يخلط الكثيرون في خلافاتهم، سواء كانت في وجهات النظر او في الرأي المباشر أو في تصرف ما، بين الكراهية والحب، والاحترام وقلة الاحترام، وأيضاً تجاوز الاخلاق.
فالاحترام ليس دليلاً على الحب ابدا، وكذلك عدم الحب ليس دليلا على قلة الاحترام. الاحترام دليل على التربية اولاً وثانيا. واذا ما اختلفت معك في وجهة النظر فذلك لا يعني ابدا ان انزل في مستوى حواري معك واكيل لك الشتائم والهمز واللمز، وألقي عليك بكلمات لا اقبلها على نفسي ولا ارضاها.
لا يمكن لاي مجتمع ان يخلو من الرأي والرأي الآخر. ولكننا في الكويت، وللاسف، تحول اختلاف الرأي الى لا اخلاق في مفردات الرفض والتعبير عن الرأي. وكثيرا ما تضم مقالات لكتّاب من مختلف الاتجاهات كلمات قاسية فيها التشكيك والاستهزاء والتحقير، وذلك كأسلوب للرد على موقف او وجهة نظر، وهذا شيء مرفوض وغير مقبول. فالمواطن يجب أن يحترم الآخر بغض النظر عما يحمله من افكار ومعتقدات، لان احدنا قد يرفض فكر الآخر او توجهه ولكنه لا يستطيع ابدا ان يرفضه كإنسان.
ونجد هذا واضحا ايضا في حديث كثير من الشباب، خصوصاً عبر موقع تويتر، حيث يتخفى بعض الشباب وغيرهم وراء اسماء وهمية، وكلما كانت الكلمات قاسية ومتجاوزة لسقف الآداب العامة كان الرأي جريئا ومؤثرا.
ولكنهم في حقيقة الامر لا ينتبهون الى ان الاحترام هو بالدرجة الاولى دليل على التربية، وهذا ما يفرق بين انسان يقول وجهة نظره المخالفة بطريقة وباسلوب مقبول وآخر يقول الشيء نفسه باسلوب وطريقة مقززة. وقد تصل حدة الكلام اوجها ولكنها لا تتجاوز الاحترام، وقد تتجاوزه كثيرا وكثيرا جدا، والفرق هو التربية والاخلاق.
فانتقاد المرء لا يعني ابدا الكره، والاحترام لا يعني ابدا الحب.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق