استوقفنني في مناسبة اجتماعية وعبرن لي بكل حب عن رغبتهن في ان نكتب عن كل ما هو جميل في هذا البلد، لان البلد يزخر بالابداعات والنجاحات والمبادرات التي، للاسف، غطت عليها كل الاحداث المزعجة التي عشناها على مر الشهور والسنوات الاخيرة… الامر الذي يزيد من الغم والشعور بالضيق كل صباح.
واذ اتفق مع هؤلاء النساء الرائعات، وازيد عليهن اننا اليوم احوج ما نكون لشحن هممنا بالايجابيات استعدادا لمرحلة مقبلة – ان شاء الله – من العطاء والتنمية والتطور والوجه المشرق لكويت لطالما افتقدناها.
وانا افكر في هذا المقال وتأكيدا لفكرته وان هناك جانبا مشرقا ورائعا في حياتنا لابد من التركيز عليه اكثر من الجانب الاخر.. وقعت عيناي على ظواهر كويتية ايجابية في المكان نفسه من الصحيفة التي كنت أقرأها.. وتصب كلها في الجانب الراقي من حياتنا… الجانب الذي يعبر عن رقي الامم وتطورها.
حصول الكاتب الكويتي سعود السنعوسي على جائزة بوكر على روايته «ساق البامبو».. وهو بحق اكبر تأكيد ان الفنون بانواعها هي اولى سمات المجتمع، فهي التي ترتقي به وهي ايضا الطابع الذي ينقل الدولة من مكان لاخر لتصل الى كل العالم… يعرفها ويتعرف عليها… ويبتسم مشيدا بها.
الظاهرة الايجابية الثانية ان ينتقل مخرج مسرحي كويتي الى فرنسا بدعوة من المسرح الوطني الفرنسي، ذلك المسرح العريق الرائد في الفن المسرحي ليتولى المخرج الكويتي سليمان البسام تقديم مسرحية الكاتب السوري سعد الله ونوس «طقوس الاشارات والتحولات».. وهو ما يعتبر سابقة على مستوى العالم العربي، حيث ان نص المسرحية هو الاول في دليل تلك المؤسسة العريقة.
اما ما سيرد الروح لنا فهو مسلسل «البيت بيت ابونا» الذي سيعيد لنا الثنائي الرائع الذي اشتقنا اليه اشتياقنا لرقية وسبيكة، فنانتي الكويت الرائعتين حياة الفهد وسعاد عبدالله اللتين ستطلان علينا في رمضان بعد غيابهما معا مما زاد من حاجتنا لعودة البسمة والضحكة كما كانت ايامهما مجتمعتين..
مع اقتراب رمضان زادت المعارض.. ورغم ان المهارات الكويتية التي تعرض في هذه المعارض متواضعة وتنحصر بالدراعات والحلويات.. الا ان هناك ابداعات كثيرة نرفع لها راية التقدير من حيث الافكار والابتكارات التي تقدمها، وهي من ابداع فكرها وصنع يدها في كل المجالات، كل منها يقول حرفا يؤكد فيه ان الكويت تزخر بالايجابيات.. وهذا بحد ذاته ما يدعونا للفخر بجيل الكويت الشاب الذي كما نشتكي من لامبالاة واتكالية وكسل بعضه.. الا ان امثال هؤلاء من الجنسين يستحقون ان نقول لهم: انتم من سيعيد الكويت لؤلؤة الخليج كما كان يردد كل العالم.
رحم الله الكويتي المحب لها ولجمالها… احمد الربعي عندما كان يردد في كل مناسبة ان الكويت جميلة.. نعم الكويت جميلة واكثر من جميلة.. فقط نحتاج الى اصرار على تحقيق هذه المقولة بكل ما نختزن داخلنا من قوة واصرار.
إقبال الأحمد
iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق