وأي مستقبل ممكن للمسرح في هذا المنعطف التاريخي الكبير”.
وتمنى أن يعكس هذا العمل الصورة المشرقة للمسرحيين الكويتيين والعمل الدؤوب لأبناء وطنه في رفع اسمه عاليا في المحافل الدولية وفي مختلف المجالات.
قم بكتابة اول تعليق