ما أكثر ضحايا «تويتر»، خاصة من السياسيين، رغم أن بعضهم «تخضرم» حتى كادت الخبرة أن تخرج من مسام عظامه، لكن لكل شيء سحره، وهذا هو «تويتر» قد أعاد صياغة الأفكار والأولويات افتراضيا، وليس في واقع الأمر حسبما يعتقد بعض الإخوة، مما يؤشر إلى أن القضية ستنتهي عندما تصل إلى نهاية مداها، والضحايا كثر.
«تويتر» نقل ساحة «هايدبارك» من واقع ملموس يمكن الإحساس به من خلال الحواس الخمس على صعيد المكان والشخوص إلى فضاء افتراضي، والأمر لا يعدو أن يكون متنفسا للكبير والصغير والرجل والمرأة، وليس مكانا لتقييم حالة سياسية ومعرفة ما إذا كانت تحظى بمؤيد أو معارض، لأن واقع هذه الخدمة «خادع» ولا يعول عليه على هذا الصعيد.
هناك من يختبئ خلف حساب أو حسابات وهمية، للنيل من آخرين، بعضهم زملاء في العمل، وربما من رؤساء ومسؤولين غضب منهم بسبب موقف أو ترقية، وهناك أيضا من يريد تصفية حساب مع تيار سياسي بسبب مواقف سياسية لا تتفق مع طروحاته، من خلال الإكثار من عدد الحسابات الوهمية وإظهار الأمر وكأنه عدم رضا شعبي، والحقيقة لا تعدو أن تكون وهما.
كل من جعل «تويتر» معيارا له يقيس من خلاله نبض الشارع أصبح ضحيته، وكل من أسس كتائب في «تويتر» لشتم الآخرين والتطاول عليهم مدفوعة الأجر أو تطوعا ويعتقد أنه يمكن حسم الأمور من خلال تلك الخدمة الافتراضية يعيش وهما ليس إلا، وسيكون أول ضحايا هذا الوهم، ويبدو لي أن هناك من يعيش مثل تلك المأساة الآن.
«تويتر» ليس سوى خدمة افتراضية لا يمكن التعويل على ما يدور فيها، ولا يمكن القبول بما يحاول بعضهم أن يفرضه على واقع الأمور، وعدم تركها في هذا المسار الافتراضي سيؤدي إلى استمرار المشكلات التي خلقها هذا الواقع الافتراضي منذ اليوم الأول لإطلاقه، خاصة في بعض الدول المتخلفة ثقافيا، وبينها دول الخليج.. فلا تكونوا أحد ضحاياه.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق