انطلق الاجتماع الاقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية هنا اليوم بمشاركة ممثلي 22 دولة ويعنى بالتصدي للامراض المزمنة غير المعدية.
وقال وزير الصحة الدكتور محمد براك الهيفي في كلمته ان انعقاد الاجتماع “احدى العلامات المهمة والمضيئة في مسيرة التعاون والتنسيق المستمر بين منظمة الصحة العالمية ومكتبها الاقليمي لشرق المتوسط ووزارة الصحة في الكويت”.
وأضاف الوزير الهيفي ان هناك الكثير من المبادرات والمحطات التي تعتز بها الكويت كجائزة دولة الكويت لبحوث تعزيز الصحة التي تمنح للباحثين من مختلف دول العالم وقاعة الكويت في مقر المكتب الاقليمي لشرق المتوسط للمنظمة في القاهرة علاوة على الدعم الفني المتواصل للبرامج الصحية في الوزارة من جانب منظمة الصحة العالمية.
وأعرب عن سعادته لتزامن هذا الاجتماع الاقليمي لدول اقليم شرق المتوسط وتدشين وزارة الصحة ضمن احتفالها بيوم الصحة العالمي (السابع من ابريل كل عام) البرنامج الوطني للتصدي للامراض المزمنة غير المعدية وعوامل الاصابة بها.
وذكر ان وزارة الصحة وضعت المكونات الاساسية والتوجهات الاستراتيجية للبرنامج الوطني للتصدي للامراض المزمنة غير المعدية في الوزارة “ليكون نموذجا للتعاون بين الوزارات والجهات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني ككل”.
وبين ان الكويت والتزاما منها بالاعلان السياسي الصادر عن اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة رفيع المستوى في العام 2011 وقرارات واستراتيجيات منظمة الصحة العالمية “فقد ضمنت المكونات الاساسية للبرنامج الوطني للتصدي للامراض المزمنة غير المعدية تطوير وتعزيز قدرات النظام الصحي خصوصا منظومة الرعاية الصحية الاولية”.
وأضاف الوزير الهيفي ان المكونات تشمل علاوة على ذلك ايضا تطبيق الاستراتيجيات اللازمة للتصدي لعوامل الاصابة وتعزيز الصحة وتقديم الرعاية الصحية بمستوياتها الوقائية والعلاجية والتلطيفية.
ولفت الى اهتمام الكويت بتطوير وتحديث منظومة المعلومات الصحية الوطنية وتسجيل ورصد الامراض المزمنة وعوامل الاصابة بها وتطوير التشريعات الصحية وتبني السياسات والبرامج متعددة القطاعات وضمن الاطار العالمي لمنظمة الصحة العالمية للتصدي الشامل للامراض.
من جانبه قال المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء الدين علوان ان الوضع في دول الاقليم والدول العربية فيما يخص الامراض المزمنة غير المعدية “مقلق” في وقت تعتبر تلك الامراض المسبب الاول للوفيات في دول الاقليم وتصل نسبة الوفيات الى 75 في المئة معظمها في سن مبكرة.
وأكد الدكتور علوان ان هذه الامراض تؤثر على التنمية المستدامة في الدول موضحا ان اقليم شرق المتوسط لديه أعلى نسبة للخمول الجسماني والبدانة وارتفاع الوزن ويعد أقل الاقاليم في العالم من حيث النشاط البدني.
ودعا الى تقوية البرامج الوطنية في كل دولة للتصدي لهذه الامراض ومكافحة أمراض القلب والسكري والسرطان والربو مشيرا الى ان هذه الأمراض شريكة في عوامل الخطورة ذاتها والتي تسببها.
وذكر ان السيطرة على هذه الأمراض ليست مسؤولية وزارة الصحة فحسب وانما جميع القطاعات في الدولة مبينا ان ما نسبته 40 بالمئة من البالغين في الاقليم مصابون بارتفاع ضغط الدم و20 بالمئة مصابون بالسكري.
وعن استراتيجية المنظمة للحد من تلك الأمراض أفاد الدكتور علوان بأن الاستراتيجية تتلخص في ثلاثة محاور تبدأ بالرصد وثانيا بالوقاية وخفض مستويات الاصابة بالعوامل المسببة لهذه الأمراض ومن بينها التدخين والممارسات التغذوية غير الصحية وزيادة النشاط البدني وثالثا بتحسين الرعاية الصحية للمصابين بتلك الأمراض.
وأشاد بالخدمات الصحية التي تقدمها دولة الكويت فيما يتعلق بمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية لافتا الى مركز حسين مكي جمعة لمكافحة الامراض السرطانية “وهو من أقدم المراكز المتخصصة في مكافحة السرطان في المنطقة”.
وقال الدكتور علوان ان الكويت قدمت مبادرة لانشاء برنامج فعال لخفض نسب تناول ملح الطعام لتقليل نسب المصابين بارتفاع ضغط الدم “وهي الأولى من نوعها على مستوى دول الاقليم”.
من جهته قال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور توفيق خوجه ان المجتمع الخليجي يقع ضمن بؤرة التأثير العالمي جراء الامراض المزمنة غير المعدية “وتؤكد ذلك دراسات علمية في مقدمتها المسح الوطني الذي أجري أخيرا في كل من سلطنة عمان والسعودية والبحرين والكويت وقطر طبقا لبرنامج (مقاربة النهج المتدرج)”.
وأضاف ان الاحصائيات والدراسات الوبائية المبكرة تظهر أيضا انتشار داء السكري بصورة وبائية جعلت منه خطرا صحيا على المستوى الوطني للدول خصوصا في دول مجلس التعاون الخليجي لافتا الى وجود خمسة من بين دول المجلس الست ضمن قائمة أعلى عشر دول في العالم لناحية نسبة الاصابة والصادرة عن الاتحاد العالمي للسكري في 2011.
وذكر ان البرامج الخليجية لمكافحة الامراض المزمنة غير المعدية مرت بكثير من التطورات الايجابية خلال السنوات العشر الماضية من خلال قرار مجلس وزراء الصحة في مؤتمره ال49 بوضع البرامج والانظمة الصحية في الاولية والثانوية والثالثية ضمن برامج مكافحة الامراض غير المعدية.
وأشار الدكتور خوجه أيضا الى تبني المؤتمر أساليب جديدة في تقديم الرعاية الصحية للمرضى مثل العيادات المصغرة المتخصصة بالرعاية الصحة الاولية.
قم بكتابة اول تعليق